بيروت: كان الأمر يستحق الانتظار، انتظار دورنا للوصول الى "قطعة الجنة على الأرض"، مئات الآلاف من السواح وخصوصاً من البلدان العربية كانوا يصطفون في ذلك الأحد المشرق في انتظار الوصول الى "عجيبة الطبيعة في لبنان". في انتظار دورنا تذكرت الاسطورة التي تقول انه عندما خلق الله المياه أهدى اعذبها وأنقاها الى لبنان ومنذ فجر الزمان الأول اتخذت هذه المياه-الهدية اشكالاً متعددة: أمطاراً غزيرة، شلالات صاخبة ثلوجاً بيضاء ناصعة، ينابيع دفاقة انسابت في جوف الأرض اللبنانية فشكلت مع مرور الأزمان قصوراً رائعة تبهج العين وتمجد الخالق..وهكذا صنع الزمان، الساحر الأكبر مغارة جعيتا لتكون هدية الله للبنان.

التليفيريك

بدأت الزيارة بالصعود بالمصعد الكهربائي(التليفيريك) والذي يمتعك بمنظر خلاب على المحيط الجبلي الأخضر لنصل بعده الى المغارة العليا، وبامكان الزائر سلوك الطريق البري من خلال اختيار القطار الخاص المؤمن للذهاب والاياب ما بين ساحة الوصول والمغارتين السفلى والعليا. وللزائر المحب لمزيد من المعلومات والتفاصيل مشاهدة الشريط السينمائي الوثائقي الخاص الذي يعرض في قاعة فسيحة لمدة 21 دقيقة، ويقدم هذا الشريط خلال ساعات محددة في النهار وبلغات ثلاث: العربية والفرنسية والانكليزية ليكون في متناول أكبر عدد من المشاهدين. كما تستقبل الزائر لدى مغادرته قاعة السينما مخازن الذكريات والتحف الفنية ليختار منها كتاباً وملصقات وصوراً تخلد هذه الزيارة، اما المطاعم المنتشرة في محيط المغارتين فتقدم الذ المأكولات الشرقية والغربية باشراف أمهر الطهاة وبأسعار مدروسة مشفوعة بترحاب ضيافة لبنانية أصيلة.

المغارة السفلى

الوصول الى المغارة السفلى ولوج لقصر الأحلام وكأنك في مدينة سحرها غير مألوف، يأخذك المركب البحري داخل مياه المغارة لتفتن ناظريك وانت مبحر في أحلامك الى كون من غير هذا الكون لتتخيل مفاتن المغارة كما تريد كهياكل بشرية وأثرية لا حدود للواقع والمنطق لها. والمغارة بجزأيها الأعلى والأسفل تستقبل الزائرين القادمين من الشرق والغرب خلال كل أيام السنة صيفاً وشتاء فحرارة الطقس مستقرة في كل من المغارتين: السفلى(16 درجة مئوية) والعليا ( 22 درجة مئوية).

وتقع مغارة جعيتا على بعد 18 كلم شمال بيروت في منطقة وادي نهر الكلب وكما ذكرنا تتألف من قسمين: المغارة السفلى والمغارة العليا.
اكتشفت السفلى العام 1836 واستطاع المنقبون الوصول الى مسافة 6200 متراً في جوف الجبل، وافتتحت رسمياً للعامة العام 1958 ويتدفق منها نهر غزير شتاء وأقل غزارة صيفاً . أم القسم الأعلى فاكتشف العام 1958 وافتتح للزوار العام 1969 وباستطاعة الزائر التجول عمقاً الى مسافة 750 متراً من أصل 2200 متراً.

...بعد رحلة ساحرة في رحاب مغارة جعيتا يبقى القول ان مركز جعيتا ملتقى لكل النشاطات الفنية والسياحية والثقافية ويندر وجود مكان شبيه له في كل مناطق لبنان، لذا على السائح او المصطاف زيارة هذه المكان الفريد اذا رغب في الاستمتاع بما ابدعه الله من روعة وجمال.

[email protected]