.. تحفظنا ينحصر بالأداء العربي
عبد الرحمن شلقم: كان الأجدر دعوتنا للاجتماعات الإقليمية باعتبار ليبيا رئيسة الاتحاد المغاربي
سوسن ابوحسين
كشف وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم أسباب إعلان ليبيا عدم مشاركتها في القمة العربية، وقال في حديث لـlaquo;الشرق الأوسطraquo;: laquo;الخلاف ليس حول الشكليات ومكان انعقاد القمة في الرياض وإنما لدى ليبيا تحفظ على أداء العمل العربي وعدم الالتزام بتنفيذ القرارات العربية وازدحام جدول الاعمال بقضايا اجرائية وإدارية دون الدخول فى عمق القضايا الساخنة وحلها.
ووصف شلقم الذي ترك الباب مفتوحا امام امكانية مشاركة بلاده في القمة، العلاقة مع السعودية بأنها طيبة وأخوية وتحدث بالتفصيل عما تريده ليبيا عربيا من افكار ومقترحات خاصة حول العراق وفلسطين والتعاون العربي في كل المجالات، موضحا أن ليبيا لديها حزمة من الأفكار أمام جملة من المشاكل وعلى ضوئها سوف تتخذ قرار المشاركة في القمة ولا يمكن أن تغير موقفها في ساعة وإنما تنتظر حتى يظهر في الافق جدية في التعامل العربي مع القضايا الساخنة. وفي ما يلي نص الحوار:
* في جلسة مغلقة مع وزراء الخارجية العرب تحدثت عن اسباب غيابكم عن القمة ما هو مبرر الغياب وما فرص التفكير في المشاركة من عدمها ؟
ـ الموضوع بسيط جدا ولدينا مجموعة من الملاحظات على أداء العمل العربي، على سبيل المثال عقد اجتماع 6 + 2 + 1 في الاردن واجتماع إسلام أباد ثم مدراء استخبارات 4 دول عربية + اميركا ولا يوجد دولة واحدة من شمال افريقيا أو دولة من افريقيا مثل السنغال وهي دولة سنية كبيرة ومهمة.. ونحن نسأل لماذا هذا التجاهل ونريد أن نفهم مبرر هذه الاجتماعات اذا كانت على المستوى الاقليمي او حتى الثنائي لكن كل هذه الاجتماعات ناقشت القضية الفلسطينية ومستقبل العلاقات العربية وبالتالي بأي حق يطلب من ليبيا ان تدفع 250 مليون دولار لصندوق فلسطين و22 مليونا للمشاركة في الجامعة؟ وهل المطلوب منا دفع الأموال فقط دون المشاركة في صنع القرار، لقد كان الأجدر دعوتنا باعتبار ليبيا رئيس اتحاد المغرب العربي .. واني اتساءل هل لأن إخواننا في المشرق العربي أذكى منا في السياسة وأكثر قدرة على التفاوض، أم لأننا حصلنا على الاستقلال بالقتال وهم حصلوا عليه بالتفاوض؟ والأمر الثاني أن قمة الخرطوم أصدرت قرارا بعقد القمة العربية في شرم الشيخ بعد إعلان الوزير غازي القصيبي عن التنازل عن المكان وبالتالي وفي اطار احترام قرار القمة لا يمكن إلغاء هذا القرار الا من خلال قمة اخرى وإذا كان الموضوع وديا بدون قرار لتفهمنا ذلك .. والنقطة الثالثة ان جدول اعمال وزراء الخارجية العرب نمطي وثابت منذ عشر سنوات ولنا ملاحظات في التعامل مع البنود ، على سبيل المثال قضية العراق أخذت في المناقشة من اجتماع وزراء الخارجية 5 دقائق وفلسطين دقيقتين ولبنان كذلك.
* ماذا عن باقي الوقت ؟
ـ جلسنا نناقش في صندوق المعونة لأفريقيا ساعتين وقيمة الصندوق لا تتجاوز خمسة ملايين دولار، وبالتالي نحن نقول لا بد من وضع آلية عمل تخدم المصالح العربية وان نكاشف بعضنا البعض .. وأسأل هل يعقل أن يصبح العدو إيران وليس إسرائيل وهل الخطر النووي الايراني هو الذي يزيل الأمة العربية من الوجود والخطر النووي الاسرائيلي لا يمثل أي شيء؟ وهل المطلوب منا القبول بالمعايير المغلوطة؟
بصفة عامة نحن نريد احترام القرارات ، وفي الاجتماع الماضي قررنا كسر الحصار فورا عن الشعب الفلسطيني ولم يناقش أحد في اجتماع الأمس لماذا لم يكسر الحصار ـ اذن لا توجد جدية في تنفيذ القرارات وهذا الحديث هو نفس موقف معظم الوزراء وقد تفهموا موقفنا وفي الجلسة المغلقة لوزراء الخارجية العرب أيد البعض موقفنا ايضا بان العالم كله يعمل ونحن نريد عملا عربيا وليس مجرد قرارات. وأعطيك مثالا آخر قضية الممرضات البلغاريات عملت منها اوروبا موضوعا كبيرا في الوقت الذي يموت فيه يوميا مئات المواطنين في العراق ولا يتحرك احد وكأن الموت للعرب فقط.
