وسط التحضيرات الجارية لاستقبال الزعماء العرب
القمة العربية في دمشق...مخيبة للآمال سلفا

بهية مارديني من دمشق: قنوط يسود الشارع السوري من القمم العربية انعكس على قمة دمشق القادمة وربما هو يعكس القنوط العربي الشعبي وسط الاوضاع المتردية في العراق وفلسطين. ووسط التحضيرات الجارية في دمشق لبناء قصور للزعماء والملوك العرب لاستقبالهم في آذار القادم واللقاءات السياسية للتنسيق، ومابين توقعات بعض الاعلاميين بضعف التمثيل العربي والنتائج التي تقف دون حجم القضايا الكبيرة والبيانات دون تطبيق او تنفيذ فعلي يبقى الحديث مبكرا، ولكن الشارع السوري يريد ان يقول كلمته عبر شرائح مختلفة توافقت على عدم جدوى القمم وقراراتها وان الوطن العربي في حالة سبات وعجز بفضل زعاماته الذين ناءوا عن التكامل العربي ، معبرين عن عدم تفاؤلهم.

محمد (محاسب قانوني) قال لـ quot;إيلافquot; لا أعتقد أننا سنجني شيئا ملموسا من انعقاد القمة لأنها ليست الأولى ولا الأخيرة التي تعقد وتخيب آمال الملايين من العرب الذين يعانون مشاكل وضغوطا واحتلالا وحروبا وقتلا بالجملة، وحول الجامعة العربية ودورها اشار الى أن الجامعة العربية كمؤسسة ليس لها دور فاعل في حل أي قضية عالقة ولا نعرف ما الفائدة من قيامها بل إنها فقط خسائر للدول المشاركة فيها لأن أكثر زعماء العرب يتصرف كل منهم لوحده دون أن يشعر بالانتماء إلى الجامعة أو إلى الأمة العربية وشدد على القول لم يكن للقمم العربية أي دور يذكر إلى الآن في وقف معاناة شعوبها وخصوصاquot;فلسطين التي مازال أهلها يرزحون تحت وطأة الاحتلال أيضاquot; ، متسائلا ماذا فعلت القمم العربية عندما قررت أميركا غزو العراق هل استطاعوا وقف الحرب على العكس أضفوا شرعية عليها وساهمت بعض الدول العربية في هذه الحرب عن طريق تسخير أراضيها لخدمة أميركا وبالأساس لولا مساعدة بعض الدول العربية لأميركا لما استطاعت ضرب العراق وتشريد شعبه ،فإذا كانت قضية مصيرية لشعب عربي ولم تستطع القمم العربية حلها وإنقاذهم فماذا ننتظر على بقية الصعد ،ولا أرى في ظل هذا الإنقسام العربي المريع إلا مباركة لسياسة أميركا واسرائيل من قبل البعض ونأيا عن التكامل العربي والإلتفاف بعباءة الغرب ،نرجو أن تفيق الدول العربية من ثباتها لأن ما حدث لفلسطين وللعراق متوقع لأي دولة أخرى لكن أغلب الزعماء لا يتعظون وهمهم استمرارهم في السلطة على حساب كرامة شعوبهم.

وداد(محامية) اعتبرت ان :القمم العربية المتتالية أثبتت دائما quot; فشلها في حل قضايا شعوبها والسبب بعض القادة العرب ....وإذا كانت إسرائيل العدو الأول والمجرم الذي يتاجر بدم الأطفال والنساء في فلسطين ورغم ذلك حتى الآن يسعون إلى تطبيع العلاقات معها فماذا ينتظر الشعب العربي من هؤلاء القادة ، ورأت انه حتى البيانات التي كانت تصدرها القمم العربية والتي كانت تستنكر الممارسات الإجرامية لإسرائيل و تدين الدول التي تدعمها أصبحت لا تجرؤ على وضع هذه البنود الآن فهل ستتجرأ وتقف في وجهها.

اما عماد (موظف) فمارس تعميما حول علاقة المواطن العربي بالقمم واكد :ليس هناك أي مواطن عربي على الإطلاق لديه ثقة بالقمم العربية وبمقررات الجامعة العربية وما نتوقعه من كل قمة هو البيانات نفسها إلا مع بعض التعديل كأنها ورقة أعيدت كتابتها وتغيرت بعض المرادفات وتغيرت بعض البنود حسب المستجدات لكن ضمن إطار الإستنكار والإدانة والتأكيد.

مهند (طالب علوم سياسية) قال: من المؤكد أن القمم العربية لن يكون لها جدوى وفعالية كبيرة لأن الامة العربية ليست سوى مؤسسة لها دستورها ونظامها غير الملزم للمنتسبين لها،ثم إن الجامعة العربية لا تقوى على فعل شيء بسبب ضعف التمويل وبسبب أمر مهم جداquot; وهو عدم تأليف قوة عسكرية مشتركة قادرة على صد أي اعتداء أو فصل أي نزاع بين العرب وأيضاquot; لا وجود لقوة اقتصادية حقيقية متكاتفة وتعمل على خدمة مصالح الدول العربية وبناء تكتل يواجه المتغيرات الاقتصادية العالمية وقادر على حماية نفسه خصوصاquot; مع أن هذا العصر عصر التحالفات والكل أصبح يعي هذا الأمر إلا الدول العربية بدل أن تبحث عن نقاط القوة وتتحالف مع بعضها لجأت إلى أشد الطامعين فيها، مايحدث الآن أن اجتماعات القمم العربية كلها مثل بعضها ولا أحد يتفاءل فيها ولا عربي يشعر أنه معني بها لأن القادة العرب اعتادوا على اتخاذ القرارات والتوصيات دون تنفيذها و دون الالتزام بها.