غزة : تستعد قوات الامن الفلسطينية لعملية نشر مقررة يوم الجمعة أمر بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمنع النشطاء من شن هجمات على الاسرائيليين فيما يمهد الطريق نحو استئناف المحادثات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية ان مئات من رجال الشرطة الفلسطينية سيتم نشرهم في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا إضافة الى مناطق أخرى في شمال ووسط قطاع غزة لمنع النشطاء من إطلاق قذائف المورتر والصواريخ على اسرائيل.

وقالت مصادر أمنية انه سيتم نشر نحو الفي رجل شرطة.

وتراجع العنف بشكل ملموس في قطاع غزة منذ أصدر عباس أمرا بنشر القوات على أمل التهدئة حتى يتسنى استئناف عملية صنع السلام الاسرائيلية الفلسطينية.

وقال عباس في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الاضحى انهم يريدون تحقيق السلام من خلال المفاوضات.

وفيما قد يكون علامة أولية على إحراز تقدم في مساعي عباس للتهدئة لم تطلق منذ يوم الثلاثاء أي قذائف مورتر أو صواريخ كانت تمطر يوميا المستوطنات اليهودية في غزة وتسقط بشكل متكرر على جنوب اسرائيل.

وتراجع أعمال العنف مهم للحفاظ على آمال السلام التي أحياها انتخاب عباس في التاسع من كانون الثاني (يناير)خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات على وعد بوضع نهاية لاربع سنوات من العنف.

وخلال اجتماع نادر مع كبار مسؤولي الجيش الاسرائيلي يوم الاربعاء قدم المسؤولون الفلسطينيون خطة تفصيلية لنشر قوات الامن في غزة في مواقع ميدانية.

ووافق شاؤول موفاز وزير الدفاع على الخطة بسرعة. وقال معاونون ان موفاز حريص على تشجيع جهود عباس لاحباط نشاط المتشددين في غزة قبل انسحاب اسرائيلي مزمع من القطاع هذا العام.

وبحث عباس هذا الاسبوع مع زعماء النشطاء الحاجة الى ضبط النفس للمساعدة في ضمان سحب اسرائيل لمستوطنيها من غزة هذا العام كما هو مقرر وهي خطوة تقول الدولة اليهودية انها لن تتخذها بينما تتعرض لاطلاق النار.

وقال محمود الزهار أحد زعماء حماس محددا شروط الاتفاق على هدنة خلال اجتماع في غزة ان اسرائيل لابد أن توقف عملياتها العسكرية في القطاع بما في ذلك تحليق طائرات الهليكوبتر الاسرائيلية فوق المنطقة وإزالة نقاط التفتيش والافراج عن السجناء الفلسطينيين.

وقالت حماس من قبل ان أي وقف لاطلاق النار مع اسرائيل لابد أن يكون متبادلا لكن تصريحات الزهار هي أوضح دلالة حتى الان على أن الجماعة تدرس دعوة عباس لنبذ العنف.

وقال مسؤول عسكري اسرائيلي كبير "أشعر بأننا على وشك التوصل الى نوع ما من (الهدنة) ولكن يتعين ألا نُفاجأ بأي شيء في منطقة حرب كهذه."

وتقول اسرائيل انها لن تدخل في أي هدنة رسمية مع حماس أو أي جماعة أخرى للنشطاء ولكنها سترد بخطوات مماثلة في حالة توقف الهجمات على الاسرائيليين.

وفي إشارة على تحسن العلاقات بين اسرائيل وعباس رفع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يوم الاربعاء حظرا على الاتصالات مع السلطة الفلسطينية كان قد فرضه ردا على تفجير في الاسبوع الماضي.

وقال مصدر سياسي ان شارون قرر استئناف العلاقات مع الفلسطينيين بعد تلقي معلومات من مصادر مخابرات تفيد أن حماس بدأت تتعاون مع السلطة الفلسطينية. وقاطعت حماس انتخابات الرئاسة الفلسطينية التي جرت هذا الشهر.

لكن مكتب شارون ذكر أن الاتصالات المبدئية ستكون فقط مع مسؤولي الامن ولن تجرى أي اتصالات مع عباس بشأن القضايا الدبلوماسية حتى "يتخذ الفلسطينيون خطوات حقيقية لوقف العمليات الارهابية ونيران الصواريخ والمورتر" على المستوطنات اليهودية في غزة وعلى جنوب اسرائيل.

وأوضح مسؤولون فلسطينيون أن عباس أبلغ قادة أجهزة الامن بأنه لن يقبل أي أعذار لعدم اتخاذ اجراءات كافية لانهاء العنف.