القدس المحتلة من وديع عواودة: بدلا من ان تكون صرحا اكاديميا ثقافيا، تبدو جامعة حيفا “الاسرائيلية” أكثر فأكثر معقلاً للمحاضرين العنصريين الموبوئين بداء الكراهية العمياء لكل ما هو عربي. وبعد ايام من الحملة الشعواء التي شنها رئيس قسم الجغرافيا ارنون سوفير على الزيادة السكانية العربية محذرا من “القنبلة الديموجرافية” لفلسطينيي ،48 شن الأستاذ الجامعي دافيد بقاعي هجوماً على العرب والحضارة العربية مستخدما اقذع الالفاظ العنصرية.
وكان بقاعي قد ادلى بتصريحات لوسائل اعلام “اسرائيلية” الكترونية ومطبوعة اتهم العرب فيها بصفات سيئة معتبرا انه “لا يمكن الاعتماد عليهم”. وهاجم المحاضر التاريخ العربي وزعم ان العرب لم يقدموا شيئا للحضارة الانسانية داعيا الى “توجيه المسدسات الى جباههم وإطلاق الرصاص والى هدم العمارات السكنية فوق رؤوسهم وتدميرهم”.
وبحسب الشهادات التي جمعت من طلاب جامعيين فقد اعتاد بقاعي التحريض المنفلت على العرب. وقد جاء في إحدى الشهادات أن المحاضر “الاسرائيلي” قال: “قام الجيش “الإسرائيلي” ذات مرة بإرسال مسن ليفحص إذا كان (القيادي الأسير) مروان البرغوثي في مبنى ما، ثم عاد وقال لهم إنه غير موجود، كان على الجيش حينها أن يضع المتفجرات في قاعدة المبنى وأن ينسفه على ساكنيه حتى لو كان عددهم مائتين”. ويتضح من الشهادات أيضاً أن المحاضر لجأ إلى الكذب والتزوير في حالات كثيرة لإثبات أقواله العنصرية وتحريضه.
وباشر المركز العربي لمكافحة العنصرية حملة لجمع آلاف من تواقيع الطلاب والاساتذة الجامعيين لتقديمها لإدارة جامعة حيفا ومطالبتها باتخاذ الإجراءات اللازمة. وجاء في العريضة أن أقوال بقاعي تشكل مخالفة للقانون وأن أقواله تحرض على العنصرية والعنف على العرب والمسلمين”.
كما طالب محامي مركز مكافحة العنصرية المحامي علاء حيدر في رسالة إلى المستشار القضائي للحكومة “الاسرائيلية” بالتحقيق مع بقاعي وتوقيفه عن العمل في الكلية فوراً.
وفي حديث ل “الخليج” حمل مدير مركز مكافحة العنصرية بكر محمد افندي السلطات “الاسرائيلية” مسؤولية تفشي وباء العنصرية والتحريض لانها تلتزم الصمت عندما يتم استهداف العرب. واضاف “الغريب ان تنامي العنصرية في كل المرافق في الآونة الاخيرة بلغ الجامعات ايضا ويتزامن مع حملة “اسرائيلية” على ما تسميه بالحركة اللاسامية المتجددة في اوروبا. ومع احياء الذكرى الستين لتحرير معسكر اوشفيتس في بولندا فهل يجوز لضحايا النازية تطبيق تعاليمها على العرب؟” وأشار المركز في رسالته أن بقاعي يستغل امتيازاته الأكاديمية لتهديد الطلاب العرب لافتا الى ان العنف الكلامي والتحريض الدموي على الفلسطينيين سبق أن مهد الطريق امام اقتراف الجرائم كما حصل في مذبحة الحرم الابراهيمي في العام 1994 التي نفذها باروخ غولدشتاين الذي شحن بكراهية العرب على يد الحاخام العنصري مئير كهانا.
يشار الى ان الكثير من حملات التحريض “الاسرائيلية” على العرب انطلقت في السنوات الاخيرة من قبل المستشرقين والمستعربين وأساتذة الجامعات.