يترتب عليها تأجيل التعديل الوزاري الأول في عهد عبد الله
القمة العربية تتسبب في تأخير الوزراء السعوديين

سيف الصانع من دبي وسلطان القحطاني من الرياض:
رجحت مصادر سعودية رفيعة خلال حديث لها مع quot;إيلافquot; أن التعديل الوزاري الذي تنتظره البلاد كأول quot;إجراء توزيريquot; في عهد الملك الجديد عبد الله بن عبد العزيز، سوف يتم تأجيله إلى وقت لاحق من الشهر المقبل، خلافًا لموعده المقرر في 22 آذار (مارس) الحالي، بعد أن إتفق صانعو القرار في البلاد على ضرورة تأجيله إلى ما بعد إنعقاد أعمال القمة العربية التي تحتضنها الرياض على مدار يومين في أواخر الشهر الحالي.
وفسرت المصادر ذاتها، التي كانت تتحدث من الرياض مساء الثلاثاء، سبب هذا التأجيل إلى إنشغال الحكومة بأعمال القمة وأن عددًا من الوزراء سوف يغادرون مناصبهم بعد التعديل الجديد، لكن لديهم إرتباطات تنظيمية بأعمال القمة تحتم عليهم تواجدهم فيها، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن صانعي القرار في البلاد لم يحزموا أمرهم فعليًا على إقرار هذا التأجيل رسميًا، رغم أن النية موجودة للقيام بأمر كهذا، على حد قولها.
وفي معلومات لم يتم الجزم بمدى مصداقيتها بإسناد رسمي، فإن هنالك إتفاقًا على الخطوط العامة بين صانعي القرار في المملكة العربية السعودية، إذ تقول المعلومات الواردة إلى quot;إيلافquot; إن التعديل قد تم الحديث حول أطره العامة في الثاني عشر من شهر شباط (فبراير) الماضي في إجتماع ترأسه عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز وحضره ولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز.
وبعد هذا الحديث بين صانعي القرار داخل دائرة الحكم السعودية، توجه الأمير سلطان في زيارة خاصة إلى المغرب في الخامس عشر من شهر شباط (فبراير) في إجازة قصيرة كانت quot;إيلافquot; أولى الوسائل الإعلامية التي أشارت إليها.

ومعروف أن تعديل الوزارات أو تشكيلها يمر بظروف صعبة لا يوجد لها مثيل إلا في المملكة العربية السعودية، إذ يدخل اختيار الوزير المراد تعيينه في عدة مراحل فمن النادر أنيعين وزيركونه لمعفجأة في مجاله،ما لم يتمتجريبه إداريًا خلال فترات سابقة في حياته السياسية، وأن يكون موضع ثقة الحكومة.

وسبق أن كانتلجنة لإختيار الوزراء إبان حكم الملك الراحل فهد بن عبد العزيز من أعضائها الأمير سلمان بن عبد العزيز، والسياسي المحنك نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ عبد العزيز التويجري، ومستشار الملك فهد حينها إبراهيم العنقري، كانت تحدد الأسماء وتختار المرشحين ثم تتم تصفيتهم وللملك الحق في قول كلمة الفصل بعد قراءته للترشيحات المرفوعة إلى الجنة.

أما الآن، فالشيخ التويجري الذي جاوز التسعين عامًا مصابٌ بوعكة صحيّة بعد عقود من العمل السياسي المتميز أبعدته عن مراقبة الأحداث التي تجري داخل بلاده، والعنقري تراجع دوره في الحقبة الملكية الجديدة، وتقول مصادر رفيعة حادثتها quot;إيلافquot; إنه لم يضف أحد إلى الجنةإن لم يقل أنها ألغيت، على حد قول هذه المصادر.

وما حصل أخيرًا، هو الطلب من بعض المسؤولين الكبار أسماء من يرشحونهم ويذهب الترشيح إلى طاولة الملك عبد الله حيث يوجد شخص واحد فقط يعرف ما يقرره ملك السعودية وهو ملك السعودية نفسه، حسب ما قال مصدر خليجي رفيع، كان في زيارة إلى الرياض قبل أسابيع.

ونتيجة لذلك فإن كل حديث عن تعيينات وزارية لأشخاص بعينهم هو منقبيلالتخيلفضلاً عن أن بعضهم يمارسها كهواية للضحك على عقول المستوزرين الدائمينالمستعجلين.

ولعل ما يمكن إستخلاصه من أحاديث متفرقة مع مصادر مقربة من صنع القرار في جدة والرياض، أن التغيير المقبل لن يكون كبيرًا أو أساسيًا، بل سيقتصر علىبعض الوزراء الذين طلبوا إعفاءهم أو سيجرىنقلهم وآخرون أمضوا فترة طويلة في مناصبهم.