أبوظبي من حبيب الصايغ: أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على استكمال نواحي نقص الخدمات في المناطق النائية على مستوى الدولة، لافتاً الى ان سموه بادر من قبل الى بناء مساكن ومدارس ومستشفيات في تلك المناطق، وان لدى سموه العزم على استكمال ما بدأ، تحقيقاً للتنمية المتوازنة، وهو يعتبر المناطق النائية أولوية مطلقة.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد، في تصريحات خاصة ل”الخليج” ان أهل المناطق النائية هم أهلنا وآباؤنا واخواننا وجزء من هذا الشعب العزيز، وان مد التنمية الشاملة التي تشهدها الامارات الى تلك المناطق واجب على الحكومة، وستبذل كل ما في وسعها لتحقيقه على الوجه الأمثل، وتوفير متطلبات العيش الكريم لجميع السكان.
وفيما أعلن ان ما يتوصل اليه اجتماع أعضاء اللجنة الوزارية برئاسة سموه اليوم، سيكون أمام مجلس الوزراء بعد غد الاثنين للبت فيه، قال ان التنفيذ سيبدأ بعد ذلك، وفق برنامج مدروس ومنسجم مع الميزانيات المتاحة للمشاريع المقررة، على ان يبدأ تنفيذ تلك المشاريع حسب أولويات الواقع، فإذا كنا مخيرين كأولوية بين بناء مستشفى يبعد 20 أو 30 كيلومتراً عن قرية معينة وإقامة الطريق الذي يربط تلك القرية بالشارع العام وبذلك المستشفى، فإن الأولوية للطريق بطبيعة الحال.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد ان تجربة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في تنمية المناطق النائية أمامنا، ونحن نقتبس منها منهجها المعتمد على تركيز أماكن التجمع السكاني المتناثرة في منطقة سكانية جديدة يسهل نشر خدمات الماء والكهرباء والاسكان والتعليم والصحة والطرق فيها.
وأضاف سموه ان نشر الخدمات الاتحادية بين أهلنا في المناطق النائية أصبح الآن أسهل بكثير والحمد لله بعد ازالة بعض المشكلات العارضة العالقة، وكان آخرها المشكلة الحدودية بين امارتي الفجيرة ورأس الخيمة، بتوجيهات الوالد رحمه الله، حيث كلفني بالسعي فيها، ووجدت التجاوب الايجابي والرغبة الصادقة من السلطات المحلية في الامارتين. ويمكن الآن، بسهولة، مد الخدمات الى قرى تقع على مدى 150 كيلومترا كانت تلك المشكلة الطارئة تحول دون مد الخدمات اليها.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد ان ملف المناطق النائية سيبقى مستمرا ونابضاً بالحياة، حيث تقرر بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، ان يكون موضوعا، وبصفة دائمة، في أجندة النهضة الوطنية، لا على مستوى الحكومة الاتحادية فقط، بل على مستوى الحكومات المحلية ايضا، فلدى هذه الحكومات رغبة حقيقية في التطوير.
وشدد سمو الشيخ حمدان بن زايد على ان تعاون البلديات المحلية ضروري بحيث لا تقف بعد اليوم عائقا دون تنفيذ المشاريع المقررة، مؤكدا ان بناء المدن والتجمعات العشوائية في السابق اسهم كثيرا في تعطيل التطوير، وبناءً على ذلك لا يجوز الاستمرار في اقامتها، بل تجب ازالتها، حتى تتمكن الحكومة من تحقيق أهدافها الرامية الى إعمار المناطق النائية، خصوصا لجهة اسكان المواطنين.

*تعديل الرواتب
ولدى سؤال سموه عن ملف تعديل رواتب موظفي الحكومة الاتحادية وعمل اللجنة الوزارية المكلفة هذا الموضوع تحت رئاسته، قال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية ل “الخليج”: اننا نتمنى تعديل اوضاع الموظفين اليوم قبل الغد، بل امس قبل اليوم، لكن زيادة الرواتب مرهونة بزيادة دخول الميزانية الاتحادية، وهذا ما يشغل الحكومة الآن.
أضاف سموه: لا نفكر في زيادة دخول الميزانية عن طريق فرض ضرائب، لكن بإعادة دراسة رسوم بعض الخدمات من أجل تحسينها، ضمن مساعي الوصول للجودة، وتطوير دخول الوزارات، بما يتوافق مع تقديم الخدمة النوعية، وبما لا يشكل عبئاً على المواطن أو المقيم، وفي الوقت نفسه، يسهم في تطويق الفارق بين الايرادات والمصروفات، وصولا الى تقليل نسبة العجز، وتحقيق الميزانية المتوازنة.