ايلاف في جولة على مراكز الوقود في بيروت
مواطنون ينتظرون لنصف ساعة امام المحطات

ريما زهار من بيروت: بات الوقود في لبنان، لندرته، أثمن من الذهب، فبعد الحصار الجوي والبحري والبري وقطع الجسور من قبل اسرائيل في حربها على

البنزين أضحى أغلى من الذهب
لبنان، تكاد مادة البنزين تبدو من العملات النادرة. وهكذا باتت المحطات المقفلة منظرًا طبيعيًا في لبنان اضف اليها منظر المحطة التي قد تفتح ابوابها فجأة للناس وسياراتهم فاذا بهم يصطفون حولها بزحمة ما بعدها زحمة. ورغم تأكيد المعنيين بوجود مادة البنزين في الاسواق ودعوة الناس الى عدم الهلع والتهافت على محطات الوقود، الا ان ما يجري على الارض هو عكس ذلك.

ويساهم في هذه الندرة خوف الناس وقيامهم بتخزين كميات كبيرة من هذه المادة مسبقا، علمًا ان وزير الطاقة منع تخزينها وبدأت عملية التقنين بها منذ ما يقارب الاسبوع، ورغم اعلانه ضرورة فتح المحطات لجميع الناس ابتداءًا من يوم امس من الساعة السابعة صباحًا(4 غرينيتش) الى الساعة الخامسة من بعد الظهر (2 غرينيتش) الا ان محطات قليلة فتحت ابوابها بعد هذا القرار مشيرة الى عدم وجود الوقود الكافي لديها. وفي جولة لquot;إيلافquot; على بعض محطات البنزين في بيروت، تبين ان معظم هذه الاخيرة رفعت خراطيمها مع اعلان معظمها ان التعبئة باتت محددة بوقت لا يتجاوز الساعة 12 ظهرًا وهم يعبئون بمقدار لا يتجاوزال 20 الف ليرة لبنانية.

ينتظرون صفا
احدى المحطات كانت بالصدفة تعبىء مادة البنزين، ويقول صاحبها طوني كرم ان عدد السيارات التي تعبىء خزاناتها يوميًا لا يمكن حصره وبالليترات يبيعون يوميًا 10 او 12 الف ليتر بنزين، وما مقداره 29 الف ليرة كحد اقصى لكل شخص، ومعظم السيارات تكون خزاناتها معبأة لكن هلع الناس يدفعهم الى المزيد من التعبئة، لان بعضهم قد يعبىء ما مقداره الفين ليرة فقط خوفًا. اما مخزون المحطة فهو مؤمن من شركتها يوميًا، ويتم تقسيطه على الناس، وهم يعتمدون على احتياط الشركة وفي حال انتهى المخزون فلا سبيل آخر برأيه سوى الذهاب الى المنزل وترك العمل.

ينتظرون...الفرج

بعض الذين كانوا يعبئون خزاناتهم في المحطة، كانوا ينتظرون نصف ساعة حتى تتاح لهم الفرصة بملء خزاناتهم وقودًا، ويقول قاسم حمود انه انتظر عشرون دقيقة ولم يأت دوره بعد ويريد ان يملىء خزانه بمقدار 20 الف ليرة لبنانية، وهو يعمل في سوق للخضار ويسكن الجبل ويحتاج دائمًا الى مادة البنزين في تنقلاته وهو لا يتحرك كثيرًا بسبب الازمة، واذا لم يعد البنزين متوافرًا سيبقى في منزله او يستعمل قدميه بكل سهولة للتنقل.

ايلي فارس يقول بسخرية منذ الصباح الباكر وانا انتظر ان تفتح المحطة، ويريد ان يملىء خزانه وهو تلميذ جامعة في الاشرفية ويحتاج الى البنزين دائمًا لتنقلاته. اكرم انتظر عشر دقائق حتى الآن كي يملىء خزانه بالوقود وهو دائمًا يقصد المحطات للتعبئة حتى لو كان ينقصه ليترين وهو يخاف ان تنقطع مادة

زحمة ناتجة عن أزمة بنزين تلوح في الأفق
البنزين نهائيًا وهو يعمل في بيروت وبحاجة دائمًا الى مادة البنزين، ويأمل ان تنتهي الحرب في لبنان قريبًا.

الناس السبب

احد سائقي التاكسي واسمه عبدو ابو ديوان ينتظر منذ اكثر من ساعة امام المحطة وهو يحتاج مادة البنزين بسبب طبيعة عمله، والناس هم الذين يخلقون الازمة برأيه. يعقوب يعمل في احدى شركات النقل في لبنان يقول انه ينتظر على المحطات كل يوم تقريبًا بما يقارب النصف ساعة يوميًا، ويقول ساخرًاquot; اصحاب الحوار سيدفعون لنا معاشنا في حال توقفنا عن العملquot; وهو يخاطر في عمله ويذهب الى اماكن غير آمنة. رولان داغر يقطن قرب محطة البنزين وهو لا يبارح مكانه لانه لايشتغل في الصيف فهو استاذ مدرسة، وفي حال عدم وجود مادة البنزين سيبقى في بيته، لكنه اليوم لا يحتاج بحكم عمله الى هذه المادة. منال كانت تنتظر دورها كالعادة امام محطة الوقود ولكنها سرعان ما لاحظت ان السيارات بدأت تسرع في السير، فارتابت في الامر ولكنها اكتشفت ان المحطة لم تعد تملك مادة البنزين وبان السيارات يسرعون الى محطات اخرى علها تجد وقودًا فيها...