ساعات المهمات الصعبة بدأت مذ تسلمت رايس "الملف"
تركي الفيصل قدم أوراق اعتماده سفيراً في واشنطن

سلطان القحطاني من الرياض: الملف الأبيض الذي تسلمته وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس يوم امس الأثنين، بتوقيت نيويورك، من يد السفير السعودي الجديد في واشنطن الأمير تركي الفيصل يُعدُّ ايذاناً ببدء الساعات الدبلوماسية الصعبة للأمير رجل الإستخبارات السابق، والذي يباشر مهام منصبه في ايام شهر سبتمبر الحالي.


وفحوى الملف المزين بشعار الحكومة السعودية الرسمي اوراق اعتماد السفير الجديد الامير تركى الفيصل سفيرا لحكومة بلاده لدى الولايات المتحدة الامريكية، وهي الأوراق التي قدم نسخة منها الى وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس خلال استقبالها له فى نيويورك أمس الاثنين.

وبدت رايس التي ارتدت سترة بيضاء مقلمة، وتنورة سوداء قصيرة، سعيدة وهي تبدأ حديثها مع الأمير السعودي الذي يتولى أكثر المناصب الدبلوماسية حساسية على الصعيد الخارجي لبلاده، إذ أن الأميركيين الذين يستقبلون الفيصل بشغف بالغ ينتظرون اجابات على العديد من الأسئلة فيما يتعلق بالحرب الدولية على الإرهاب، وعلى الأخص المعركة المتقدة إزاء تنظيم القاعدة.

فالأمير الذي كان على دراية مباشرة بدهاليز الأحداث، وتحولاتها على الساحة الأفغانية منذ الحرب على الكتلة الشيوعية وتفتيتها، يُنظرُ إليه وكأنه "حامل الحقيبة الكبرى لملفات القاعدة الذي يمكن أن يطوّر مدى التعاون الإستخباراتي مابين بلاده وواشنطن، كونه كان على صلة إطلاعية مباشرة بالأفغان والنواة الأولى للتنظيم القاعدة" كما يرى المراقبون.

ونقل الفيصل خلال المقابلة تحيات العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز و الامير سلطان بن عبد العزيز ولى العهد والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للرئيس الامريكى جورج دبليو بوش ولوزيرة الخارجية الامريكية و"تمنياتهم للشعب الامريكى الصديق بدوام التقدم والرخاء" كما أفاد بيانٌ رسمي.

ونقلت الوكالة الرسمية عن الامير تركى الفيصل اعرابه عن "تطلعه للعمل مع وزيرة الخارجية الامريكية والادارة الامريكية بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين".

وتركي الفيصل (60 سنة) الذي يشغل منصب سفير لبلاده في لندن منذ كانون الثاني(يناير) 2003، عين مؤخرا سفيرا في واشنطن وسيستلم مهامه الجديدة في ايلول(سبتمبر) الحال خلفاً للأمير بندر بن سلطان الذي استقال من منصبه بعد أكثر من عقدين من العمل.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحية سابقة ان تعيين رئيس المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل سفيرا في الولايات المتحدة يجب ان يشكل فرصة للرياض لتوضح علاقاتها الماضية مع الاسلاميين المتطرفين.

واكدت الصحيفة ان الامير تركي الفيصل "ليس ارهابيا ولا متعصبا دينيا"، وذكرت بانه بصفته رئيس المخابرات "تولى شخصيا ادارة علاقات الرياض مع (زعيم تنظيم القاعدة) اسامة بن لادن والملا محمد عمر" الزعيم الروحي لحركة طالبان.

وكان الفيصل رئيسا للمخابرات السعودية طيلة 27 عاما حتى 21 آب/اغسطس 2001.

واشارت الصحيفة الى ان الامير تركي "يمكن ان يكون خيارا جيدا في اهم منصب دبلوماسي سعودي. فهو على معرفة بالقضايا الاساسية ويملك اتصالات جيدة جدا في بلده ويقف بشكل عام في الصف السليم في النقاش الداخلي حول الاصلاح السياسي".

وانطلقت رحلة الفيصل في عالم المخابرات بشكل فعلي عام 1973 قبل أن يستلم مديرية الاستخبارات الخارجية عام 1977 ليبقى على رأسها حتى أغسطس/آب 2001، أي شهرا واحدا قبل الهجمات على الولايات المتحدة والتي كان معظم منفذيها يحملون جنسية سعودية.