لا وساطة معهم أو مع سورية والحمصي ليس في عمان ..
إخوان الأردن.. سقوط الظل العالي

نصر المجالي من البتراء: حسم الأردن الرسمي الموقف من جماعة الإخوان المسلمين التي لا تزال مسجلة كجمعية خيرية في إطار قانون الجمعيات الأردني الصادر في الخمسينيات مطالبا الجماعة بالخروج من مربع المنطقة الرمادية، ومع الحديث عن وساطات بين القصر الملكي وجماعة الإخوان يقوم بها مباشرة بعض الإسلاميين المعتدلين بقيادة النائب الإسلامي المعتدل عبدالله العكايلة، فإن ما أزعج الحكم الأردني في الأيام الأخيرة هو انتصار بعض الفئات القومية واليسارية لمجموعة النواب الأربعة الذين زاروا بيت عزاء الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي، كما وجه الأردن انتقادات لمنظمة هيومان رايتس ووتش لوقفها من اعتقال النواب الأربعة داعيا المنظمة للاعتذار للشعب الأردني. وأصر أردنيون كثيرون تحدثت معهم (إيلاف) على أن جماعة الإخوان المسلمين رغم تحالها quot;المصطنعquot; منذ عقود مع الحكم الهاشمي quot;إلا أنها ظلت تعيش في المنطقة الرماديةquot;، وقالوا quot;هذه الجماعة تعيش مرحلة السقوط من ظلِها العاليquot;.

وتفصيلا، فإنه في الوقت الذي قال فيه عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني أمس أن هناك إخوانا مسلمين معتدلين quot;ويمكن التفاهم معهم، وأن على الآخرين التفاهم معناquot;، فإن الناطق الرسمي باسم الحكومة الوزير ناصر جودة نفى وجود مبادرة لتطويق الأزمة مع جماعة الإخوان المسلمين جراء قيام أربعة من نواب حزب جبهة العمل الاسلامي وهي الذراع السياسي للجماعة، بتقديم العزاء لذوي أبي مصعب الزرقاوي وإدلائهم بتصريحات اعتبرتها الحكومة استفزازا لمشاعر الأردنيين.

وكان كلام دار خلال اليومين الماضيين يشير الى ان النائب الاسلامي المعتدل في البرلمان عن محافظة الطفيلة الجنوبية اتصل بالقصر الملكي مباشرة في محاولة منه ومن معتدلين إسلاميين آخرين لتطويق الأزمة على اسس من الولاء الوطني ومصالح الأردن العليا.

لكن الوزير ناصر جودة، قال ردا على سؤال خلال لقائه الأسبوعي بوسائل الإعلام أمس في دار رئاسة الوزراء أن quot;القضاء يأخذ مجراه و لا مبادرات أو وساطة ،مضيفاأن دولتنا دولة مؤسسات و يوجد قضاء يأخذ مجراهquot;.

وعلى صعيد متصل، دعا الناطق ناصر جودة،مديرة دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة هيومن رايتس ووتش سيرالي واتسون للاعتذار من اسر الشهداء الذين سقطوا بتفجيرات عمان، وقالأن الحكومة الأردنية ليست بحاجة إلى اعتذار منها إلا اللذين بحاجة إلى رسائل اعتذار منها هم اسر الشهداء الذين سقطوا في تفجيرات عمان ،منوها إلى أنالتقرير شكل إساءة للكثير من الأردنيين.

وكان تقرير للمنظمة اخذ على الأردن اتخاذه إجراءات بحق النواب الاربعة الذين زاروا بيت عزاء الزرقاوي. و أكد جودة أن شفافية الحكومة الأردنية ناجمة عن الثقة بالنفس واعتزاز بنظام سياسي ممتد منذ 85 سنة دستوري ملكي نيابي وراثي في بلد مؤسسات وقانون وذلك كله ينتج عنه ثقة بالنفس لا تزعزع بأي تقرير وثقة الأردن بنفسه تسمح له بالاعتراف إذا كان هناك تقارير تشير إلى مواقع خلل وتدرس وتصحح ويشكر الأردن مصدر التقرير لما فيه من مصلحة مبينا انه في نفس الوقت إذا كان هناك تقارير تبتعد عن الدقة أو تتهم بما هو غير صحيح فالحكومة ترد بنفس ثقة النفس.

ومن جهة أخرى، نفى جودة ردا على سؤال وجود وساطة مصرية بين الأردن وسورية، وقاللا توجد وساطة بمفهومها، وأكد عدم وجود أزمة بين الأردن والشقيقة سورية، مشيرا إلى أنانعقاد اللجنة الأردنية السورية العليا برئاسة رئيسي وزراء البلدين أواخر الشهر الحالي ماهي إلا أكبر دليل على عدم وجود أزمة بين البلدين.

