مدير الاستثمارات الخارجية يعتبرها تأكيدا لثقة المستثمرين في مستقبل القطاع

الدار البيضاء: لحسن مقنع
قدمت مديرية الاستثمارات الخارجية المغربية أول من أمس للصحافة ثلاثة مشاريع استثمار جديدة لمجموعات دولية كبرى في قطاع النسيج والملابس بالمغرب بقيمة 2.88 مليار درهم (335 مليون دولار). وقال حسن البرنوصي، مدير الاستثمارات الخارجية في وزارة الشؤون الاقتصادية والعامة «إن هذه الاستثمارات، التي تأتي في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن المشاكل التي يواجهها القطاع المغربي للنسيج والألبسة بسبب الاكتساح الصيني للأسواق، تؤكد ثقة المستثمرين في مستقبل القطاع، وتدعم التوجهات الاستراتيجية للحكومة المغربية في هذا القطاع الحيوي، الذي يعتبر من أكبر القطاعات المشغلة لليد العاملة بالمغرب».
وأضاف أن المشاريع الثلاثة التي تقوم بها كل من مجموعة «فروت أوف لوم» الأميركية، ومجموعة «لوجلير» الإيطالية، ومجموعة «تافيكس» الإسبانية، تندرج ضمن استراتيجية تعزيز اندماج القطاع المغربي للنسيج والملبوسات من خلال إنشاء وحدات إنتاج في عالية القطاع، أي في مجال الغزل والنسيج.

وقال البرنوصي إن هذه الوحدات ستساهم في تعزيز تنافسية قطاع الملابس المغربي في الخارج.

ويعتبر مشروع مجموعة «فروت أوف لوم» الأميركية أكبر هذه المشاريع الثلاثة إذ تبلغ قيمته 1.42 مليار درهم، ويهدف إلى إنشاء مصنع مندمج للغزل والنسيج والحياكة في مدينة الصخيرات (جنوب الرباط).

وقال برايان كينيدي، مدير عمليات المجموعة في المغرب إن إنشاء المصنع يهدف إلى زيادة حصة المجموعة المتخصصة في إنتاج الملابس الخفيفة الراقية في أسواق الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى أن المشروع سيرفع مبيعات المجموعة انطلاقا من المغرب إلى 1.5 مليار درهم (174.4 مليون دولار) في السنة.

وأضاف كينيدي «لقد تم اختيار المغرب على أساس نتائج دراسة شملت 13 بلدا، والتي أبرزت على أن المغرب يتوفر على أفضل الميزات المطلوبة لإنجاح المشروع، خاصة الاستقرار السياسي والاجتماعي والقرب من أوروبا والمناخ الملائم والمحفز للاستثمار الأجنبي».

وأشار كينيدي إلى أن مجموعة «فروت أوف لوم» موجودة في المغرب مند سنة 1994 من خلال مصنع للملابس في منطقة «بوقنادل» (شمال الرباط). وقال إن المصنع الجديد سيرفع من القيمة المضافة التي تنتجها المجموعة بالمغرب.

أما مشروع مجموعة «لوجلير» الإيطالية فيهدف إلى إنشاء مصنع للغزل والنسيج والصباغة في منطقة الصخيرات باستثمار قدره 850 مليون درهم (99 مليون دولار)، وذلك بشراكة مع شركة «أطلانتيك كونفكشن» المغربية.

وقال إدريس السنوسي، مدير عام «أطلانتيك كونفكشن»، إن القدرة الإنتاجية المرتقبة للمصنع تقدر بنحو 24 مليون متر من الأثواب من نوع «دونيم» المستعملة في حياكة ملابس الـ«جينز». وأشار إلى أن 50% من الإنتاج المرتقب للمصنع سوف يصدر إلى الخارج فيما سيستهلك النصف الآخر محليا من طرف شركة «أطلانتيك كونفكشن» الموجود مقرها في منطقة بوقنادل. وأضاف السنوسي أن شركة «أطلانتيك كونفكشن» تصدر حاليا نحو ستة ملايين قطعة من الملابس إلى الأسواق الأوروبية، وتعتزم زيادة قدرتها الإنتاجية لبلوغ 15 مليون قطعة من الملابس من خلال استثمار قدره 250 مليون درهم (29 مليون دولار) خلال الأشهر المقبلة استعدادا لمواجهة الطلب الأميركي المرتقب مع دخول اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة حيز التنفيذ.

أما مشروع «تافيكس» الإسبانية فيهدف إلى توسيع القدرة الإنتاجية لمصنعها في مدينة سطات(جنوب الدار البيضاء) من خلال استثمار 634 مليون درهم (74 مليون دولار) خلال الثلاثة أعوام المقبلة، والمتخصص في صناعة أثواب من نوع «دونيم».

وقال بدر الكانوني، مدير فرع «تافيكس» في المغرب إن هذا الاستثمار يهدف من جهة، إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع من 20 مليون متر من الأثواب حاليا إلى 24 مليون متر بعد ثلاثة أعوام، ومن جهة ثانية إلى زيادة مرونة الأداة الإنتاجية وقدرتها على الاستجابة للطلبات السريعة والصغيرة الحجم والقدرة على إنتاج أثواب من نوعيات متميزة ومسايرة للموضة.

وقال الكانوني: «حاليا هناك تحول في السوق العالمي، فالمنتوجات الأساسية والطلبيات الضخمة أصبحت تذهب إلى الصين وغيرها من البلدان ذات الكلفة المنخفضة. وعلى الصناعة المغربية أن تتكيف لتستفيد بصورة أفضل من ميزاتها التنافسية المتمثلة في القرب من أوروبا والمهارات المتراكمة. لدى على الصناعات المغربية أن تتخصص في سلاسل الإنتاج القصيرة والموضة وهذا يتطلب المرونة والسرعة في التجاوب والأداء».