لمواصلة احتواء الأزمة مع ليبيا
مبارك يتوجه إلى السعودية اليوم


مبارك وولي العهد السعودي( صورة أرشيفية)
نبيل شـرف الدين من القاهرة: علمت (إيلاف) من مصدر مطلع في القاهرة أن الرئيس المصري حسني مبارك يتوجه اليوم إلى المملكة العربية السعودية في زيارة عاجلة تستغرق بضع ساعات، وقد اكتفى المصدر بالقول إن مبارك سيجتمع مع العاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز‏، وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وأن المحادثات بين القيادة المصرية والسعودية سوف تتطرق إلى مجمل القضايا في المنطقة العربية ذات الاهتمام المشترك‏,‏ وتعزيز العلاقات بين البلدين، غير أن مراقبين في القاهرة ربطوا بين هذه الزيارة المفاجئة وزيارة عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصري إلى السعودية الأسبوع الماضي التي استقبله خلالها ولي العهد السعودي‏,‏ والتي أعقبتها اتصالات مكثفة بين القاهرة وطرابلس، ثم ما أعلنته مصر في وقت سابق من نجاح وساطتها بين السعودية وليبيا في وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين البلدين، والتي اندلعت في أعقاب التوتر‏ الذي ضرب العلاقات بعد إقدام الرياض مؤخرًا على سحب سفيرها من طرابلس وطرد السفير الليبي متهمة الجماهيرية بالمؤامرة لاغتيال ولي عهدها .

وقال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري إن الحملات الإعلامية المتبادلة بين البلدين توقفت اعتبارا من يوم الخميس الماضي، مؤكداً أن الوساطة المصرية نجحت بالفعل في احتواء الموقف بين البلدين، غير أن العقيد الليبي معمر القذافي رفض ما تردد من أن بلاده في حاجة إلى مساعدة لإصلاح العلاقات مع السعودية، وقال في معرض رده على تقارير حول قيام مصر بالوساطة بين البلدين إنه "ليست هناك حاجة لأية وساطة، ولا يوجد شيء بين ليبيا والسعودية"، حسب تصريحات أدلى بها لفضائية (الجزيرة) القطرية .

وتفجرت الأزمة بين البلدين بعد أن نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) قبل عدة شهور معلومات مفادها أن المخابرات الليبية قادت العام الماضي محاولة اغتيال استهدفت ولي العهد السعودي وكان العقيد الليبي معمر القذافي متورطا فيها، وذكرت الصحيفة اسمي اثنين من الذين شاركوا بالمحاولة وهما الأميركي من أصل إريتري عبد الرحمن العمودي، المسجون حالياً في الولايات المتحدة، والضابط بالمخابرات الليبية محمد إسماعيل الذي لا يزال محتجزا في السعودية على ذمة القضية ذاتها .

وشهدت العلاقات الليبية السعودية منذ وصول العقيد القذافي إلى السلطة في ليبيا عام 1969 سلسلة من الأزمات، لكن هذه العلاقات شهدت تحسناً نسبياً خلال السنوات الأخيرة اثر وساطة سعودية ـ جنوب أفريقية، تمكنت ليبيا على أثرها من الحصول في العام 1999 على قرار أممي بتعليق العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب اتهامات وجهت لها في أزمة "لوكيربي" الشهيرة .