وأضاف جودة،كان كلام وزير الخارجية عبد الإله الخطيب ونظيره المصري أحمد أبو الغيط في المؤتمر الصحافي الذي عقد أول من أمس بعد مباحثات جلالة الملك والرئيس مباركواضح بأنه لا توجد حاجة لـوساطة بين البلدين، لأن العلاقات الأردنية السورية تجري كالمعتاد.وزادلابد أن يكون هناك بعض القضايا التي تحتاج إلى تشاور.

وردا على سؤال حول وجود المعارض السوري مأمون الحمصي على الأراضي الأردنية قال أنالحمصي لم يدخل إلى الاراضي الأردنية ولن يدخل وأكد أنالأردن لن يسمح لأي أحد بأن يستخدم أراضيه في أي نشاط ضد أي دولة عربية.

وأوضح جودة في رده على سؤال أنالحكومة لم تتراجع عن إقرار مشروع قانون منع الإرهاب، لكنه أوضح أنه عندما أقر مجلس الوزراء مشروع القانون كان الحديث واضحا أنالمجلس أقره ولا يزال يبحثه، مشيرا إلى أنهطالما لم يرسل إلى مجلس النواب لمناقشته فمن حق الحكومة أن تجري بعض التعديلات عليه.

وأضافquot;أنا ذكرت بعد أن قامت إحدى الصحف اليومية المحلية بنشره أنه ما زال هناك بعض التعديلات، ولكن لم يكن هناك تراجع من قبلناquot;، ورغم رفضه الرد على سؤال كان فحواهوجود نوايا حكومية لجهة حل جماعة الإخوان المسلمين، إلا انه قال quot;هذا سؤال افتراضي وأنا لا أستطيع أن اعلق على أشياءافتراضية. وأكد على أننوايا الحكومة واضحة وقراراتها شفافة وتوجهاتها وإجراءاتها تكون ضمن العمل الحكومي المؤسسي القانوني والدستوريquot;.

وقال جوده في رده على سؤال فحواه لماذا سمحت الحكومة بإقامة بيت عزاء الزرقاوي ولماذا لم تتخذ الحكومة إجراءات مشابهة مع نواب آخرين زاروا مأتم الزرقاوي كتلك التي اتخذتها مع النواب الأربعة من جبهة العمل الاسلاميأن إقامة بيت عزاء لأهل الزرقاوي وزيارة بيت العزاء حق شخصي لأي مواطن ويأتي في إطار الحرية الشخصية.

وأوضح الناطق ناصر جودة أن زيارة ممثلي الشعب والتصريحات التي صدرت عنهم وليس فقط التصريحات المتلفزة وإنما تلك التي صدرت في بيت العزاء اعتبرت من قبل غالبية الشعب الأردني إساءة وهو ما تم أخذه في عين الاعتبار عندما تم التحرك من قبل المدعي العام وعندما قدمت الشكاوى من قبل اسر الضحايا في تفجيرات الفنادق في عمان العام المنصرم.

ودعا الى ان لا يؤخذ هذا الموضوع خارج إطار انه يشكل إساءة لمشاعر الأردنيين الذين فقدوا أحبة في هذه التفجيرات خاصة ومشاعر الأردنيين عامة الذين تعاطفوا ووقفوا صفا واحدا ضد التفجيرات وضد مرتكبيها وضد كل من حاول أن يؤيدها أو يتعاطف معها.

وفي رده على سؤال فيما إذا قدمت جبهة العمل الاسلامي اعتذارا رسميا للحكومة على زيارة النواب لمأتم الزرقاوي هل ستنتهي تلك المشكلة أجاب أن الاعتذار يجب أن لا يوجه للحكومة مع أنها جزء من التوجه الشعبي في هذه القضية. مضيفا أن الموضوع ليس فقط تقديم اعتذار و أن كان هناك اعتذار وهذا الموضوع يعود لهم فيجب أن يوجه للأردنيين جميعا خاصة لأولئك الذين فقدوا ضحايا في تفجيرات عمان.

لا تسامح مع الإرهاب

وتعليقا على تصريحات العاهل الأردني، التي نشرتها مجلة (دير شبيغل) الألمانية أمس، قالت وسائل الإعلام الأردني quot;المسألة واضحة على الاخوان المسلمين ان يغادروا المربع الرمادي وان يحددوا مواقفهم ومواقعهم ومضمون خطابهم بدقة من الارهاب والتطرف ومنهج التكفير الذي وقف شعبنا بأسره ضده وعليهم ان ينضموا الى حراك المجتمع وان يستمعوا الى نبضه وما تزال الفرصة سانحة لان نعمل جميعا في هذا الوطن العزيز كفريق واحد خدمة له ولمصالح شعبنا العلياquot;.

