أسامة العيسة من القدس: اتخذت محكمة العدل العليا الإسرائيلية اليوم قرارًا وصف بالتاريخي بالاعتراف ب 15 رجلا وامرأة بأنهم أصبحوا يعتنقون الديانة اليهودية.

وتكتسب القضية أهميتها من حساسية تعريف من هو اليهودي في إسرائيل، حيث لا يوجد حتى الان اتفاق على إجابة محددة على سؤال من هو اليهودي.

وتقدم هؤلاء الأشخاص إلى محكمة العدل العليا وجميعهم من أصول أجنبية أغلبيتهم ارتبطوا بيهود ويهوديات، للاعتراف بأنهم أصبحوا يهودا أو يهوديات.

وكان هؤلاء اجتازوا دورات في معهد ديني في حيفا درسوا فيها أصول الديانة اليهودية والتلمود، وحين أصبحوا مهيئين لدينهم الجديد لم تعترف بهم المؤسسات الدينية اليهودية، فلجأوا، في سابقة هي الأولى من نوعها إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية بالقدس، التي أقرت بيهوديتهم، وأصبحوا يهودا ويهوديات بقرار قضائي.

وفجر هذا القرار استنكارا واسعا من المؤسسات الدينية اليهودية، وأصدرت مجموعة من الحاخامات بيانا شديد اللهجة ضد قرار محكمة العدل العليا هذا واعتبرت ذلك عبثا وتدخلا في أمور ليس من اختصاص هذه المحكمة. وحذرت هذه المؤسسات مما وصفته تماديا وتلاعبا بقضية حساسة مثل تعريف من هو اليهودي.

وانتقلت حملة الاستنكار إلى أعضاء كنيست من الأحزاب المتدينة التي هاجمت ما وصفته بتدخل محكمة العدل العليا في أمور ليست من اختصاصها، وفي مقابل ذلك رحب بقرار محكمة العدل العليا تومي لبيد زعيم حزب شينوي العلماني الذي اعتبر قرار المحكمة بأنه خطوة حقيقية وجريئة لكسر احتكار الدين لدى المؤسسة الدينية.

ومعروف عن لبيد وحزبه معاداته الشديدة للمؤسسة الدينية وللأحزاب الدينية وبشنه عليها حملة شعواء واقتناصه لكل فرصة للنيل من المتدينين.

وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الليلة بان مسالة تعريف من هو اليهودي هي البطاطا الساخنة التي لا يريد احد في دولة إسرائيل وضعها في فمه.

ويعتبر الدين اليهودي غير تبشيري وينظر لغير اليهود الذين يسميهم بالاغيار بكثير من الحذر، وحسب المؤسسة الدينية في إسرائيل فانه لا يتم الاعتراف بأي شخص انه يهودي إلا إذا كانت والدته يهودية.

وترفض المؤسسة الدينية الاعتراف بالاف الأبناء الذين ولدوا لأب يهودي وأم غير يهودية بأنهم يهودا، مما يثير أزمات تنفجر بين الحين والآخر في إسرائيل.ومن المتوقع أن يكون لقرار محكمة العدل العليا، الذي يشكل سابقة قضائية تداعيات مختلفة في الأيام المقبلة في إسرائيل.