* نعود للمشاركة في القمة.. ميثاق الجامعة يعطي الحق لرئيس الدورة بعقدها في دولة المقر او في استضافتها، وبالتالي السعودية لم تخالف الإجراء في نقل القمة لديها؟
ـ الميثاق واضح لكن قمة الخرطوم أصدرت قرارا.. وقرار القمة لا يلغى الا بقرار قمة، وقد ذكرت ذلك خلال حديثي مع وزراء الخارجية في الجلسة المغلقة وقلت لهم: يا إخواننا كان من المفروض أن نتشاور ولو بالهاتف، لا أن نعرف من وسائل الاعلام وقلت هذا لا يجوز ومن المفروض على الاقل أن يتم التنسيق بين رئاسة مجلس التعاون الخليجي ورئاسة اتحاد المغرب العربي والأمين العام لجامعة الدول العربية وقصدي أن المعارضة ليست في مكان انعقاد القمة وإنما على عدم التشاور ولا نعترض على عقد القمة العربية في السعودية التي تربطنا بها علاقة طيبة وأخوية .. وأمس كان عندنا في ليبيا وزير سعودي سلمنا الدعوة للمشاركة في القمة وليس لدينا مشكلة .. وإنما نقول يا اخواننا احترموا قراراتكم، خاصة اننا لم نحترم قرار كسر الحصار عن فلسطين ولم نناقش ماذا تم حتى الان ونفس الشيء بالنسبة لموضوع المسجد الأقصى وما يحدث له واكتفينا بإصدار قرارات.
* جدول أعمال القمة تمت مناقشته ما هي ملاحظاتكم؟
ـ كما ذكرت، جدول الاعمال مكرر ويهتم بقضايا اجرائية .. وسبق إقرار مجلس الأمن والسلم العربي.
* أنتم لم تصدقوا عليه بعد؟
ـ صدقنا على إنشاء مجلس الأمن والسلم العربي، وليبيا ملتزمة بما توافق عليه على مستوى القمم العربية والأفريقية .. والذي لا يعجبنا لا نوافق عليه، أما اذا وافقنا فنحن من اسرع الدول التي تلتزم بالتنفيذ، وقصدي هنا مدى الجدية في متابعة القرارات والالتزام بها. كذلك هناك قضية مهمة لم نناقشها هي العلاقة مع ايران واوروبا التي قسمتنا الى عرب شمال افريقيا، واخذوا مصر والأردن وسورية ولبنان .. ونسأل اين السودان ودول الخليج وعلى اي اساس في حين ان اوروبا 27 دولة يملكون أدوات منظمة ولديهم مرجعية أما نحن فقد جاءوا بنا في خلطة ليس لها اي معيار وتم وضع اسرائيل مع تركيا وعليه قلت: يا اخواننا لنبدأ في الحوار العربي الاوروبي ليكن بين الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية، وان يكون هناك تنسيق وألا نقبل ما يفرض علينا خاصة ان برشلونة وضعت ميثاقا حول الحريات ووقع عليه العرب ثم وضعوا اتفاق الشراكة الجديدة ثم الجوار الجديد بحيث يكون التعاون مشروطا، ونسأل هل المطلوب من العرب التوقيع والتنفيذ .. وهل هذا هو كل الدور العربي؟
* ماذا عن نتائج الوساطة الحالية لإقناع ليبيا بالمشاركة في القمة العربية وهل الخلاف بسبب كل ما تفضلت به أم على مكان انعقاد القمة والخلاف القديم مع السعودية؟
ـ لو حصل نفس الموقف مع أي دولة عربية لكان هو نفس موقفنا، فهو ليس شخصيا مع السعودية ومكان انعقاد القمة نقطة شكلية ونحن لا نهتم بالشكليات لأن التحديات التي تمر بها المنطقة كبيرة جدا والآن سورية مثلا عليها ضغط من اسرائيل واميركا وبعض الدول العربية هل هذا يعقل؟
* بعد انعقاد القمة السعودية الايرانية هل انخفض سقف التوقعات بضرب ايران؟
ـ موقفنا واضح وسبق أن أبلغت كولن باول ثم كوندوليزا رايس، وزيري خارجية أميركا السابق والحالي، على الترتيب، بأن كل الموضوعات لا تحل بقوة السلاح والتجربة واضحة في العراق وأفغانستان ولم يستطع جيش نظامي في التاريخ ان يهزم مجموعات مسلحة على الاطلاق ونرى ايضا ان العدوان اليوم على دولة عربية مقدمة لاستكمال ما تبقى ولذلك نقول نحتاج لمواقف عربية حول هذه العناوين لبنان والعراق وفلسطين وملف ايران ولا نريد الخلط بين السلاح في القدرات النووية الايرانية السلمية وبين القدرات الاسرائيلية وقد نختلف مع اخواننا في ايران على بعض النقاط لكن لا ينبغي وضعهم في سلة الأعداء.
