إيلاف من جدة: استأثرت القمة العربية العادية في دورتها التاسعة عشرة التي تعقد في بيت العرب الرياض على مدى يومين 27 ndash; 28 مارس الجاري، باهتمامات الصحف السعودية الصادرة اليوم الثلاثاء، وأفردت لها مساحات واسعة عبر التقارير والتحليلات السياسية والتغطيات الإعلامية متباينة.
وأكدت صحيفة الجزيرة، أن القمة العربية، تشكل أهم مفاصل مسيرة التضامن العربي لا سيما أنها تعقد في ظروف استثنائية يمر بها الواقع العربي, مما يجعل هذه القمة أمام رزمة من التحديات والآمال في وقت واحد.
وأوضحت أن القمة العربية، قد حققت أولى نجاحاتها قبل أن تبدأ أعمالها من خلال التأكيد القاطع بعدم وجود أي رسائل أو إملاءات خارجية مع الالتزام بعدم القبول نهائيا بأي تعديلات في مضمون المبادرة العربية، التي أطلقتها قمة بيروت ونجح الجانب العربي في ترويجها والحفاظ عليها كأساس ومنطلق للحل الشامل في الشرق الأوسط.
ورأت، أن النجاح على الصعيد الخارجي والذي تم من خلال الإصرار عليه وتأكيده عبر القمم العربية السابقة يتطلب أيضا الكثير من الدعم من داخل المحيط العربي وذلك من خلال الالتفاف التام حول أجندة مبادرة السلام العربية والحفاظ عليها من المزايدات القطرية والحزبية الضيقة، التي لم يجن منها العرب على مر السنين وخصوصاً في صراعهم مع إسرائيل سوى المزيد من الفرقة والتشرذم.
من جانبها قالت صحيفة اليوم الصادر من المنطقة الشرقية في السعودية، أن المملكة كانت واضحة سواء في استضافتها للقمة على أرضها أو في التأكيد على نفي وجود أية إملاءات خارجية على قمة التضامن.
فيما قالت صحيفة الرياض والتي تحمل أسم العاصمة السعودي، إن كل الملفات ستعرض على القمة وفقاً لأولوياتها، فإذا كانت فلسطين حاضرة بشكل غير معهود، فإننا لن تقطع الخطوة الأولى بدون أن تتفق حماس مع فتح، ولن يكون هناك حل عربي لتعقيدات العراق ما لم يرفع شعار الوحدة الوطنية فوق الطائفية، والتقاتل باسمها، ولا تحسم خلافات اللبنانيين ومن يمثلهم بهذه القمة، إلا بعقد صلح غير قابل للنقض، ودون تسمية الأشياء بأسمائها فإن القمة لا تملك ضخ دماء في شرايين قلب تالف.
وأضافت، دعونا نسجل موقفاً واحداً نتجاوز به خلافاتنا، وانظروا للنتائج بشرط أن نرى حلولاً لبنانية داخلية، وتوافقاً فلسطينياً، وعراقياً على جملة صياغات لإنهاء النزاعات والتقاتل وعدم إدخال أطراف إقليمية بشؤون عربية، لأن تسوية هذه المشاكل لا يصدر بها قرار من الجامعة أو تصويت من رؤساء الدول تقبل به الأغلبية، على الأقلية وتصبح النتائج ملزمة للغير، إذ أن هذه الأوضاع لا تحدث إلا في نضج سياسي يراعي معنى المصلحة القومية على الإقليمية والفئوية.
اما صحيفة عكاظ الصادرة من العاصمة التجارية جدة، قالت تحت عنوان لمزت إشارات فيه صراحة، إلي المشوشون، و انه لا بد من الاعتراف بأن المتآمرين على هموم الأمة يجيدون أداء الأدوار المنوطة بهم كما كلفوا بها وان كان هذا مما يحسب عليهم وليس لهم خصوصا عندما يختارون التوقيت الخطأ لتنفيذ مؤامراتهم.
واستدركت قائلة، لكن في المقابل يبدو أن حقدهم قد خانهم حين قدروا أن الجماهير العربية المشغولة أكثر منهم بالهم العام سوف تتجاوب مع التشويش الإعلامي البغيض الذي يريدون به صرف الأنظار أولا عن التحديات الراهنة، وثانيا عن الجهود المخلصة التي يبذلها الكبار وبإخلاص من اجل وضع الأمة على الطريق الصحيح المؤدي وحسم المواجهة لصالح قضاياها العادلة.
