نبيل الفضل: الزرقاوي يعلن الحرب على الانتخابات ويكفرها!! هكذا كان مانشيت الصفحة الاولى لجريدة «الشرق الأوسط» لعدد يوم الاثنين الماضي. وشاركت صحفنا المحلية في نقل أخبار الزرقاوي وتسجيلاته الصوتية على الانترنت في المواقع الاسلامية وهو يصف الانتخابات العراقية بأنها «كذبة أميركية كبرى»، وأنها «مصيدة خبيثة ترمي الى سيطرة الشيعة على مقاليد الحكم في العراق»!!

طبعا لن نطيل في إفهام هذا الأحمق الأخرق أن وصول الشيعة أو غير الشيعة للحكم في العراق أو سواه عن طريق صناديق الانتخابات هو وصول شرعي.
المهم بالنسبة لنا هو هذا السؤال, من أعطى هذا «الإرهابي» الأردني الحق في أن يتدخل في الشأن العراقي وقرارات شعبه السيادية؟! ومن أعطاه الحق في أن ينبح في أرض الرافدين؟!

إنها الهوية الضائعة, فأبومصعب يعاني من حالة انفصام قوية يعاني منها معظم العرب المسلمين, فهو لا ينظر للعراق كدولة ووطن, ولا يفكر كمواطن أردني, فهويته الوطنية ذابت وتاهت في دهاليز هويته الدينية, بالنسبة لهذا الارهابي فإن القضية قضية دينية تتداعى أمامها حدود الدول وتضمحل أهمية الأجناس والعروق والطوائف والمواطنة, فالكل مسلم ولا شيء غير ذلك, والأرض أرض اسلام لا يجب أن يحكمها سوى الاسلام.

هذه النظرة المجافية للمعاصرة والواقع هي نظرة شرعية يقرها كل اسلامي وكل التيارات الاسلامية من دون اي استثناء.

هنا أساس مهم من أساسات الفكر الديني التي يستند اليها كل الارهابيين المسلمين حالهم حال الإرهابي الأردني أبومصعب الزرقاوي.

قضية الهوية وأولوياتها الوطنية يجب أن تكون هي الأساس الذي يغير ويستبدل, يجب على الفكر الديني ان يتخلص من فقه الاسلاف ويتحول الى فقه الواقع ليبتكر ويبدع فكرا ينهض على حقائق الجغرافيا والمعاصرة والسياسة السائدة.

فطالما ظلت الهوية الدينية هي المتسيدة واللاغية للهوية الوطنية، فإننا لن نسلم من ظهور «إرهابي» أردني في الأرض العراقية أو إرهابي يمني في الأرض الكويتية وهكذا دواليك.

يجب أن يفهم الجميع، جميع المسلمين ان الارض موزعة كدول لها حدود ولها سيادة ولها وطنية, وليست الارض بعد اليوم ارض اسلام وارض حرب.
أعزاءنا

«إسلاميو الكويت يعلنون الاسبوع المقبل خطة لمواجهة الفكر المتطرف والعنفي» خبر جميل تناقلته الصحف, ولكن هل يملك اسلاميو الكويت منطقا يمكنهم من ذلك؟! وان كان الجواب نعم, فأين هم طوال هذه المدة؟! أم أنها حركة كتبرئة الذات، ذات الضمير المثقل وحماية للمكتسبات المتراكمة؟! لا مانع ان كانوا سينجحون في سعيهم, ولكننا نشك في ذلك شكاً كبيراً.