* ما هي المواقف المطلوب المطلوبة عربيا حول العناوين التي ذكرتها؟
ـ نريد عملا على الارض وليس مجرد اصدار قرار، على سبيل المثال لدينا قمة الاتحاد الافريقي الصيف المقبل نناقش فيها بندا واحدا حول مدى انشاء الولايات المتحدة الافريقية، وبرنامج عمل مدته مثلا خمس سنوات لربط افريقيا كلها بشبكة مواصلات.. وهكذا نريد قمة للعراق وفلسطين لأنه ليس من المعقول ان نرى الاحتقان الطائفي في العراق والقتل الجماعي ولا نخصص لها قمة وكأن ما يحدث في العراق والصومال هو لدول في القمر، ونرى ان مسألة رفع العتب او اصدار بيان لا يتناسب وحجم التحديات التي تمر بها المنطقة، ولا نريد ان تصبح العلاقة بين الدول العربية عادية لمجرد انهم يسمعون اغنية واحدة ويتحدثون العربية وانتهى.
* لماذا لا تذهب ليبيا الى القمة بهذه المقترحات وتسجل موقفها؟
ـ كل ما ذكرته لك طرحته مع وزراء الخارجية بالأمس لأنهم يعتبرون المطبخ السياسي للقمة العربية وإذا كان هناك شيء جدي والتزام عملي مع تحديد مواقف، كان هذا جيدا، أما ان نتحول لمنفذي تعليمات وبرامج فهذا ما نرفضه.
* ما مدى تجاوب الوزراء العرب مع هذا الطرح؟
ـ كما ذكرت كان التفكير بصوت عال مع وزراء الخارجية العرب وكان هناك تفهم لما تحدثت به وأكثر الزملاء اكد حرصه على أهمية مشاركة ليبيا في القمة وذكروا ان غيابها يؤثر وما زال لدينا الوقت لنرى الامور ولنقرر.
* إذن ليبيا تبحث المشاركة في القمة ؟
ـ لنر الظروف وماذا تحدث وهذا قرار سيادي، ولا اغير موقفي بين ساعة وأخرى ومواقفنا واضحة وسبق لأميركا ان ضغطت علينا 25 عاما ولم تستطع ان تلغينا وبعدها حدث تفاهم بما يخدم مصالحنا وكرامتنا.
* هل تحدثت مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب؟
ـ تربطني علاقة شخصية وطيدة مع سمو الأمير سعود الفيصل وتحدثنا جميعا اثناء الجلسة المغلقة بما ذكرته لك وتبادلنا النقاش في اطار العمل العربي المشترك.
* اذن هناك تعاون وإمكانية لان تشارك ليبيا في القمة بعد هذا التفاهم في اجتماع وزراء الخارجية العرب؟
ـ هناك حزمة من المشاكل ولدينا مجموعة من الأفكار وعلى ضوئها نتخذ قرار المشاركة في القمة.
* كيف ترون العلاقات الليبية السعودية؟
ـ هي علاقة طبيعية وطيبة وأخوية.
* ما هو تقييمكم لقرارات اجتماع وزراء الخارجية.. وهل ما صدر كاف؟
وزراء الخارجية لا يعقدون ندوة، وليبيا تطرح أفكارها ولا تستطيع ان تلزم أحدا بها والمفروض ان نخرج بقرارات، والقمة كذلك، ولدينا بنود مطروحة منذ 15 عاما ونناقش قضايا إجرائية وقانونية ونعين الموظفين في الوقت الذي نترك فيه الملفات الضخمة والتي تحتاج لأكبر وقت مختلفين حولها ولدينا ملاحظات على آلية العمل العربي بصفة عامة والعالم تغير من حولنا ونقف نحن في المكان ذاته منذ سنوات حتى المجموعة الآسيوية بينها نوع من التكامل امنيا واقتصاديا ونحن على سبيل المثال نحاول اتخاذ خطوات عملية مع تونس سمحنا باستخدام العملة في البلدين، وندرس توحيد العملة بين تونس وليبيا ونفكر في إنشاء مدينة مشتركة على الحدود.
* اتحاد المغرب العربي مجمد ما هو الموقف منه؟
ـ اتحاد المغرب العربي معاق، ولكن وزراء الخارجية يجتمعون باستمرار واجتمعنا منذ اسبوعين في المغرب، وسوف نجتمع خلال الأيام القادمة للتشاور والتنسيق وبالأمس اجتمعنا في القاهرة على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب.
* القمة المغاربية متى تعقد؟
ـ نعمل على رفع اختصاصات مجلس رئاسة الاتحاد المغاربي الى وزراء الخارجية والآن لدينا مجلس شورى واحد ومحكمة واحدة ، ونشأ هذا العام بنك الاستثمار المغاربي في تونس كفرصة للاستثمار بين الدول المغاربية وندرس انشاء اكاديمية وجامعة مغاربية ولدينا برامج لتوحيد المناهج، إذن هناك تقدم على ارض الواقع.
التعليقات