لندن - سوزانا طربوش:

قال ما لا يقل عن 30 من نحو 100 نائب عمالي بريطاني امس ( الاحد) انهم يريدون ان يتنحى زعيم حزب العمال الحاكم رئيس الوزراء توني بلير عاجلاً وليس آجلاً. وقال عدد كبير منهم انهم يريدون منه التنحي في غضون عام، ما حدا بوزرائه في الحكومة للتدافع للذود عنه. وقال النائب جورج غالواي زعيم حزب الاحترام امس (الاحد) لحشد كبير من ناخبيه: “احدى مهماتي الأولى ان يمثل بلير امام المحكمة في لاهاي وأن يبقى وراء القضبان”. وأضاف: “أشك في وجود عدد كبير من الناس في هذه البلاد ممن يعتقدون بأن بلير غير كاذب، لا أعتقد بأنه سيبقى فترة ثالثة”.

وبدا - بعد اقل من اسبوع من فوز العمال في الانتخابات العامة - ان بلير اضعف كثيرا مما يعتقد كثيرون. فقد اتضح للبريطانيين انه فشل في حمل الحزب على تخصيص حقائب وزارية في حكومته لأبرز مؤيديه. وكان على رئيس الوزراء ان يستسلم في هذه الناحية لرغبات منافسه السياسي وزير الخزانة غوردون براون الأكثر شعبية الذي لعب دورا اساسيا في صنع الانتصار الذي حققه الحزب في الانتخابات التي اجريت الخميس الماضي. ويرى مراقبون ان براون ضمن تماما مكانته كخليفة لبلير في زعامة الحزب ورئاسة الحكومة.

واتضح ان بلير نجح فحسب في اقناع منافسيه بإنقاذ حليفه وزير الخارجية جاك سترو من مهانة تهميشه بنقله من وزارة الخارجية ليكون زعيما للهيئة البرلمانية للحزب في مجلس العموم (البرلمان)، وهي الوظيفة التي احيل اليها وزير الدفاع جيف هون الذي حل محله في الحكومة وزير الصحة جون ريد. وكان هون قد خطي بقدر كبير من الانتقادات لسياسة حكومة بلير في شأن الحرب على العراق.

ومن ابرز النواب العماليين الذين طالبوا امس (الاحد) بتنحي بلير وزير الخارجية السابق روبن كوك الذي استقال عام ،2002 احتجاجا على اتجاه بلير الى ضرب العراق.

وقال كوك في مقابلة تلفزيونية امس ان حزب العمال فاز في الانتخابات “رغم انف بلير وليس بسببه”. وصرح وزير الصحة العمالي السابق فرانك روبسون امس لشبكة تلفزة محلية بأن على بلير ان يتنحى عاجلاً وليس آجلاً. وقال: “لا أعتقد بأننا يمكن ان نخوض الانتخابات المحلية المهمة السنة المقبلة، بينما لا يزال بلير زعيمنا ونتوقع مع ذلك ان نحافظ على ممثلينا الحاليين في المجالس المحلية”.