عبدالحميد زيباري مناربيل (العراق): مع الاعلان عن انتخاب جلال طالباني رئيسا للعراق اليوم الاربعاء، نزل السكان الى الشوارع في مدينة اربيل
لاحتفال بهذا الحدث رافعين الاعلام الكردية وصور زعيمي اكبر حزبين كرديين في شمال العراق.
وكانت الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) انتخبت بالاجماع اليوم الاربعاء زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني رئيسا للعراق، اول كردي يتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.
كما انتخبت الجمعية عادل عبد المهدي والشيخ غازي عجيل الياور نائبين للرئيس.
وصوت 228 من اعضاء البرلمان ال257 الذين حضروا جلسة اليوم لطالباني وعبد المهدي والياور بينما امتنع 29 عضوا عن التصويت.
وقد رفعت الاعلام الكردية واللافتات التي تعبر عن فرحة الاكراد بانتخاب طالباني رئيسا للجمهورية، على معظم مباني الوزارات والدوائر والمؤسسات الرسمية بالاعلام في المدينة.
وقال كاوران احمد سائق سيارة اجرة بينما كان يهم بنقل عائلة كردية الى وسط اربيل للمشاركة في الاحتفالات "انه يوم تاريخي للاكراد وثمرة تضحيات ونضال الاكراد على مر العقود الماضي".
وفي وسط المدينة، تجمع آلاف الاكراد وهم يرفعون الاعلام الكردية بالالوان الاحمر والاخضر والابيض تتوسطها شمس صفراء، وصور طالباني وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الى جانب صور الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني (1904-1979) الذي خاض حركة تمرد للاكراد في الستينات.
وقال سعدي احمد بيرة القيادي في تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني لوكالة فرانس برس ان "اختيار مام جلال خطوة عظيمة في الاتجاه الصحيح بعد سنوات طويلة من التهميش (...) ستقلل من حدة التوتر وتساهم في استتباب الامن والاستقرار في العراق".
واضاف ان "هذا يدل على ان زمن احتكار المناصب السيادية في العراق لفئة معينة ولى الى الابد"، موضحا ان "الكل متساوون بالحقوق والواجبات ولا فرق بين عربي وكردي في العراق الجديد (...) ولم يبق لدى الشعب الكردي خوف من تكرار ما حدث في الماضي".
ومع ان طالباني يتزعم الحزب المنافس للحزب الديموقراطي الكردستاني، لم يمنع ذلك انصار بارزاني من الاحتفال بهذه المناسبة. وقد نزلوا الى الشوارع رافعين صور مصطفى بارزاني ونجله مسعود البارزاني وجلال طالباني.
ورفعوا لافتة كتب عليها "مام جلال (كما يلقبه الاكراد) مرشح الرئيس بارزاني".
وقالت بخشان احمد (40 عاما) التي كانت تحتفل وسط المدينة ان "العراق انتقل من مرحلة الديكتاتورية الى مرحلة الديمقراطية وهذا انتصار للحق على الباطل".
اما صديقتها سوزان احمد (43 عاما)، فقد رأت انه "عرس لكل الاكراد والعراقيين الذين يرغبون في ان يتحول بلدهم الى بلد ديموقراطي".
من جانبه، رأى سالار كريم احد طلاب جامعة اربيل بينما كان يعبر عن فرحته، بالرقص مع زملائه في ساحة الجامعة على وقع الموسيقى الكردية الفلكلورية (الدهول والزرنا) ان "هذا يوم مجيد في تاريخنا".
وزين معظم المواطنين الاكراد سياراتهم بالاعلام العراقية والكردية والاعلام الخضراء التي ترمز الى حزب طالباني. وقال محمد صاحب محل بيع الاعلام "بعنا آلاف الاعلام يوم امس وحده مع اننا لم نكن مستعدين لذلك ولم نكن نعرف ان الطلب على الاعلام سيكون كبيرا الى هذا الحد".
