القاهـرة: تعد منطقة خان الخليلى فى جنوب شرق العاصمة المصرية القاهرة مقصداً مهما للسياحة المصرية، حيث يذهب إليها العرب و الأجانب على السواء.. لما تضمه من منتجات تهم الطرفين.. و تفوح منها رائحة الأصالة وعبق التاريخ القديم و الحديث.. و هو ما يجعلها بمثابة متحفا مفتوحا على مدار الساعات الأربع و العشرين.

تقع منطقة خان الخليلي أحد اشهر الأحياء الأثرية الإسلامية بمصر فى القاهرة القديمة بجوار حي الحسين والأزهر.. و تتميز هذه المنطقة التي مازالت تحتفظ بأصالتها وشكلها القديم.. بأنها تضم العديد من المنتجات المصنوعة يدويا.. مثل الحفر على الخشب و النقش على النحاس و الفضة و المنتجات الجلدية والملابس المشغولة.. والحلي الذهبية.. فضلاً عن التماثيل الفرعونية و العطور الشرقية.. هذا بخلاف الجو الساحر الذي يميز هذه المنطقة بالذات.. و يجعل أي زائر لها ينسى مشاكله و همومه وكل شيء.. و يكون كل اهتمامه هو رؤية هذه المنتجات الرائعة التي شغلتها أيدي الفنان المصري بكل دقة و حرفية.

و رغم ما وصل اله الإنسان من تقدم فى علوم الدنيا..إلا أن المتجول بين ادقة خان الخليلي يشعر و كأنة إنسان من العصور القديمة.. فمازالت المباني على أشكالها منذ أن تم بناؤها.. كذلك المنتجات التي تباع هناك تعطى الإحساس بهذا.. فكلها أشياء يدوية بعيدة عن تدخل الآلة.

و إذا خرجت قليلا من بين هذه الأزقة تجد نفسك فى منطقة الحسين إلى تضم مسجد الإمام الحسين.. و هذه المنطقة تنتشر بها محلات بيع الشيش و العطارة و المأكولات المشوية و الكوارع.. فضلا عن مجموعة كبيرة من المقاهي الشعبية التي يذهب إليها جميع الفئات.. و إن كانت مقهى الفيشاوى هو أشهرهم.. حيث كان ملتقى أهل الفكر و الفن على مدى القرنين الماضيين.. حيث كان أشهر من يجلسوا عليها هم الأديب العالمي نجيب محفوظ و الشاعر كامل أمين والفنان محمود المليجى و المطرب فريد الأطرش.. و مازالت إدارة المقهى تحتفظ بكل ديكور الزاوية التي كانوا يجلسوا بها هؤلاء العمالقة.. فتجد إذا جلست هناك صور قديمة لهم و جهاز راديو عملاق من قديم الأزل و حتى المقاعد و المناضد كما هي.

و فى محاولة من إيـــلاف لمعرفة سبب انجذاب هذا الكم الهائل من الزوار لمنطقة خان الخليلي و الحسين.. التقت إيــلاف بعدد من الرواد العرب و الجانب و حاورتهم فى هذا الشأن.
يقول أبو و ليد زايد من دولة الإمارات العربية المتحدة انه يحرص فى كل مرة يأتى فيها إلى زيارة مصر أن يقضى يوما كاملا فى هذه المنطقة الساحرة.. يشترى هدايا لأصدقائه و أسرته من خان الخليلي و يتناول الغذاء فى أحد مطاعم الحسين ثم يجلس فى المساء على مقهى الفيشاوى العريق الذي يرجع تاريخه لاكثر من 250 عاماً.

أشار ميللر ميل من الولايات المتحدة الأمريكية لايــلاف انه شاهد صوراً و سمع كثيراً عن خان الخليلي.. و هو ما جعلة حريصا على أن يزورها.. موضحاً أن الحقيقة أجمل بكثير عما شاهد و سمع.. و هو سعيد جداً بوجوده فى هذه البقعة الساحرة بين التماثيل و المنتجات اليدوية.

أما أصحاب المحلات هناك فأكدوا على أن جميع منتجاتهم يدوية الصنع و من خامات ممتازة ة هي سر السمعة الطيبة التي يمتازون بها.. و أشاروا إلى أن السياح العرب يحرصون على شراء الفضة و المنتجات الجلدية.. فى حين يقبل الأجانب على اقتناء التمائم الفرعونية و العطور الشرقية المركزة.

و يعتبر سوق خان الخليلى من اشهر الأسواق فى القاهرة التي تم تشييد أغلبها فى نهاية العهد المملوكي.. و كلمه الخان أصلها تركي و تعنى المتجر.