وتابعت صحيفة (الرأي) التي هي الأقرب في مواقفها من الصحف الأخرى من موقف الحكم، حملتها ضد جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدة أن quot;لا تسامح مع الإرهاب ومؤيديهquot;، وقالت quot;وضع جلالة الملك عبدالله الثاني في المقابلة المهمة والموسعة مع مجلة دير شبيغل الالمانية- واسعة الانتشار وذات التأثير في المجتمعين الالماني والاوروبي - الأمور في سياقاتها الطبيعية كما حدد للاردنيين في شكل مباشر مسؤولياتهم أمام ظواهر عديدة واستحقاقات وتطورات عصفت بالمنطقة ولم يعد بمقدور أحد منا الوقوف حيالها في شكل محايد او التزام الصمت لأن المسألة عندنا لا خيارات فيها حيث لا تسامح مع الارهابيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك تمت ترجمته بغلق فصل الزرقاوي، ومن الواضح بالنسبة للاردنيين بسبب الجريمة التي راح ضحيتها ستون شخصا quot;فإن المسألة وصلت الى نهاية المطاف وهذا بحد ذاته سببا لنواصل مسيرتناquot;.

وأضافت quot;كذلك لا تسامح مع الذين يحضون على الإرهاب وهذا يجب ان يكون واضحا لكل من يهمهم الأمر وعليهم ان يقرأوا الرسالة الملكية جيدا ويستوعبوا في شكل لا يقبل التأويل او الجدل ما محتوى هذه الرسالةraquo;... لا يمكنني أن اتخيل كيف يجعل بعض الناس من هذا الرجل (الزرقاوي) بطلاquot;، كما كان الملك صرح للمجلة الألمانية.

فالموقف من الإرهاب لا يحتمل الانتقائية ولا ينهض على معايير مزدوجة وتعريف الارهاب في شكل محدد واجرائي بات مطلوبا اليوم قبل الغد، وقد اجابت رسالة عمان عن كل الاسئلة التي تطرح في الفضائين العربي والاسلامي.

وقالت (الرأي) ولقد quot;آن الأوان للحركات الاسلامية وتحديدا جبهة العمل الاسلامي وجماعة الاخوان المسلمين أن يقرأوها في شكل جيد وان يستمعوا الى صوت الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا الذين يقفون داعمين ومساندين للاعتدال والسلامquot;.

كما أنه يفترض ان لا يكون احد مع التطرف والارهاب ليس فقط بعد أن عانى منه ابناء شعبنا ورأينا كيف يراق دمهم وتهدر ارواحهم على مذبح الفتاوى المزيفة وادعاءات التكفيريين والارهابيين المضللة بل وايضا بعد ان سقطت اقنعتهم وانفضح خطابهم وجاءت نتائج اعمالهم المنكرة تشويها للاسلام بما هو دين تسامح واعتدال وقيم نبيلة تجمل الحياة وتدعو للحوار والجدال بالتي هي احسن وتحرم قتل النفس.

وختمت (الرأي) قائلة quot;لئن رأى جلالته في مواقف اعضاء من جماعة الاخوان المسلمين ما يمكن اعتباره اعتدالا في نهاية المطاف وان هناك غالبية منهم لا تنادي بالفكر التكفيري بل ان غالبيتهم الساحقة من المعتدلين، فان جلالته كان واضحا وحازما فيما بات على الاخوان المسلمين ان يفعلوه الان.. فإن عليهم ان يعيدوا تحديد علاقتهم معنا فقد كانوا يعملون في المنطقة الرمادية في العقود الماضية وعلى المجتمع في ارجاء العالم الان أن يقرر ما هو الخير وما هو الشرquot;.

وزير داخلية البحرين

واستقبل الملك عبد الله الثاني أمس،وزير الداخلية البحريني اللواء الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة الذي كان بحث اليوم مع وزير الداخلية عيد الفايز تطوير التعاون بين الأردن والبحرين في مجالات الدفاع المدني والأمن العام.وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآفاق دعمهما وتعزيزها في شتى الميادين.

وأكد جلالته بهذا السياق حرصه وجلالة ملك مملكة البحرين على تعميق العلاقات التي تجمع بين الشعبين الشقيقين الأردني والبحريني وصولا إلى تحقيق تطلعاتهما المشتركه. وحضر اللقاء مدير مكتب الملك الدكتور باسم عوض الله ووزير الداخلية عيد الفايز ونائب مدير الأمن العام البحريني العميد طارق دينه والسفير البحريني في عمان ناصر الكعبي.