كشفوا لـ quot;إيلافquot; معاناتهم خلف مقاود السيارات
سائقو شاحنات سعوديون: قلقون ولا يستحمون !

عبدالله المغلوث من الظهران : يقطع السعودي محمد الشهاب (38 عاماً) نحو 1285 كيلومتر أسبوعيا وراء مقود شاحنة منصتاً إلى أغنية quot;لسه فاكرquot; لأم كلثوم ومستهلكاً 3 علب سجائر، يبرر لـ quot;إيلافquot;:quot;لأنسى أصوات البضائع المزعجة التي أنقلها خلف ظهري من شرق السعودية إلى غربهاquot;.محمد الذي لوثت السجائر ابتسامته وحولتها إلى أخرى صدئة يتمنى أن يقلع عن التدخين والإصغاء إلى رئيسه الهندي الذي يوبخه أسبوعيا حين وصوله إلى نقطة تسليم البضائع، يقول الشهاب:quot;يتهكم على رائحتي، ويطلب مني الاستحمامquot;. يتساءل محمد:quot;كيف أتحمم في الطريق؟ أيوجد دورات مياه لائقة في الطريق بين مكة والدمام؟quot;. أما علي العليوي (35 عاماً) الذي ينقل الأثاث بواسطة سيارة نقل صغيرة بين الدمام والأحساء ( المسافة بينهما تبلغ 170 كيلومتر) فهمه مختلف، فهو يطلب من وزير العمل السعودي الدكتور غازي القصيبي عبر quot;إيلافquot; توثيق العقود بين العاملين ومؤسسات القطاع الخاص في مكاتب العمل حتى لاتذهب حقوق أي طرف أدراج الرياح كما يحدث حاليا حينما يخل طرف بإلتزامه. العليوي الحاصل على شهادة من معهد مهني في تخصص(ميكانيكا خراطة) لايجد غضاضة في العمل سائقا أو حاملا للبخور في وطنه، يقول:quot;لا أجد ضيراً في القيام بأي عمل شريف لكن مايهمني هو توفر جهة تحميني من استغلال بعض المؤسسات لحاجتي وأطفاليquot;. علي الذي يصرف على أسرة تتكون من زوجته وأطفاله: وضحى(4 سنوات)، محمد(عامان)، نورة(26 يوماً) ويتقاضي راتباً شهريا لايتجاوز(400 دولار شهرياً) يشير الى انه سعيد في عمله الحالي لكنه يأمل أن ينقشع الخجل والخوف من قلوب الكثير من ابناء جلدته للتصدي لأي عمل شريف مهما كان نوعه.

سعود الحارثي (32 عاما) استقال بدوره من العمل سائقا لمصلحة شركة ألبان شهيرة في السعودية نظرا لردائة الخط الدولي الذي يربط السعودية بدولة قطر التي يسافر إليها 4 مرات أسبوعيا:quot;كدتُ أموت مرارا على ذلك الطريق، لاتوجد سيارات أمن كافية لمتابعة مخالفات السرعة والقيادة التي يقترفها السائقين فضلا عن مراكز اسعاف مجاورةquot;. يقول الحارثي:quot;أتوضأ وأصلي قبل استقلالي للسيارة استعدادا للموت المنتظرquot;. سعود كان يتقاضى أجرا لايتجاوز (600 دولار شهريا) قبل استقالته، يسأل quot;إيلافquot;:quot;هل يكفي لإطعام زوجتي وطفلي؟ هل يستحق هذه المجازفة الدائمة؟quot;. يقول الدكتور عصام السعدون الذي يعد بحثا عن سائقي الشاحنات في السعودية لـ quot;إيلافquot; أن وزارة العمل ينبغي أن تدعم انشاء جمعية أو هيئة للسائقين تساهم في نقل همومهم:quot;حتى لا نفتح عيوننا يوما ما ولا نجد من يجلب لنا طعامنا!quot;.