وفور اعلان النتائج في الجمعية الوطنية، دوى التصفيق في قاعة البرلمان وقام الاعضاء الحاضرون بتقديم التهاني للفائزين الثلاث.
وينص الدستور الموقت المطلق حاليا على انتخاب مجلس رئاسي بغالبية ثلثي اعضاء الجمعية الوطنية.
ويعين المجلس بدوره بالاجماع رئيس الوزراء الذي يعرض على المجلس بعد ذلك حكومته قبل طرحها على الجمعية الوطنية للموافقة عليها بالغالبية المطلقة.
واحتلت قائمة التحالف الكردستاني التي ينتمي اليها طالباني المرتبة الثانية في الانتخابات العامة التي جرت في العراق في الثلاثين من كانون الثاني/يناير الماضي بحصولها على 25% من الاصوات و77 مقعدا في الجمعية الوطنية العراقية.
الاف الاكراد في مدينة كركوك يحتفلون بانتخاب جلال طالباني رئيسا للعراق
كركوك (العراق): خرج الاف الاكراد في مدينة كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) اليوم الاربعاء للاحتفال بأنتخاب جلال طالباني رئيسا للعراق، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس.
وتجمع المحتفلون امام مفارق الطرق والاسواق الشعبيه والاحياء السكنيه ذات الغالبيه الكردية في كركوك في احياء رحيماوه وازادي وامام قاسم والشورجه وامام مقرات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه طالباني.
وحمل المحتفلين وكان بينهم العديد من الاطفال والرجال والشباب صور طالباني بالاضافة الى الاعلام الكردية وصور الشهداء من مقاتلي البشمركة الذين سقطوا في المعارك مع نظام صدام حسين.
وقال حمه نجم عبد الله الجاف (55 عاما) صاحب محل في سوق الحصير الكردي وسط كركوك ان "الاكراد اليوم هم اسعد شعوب الارض قاطبة بعد انتخاب رجلا من جلدتهم لقيادة العراق ليكون الرجل الاول فيه بعد تحريره من دكتاتورية صدام ونظامه البعثي الفاسد".
واضاف الجاف الذي اجبر على ترك دراسته ابان حكم الرئيس المخلوع صدام حسين لعدم انتمائه لحزب البعث انه "بأنتخاب مام جلال (العم جلال) رئيسا للعراق زالت كل الهموم وشعرنا ان العراق واحد موحد والاكراد متساون بالحقوق والواجبات مع اخوانهم العرب".
وقد انتشر المحتفلون على مفارق الطرقات وهم يرقصون ويدبكون وينشدون باللغة الكرديه اناشيد تتغنى بالبيشمركة في حين غاب وجود القوات الامريكية من الطرق والساحات العامة.
وقال نوزاد علي حسن "لم اكن اتصور ان يصوت اعضاء الجمعية الوطنية لمام جلال وذلك لما عانيناه من ظلم وكره وتهميش".
واضاف "الا ان اعلان النتائج بعد عملية التصويت اشعرتني ان الاكراد والعراقيين فعلا يتجهون نحو الديمقراطية بعيدا عن التسلط والظلم والحقد".
واوضح حسن ان "الاكراد اليوم يشعرون انهم مواطنون من الدرجة الاولى ولا يمكن في العراق الجديد ان تتكرر ماسأة حلبجة وعمليات تهجير وانفال جديدة لان القوى جميعها متفقه على ادارة مشتركه وعراق فدرالي تعددي يعيش فيه الجميع".
وقالت ام محمود وهي امراة مسنة كانت ترقص امام منزلها "لقد نذرت بان ارقص امام منزلي بعد انتخاب الطالباني".
واضافت "امل بحكمه ان يستتب الامن ويعود المهجرين والمرحلين وتقدم الخدمات وتعالج الفوضى والبطالة المتفشية في العراق".
ومن جانبه ، يقول محمود شريف كاكائي ان "فوز طالباني هو نجاح الثورة الكردية ودماء شهدائها وتاكيد لوجود الاكراد في العراق الجديد".
أ.ف.ب




التعليقات