اعتدال سلامة منبرلين :يريد مركز سيمون فيزنتال ومقره في لوس انجلس بدء حملة لاقتناص ما تبقى من مجرمي الحرب النازيين بكل الوسائل رغم مضي أكثر من ستين عاما على اندحار النازية من أجل محاكمتهم، وعرض مدير المركز افرام تزوروف في آخر جلسة لمجلس النواب الألماني للتذكير بجرائم الهولوكوس خطة عمل يعتقد أنها ستكون فعالة. وتنص الخطة على تقديم كل شاهد ما تتوفر لديه من معلومات عن أماكن وجود نازيين لم تتم محاكمتهم حتى الآن ومتسترين تحت أسماء مزيفة، وإذا ما ثبت أنهم اقترفوا جريمة وحكموا بموجبها يحصل على جائزة قدرها عشرة آلاف دولار. وقال أفرام يمكننا تحميل المسؤولية لكل نازي حتى ولو مرت عقود على جريمته.

وألمانيا تاسع بلد تنظم فيه حملة صيد رموز الحكم النازي، وسبق للمركز أن نشر دعوته قبل عامين ونصف في دول البلطيق مع دفع جوائز مثيلة فاتسعت دائرة البحث في بولندا ورومانيا والنمسا وكرواتيا والمجر. لكن لا يوجد أي اهتمام سياسي لهذه القضية في البلدان المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي رغم حاجة العديد من المواطنين للمال. ويوجد حتى الآن 329 اسما من بينهم 79 أحيلوا إلى النيابة العامة في ثماني دول لم يحددها مركز فيزنتال ، ويجرى التحقيق حاليا مع 18 في ليتوانيا وليتلندا للاشتباه بارتكابهم 40 جريمة. وأسمى المركز أسماء خمسة أشخاص مشتبه بهم في ألمانيا لكن هذا لا يعني أن التهم ثبتت عليهم لذا لا يريد الإعلان عنها، فكل اسم وكل معلومة سوف تفحصها بعمق لجنة خاصة. والدافع بشكل خاص وراء خطة القنص عثور المركز على ملف للطبيب النازي اريبرت هايم وأجرى تجاربه الطبية الشنيعة على المئات من اليهود من معسكر الإبادة ماتهاوز، ولاذ بالفرار عام 1962 وتبحث السلطات الأمنية الألمانية عنه وخصصت جائزة لمن يعثر عليه قيمتها 130 ألف يورو.

ورحب المتحدث الرسمي للشؤون الخارجي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي بخطة مركز فيزنتال وطالب من كل مواطن ألماني المساندة للكشف عن المجرمين النازيين من أجل محاكمتهم، وهذا يعطي الانطباع أن المحاكم ودوائر الأمن الألمانية سوف تتعامل قريبا مع حالات جديدة وصعبة في نفس الوقت بعد مرور حوالي ستين سنة على محكمة نورنبيرغ التي قاضت عددا من مجرمي الحرب النازيين.