وبعد أن لفتت النظر إلى التسريبات الإعلامية المشبوهة من قناة دأبت على التآمر على الأمة = في أشارة إلى قناة الجزيرة القطرية - أكدت أن الثقة في وعي الأمة تجعلنا أكثر تفاؤلا بأن ألاعيب الصغار لن تنطلي عليها وان تمادوا فيها وان اختاروا لها أشكالا مختلفة معتقدين بأن الضمير القومي قد مات أو هكذا يتمنون ولكن هيهات.
وقالت صحفية البلاد، quot;أن القادة العرب وهم يشدون من أزر شعوبهم اليوم في قمة التضامن يدركون جيداً أن الوقت حان لتعاون عربي مثمر يتجاوز الخلافات الوقتية والنزاعات الإقليمية وينحي جانبا كل اتجاه يرمي إلى شق وحدة الصف وتعريض التضامن للخطر وهم اليوم برعاية المملكة صاحبة المبادرات والمواقف المتوازنة يجتمعون بلا مواقف مسبقة وكلهم رغبة في إنهاء القضايا التي مازالت عالقة في الأجواء العربية ليتفرغوا لمنظومة معقدة من الأزمات تحاصر المنطقة العربية وتضعف فاعلية أداء السياسة العربية عموماً.
وبينت الصحيفة السعودية في افتتاحيتها السياسية، ان القادة العرب مصممون على تفعيل المبادرة السلمية بعد أن عانت لفترة من بعض المواقف المناهضة لها، ولكن عناصر القوة الكامنة فيها وما تمثله من مواقف مخلصة للسلام راغبة في مد يد التعاون جعلتها أقدر على البقاء وما جاءت به من حلول الأقرب إلى التفضيلات العربية على اختلاف تفاصيلها .
واختتمت الصحيفة مشيرة، إلى انه حين تتجه أنظار العالم اليوم إلى الرياض فإنها تضع في اعتبارها إن اليوم غير الأمس وان من يجتمعون هم اقدر على الفعل الواقعي والفعال في منطقة تموج بالتوتر والتقلبات.
- آخر تحديث :
الصحف السعودية تنتقد المراهنين على فشل القمة
وتمحورت الصحف السعودية في تغطيتها الإعلامية، حول الظروف الاستثنائية، التي تعيشها المنطقة، في الفترة الزمنية الراهنة، فما بين حرصها على ايجابيات دافعة للتحفيز علي التفاؤل بنجاح القمة، لم تخلوا من نقد مباشر للإطراف، وصفتهم الصحف السعودية بالمتآمرين على الأمة.
وقالت إحدى الصحف السعودية، في رد على من أسمتهم بالمتآمرين على هموم الأمة الذين يجيدون أداء الأدوار المنوطة بهم كما كلفوا بها، وان كان هذا مما يحسب عليهم وليس لهم خصوصا عندما يختارون التوقيت الخطأ لتنفيذ مؤامراتهم.
وذهبت صحيفة ثانية إلى القول، quot;أن القناعة بأهمية قمة الرياض العربية، لا تأتي من رؤساء الدول الأعضاء في الجامعة العربية، فحسب وإنما من خلال خط آخر ساخن يرى فيها مناسبة جيدة لطرح السلام بمباركة أوروبية، ونوع من شبه الموافقة على المشروع العربي من قبل الولايات المتحدةquot;.
وعدت الصحف السعودية، أن الظروف مهيأة بأن تسبق القضية الفلسطينية غيرها في أوراق الملفات المعروضة، ما دام هناك إجماعاً عربياً باعتبارها الحل الموضوعي بين ضباط الطروحات ومكوكيات الدبلوماسيين من الدول الخارجية، معتبرتاً، أن الفرصة مواتية لعمل يتأسس على بنود الحقوق العربية، وموضوعية أن تصبح إسرائيل أرض سلام لا تعمم الحروب، وتقبل أن تكون جزءاً من المنطقة ليس بإملاءاتها، وإنما بتلاقي الأهداف والمصالح.
التعليقات