حياد مفاجئ في قضية البحارة الـ15
إسرائيل تتنكر للأسد:لا رسالة شفهية من أولمرت

أسامة العيسة من القدس : اهتمت الصحف الإسرائيلية الثلاث، بالنهاية السعيدة لأزمة البحارة البريطانيين في طهران، دون أن تشارك طرفي النزاع فرحهم بهذه النهاية، وبعد أن كانت هذه الصحف تحدثت، قبل أيام، عن رسالة ستنقلها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للرئيس السوري بشار الأسد، عندما كانت هذه في إسرائيل، ونشرت فحوى الرسالة الشفهية حتى قبل وصول بيلوسي إلى دمشق، نشرت الصحف النفي الإسرائيلي القاطع بان تكون إسرائيل بعثت برسائل إلى الأسد، وطال بيلوسي نقد شديد من الإسرائيليين، وقالوا إنها اختارت أن تنقل ما يعجبها من أقوال اولمرت للأسد.

وفي ما يخص أزمة الرهائن التي تصدرت العناوين الرئيسة في الصحف الثلاث: يديعوت احرنوت، ومعاريف، وهارتس، بقيت هذه الصحف متشككة من خطوة الرئيس الإيراني احمدي نجاد بالإفراج عن البحارة المحتجزين منذ أسبوعين، واعتبرتها نتيجة ضعف في النظام الإيراني، وشمتت برئيسه.

وقالت صحيفة معاريف ان قرار نجاد بالإفراج عن البحارة، كان مفاجئا، وان الرئيس الإيراني اتخذه تحت التهديد، وبعد أن شعر بجدية وخطورة التهديدات البريطانية.

الرئيس السوري لدى استقباله بيلوسي
وقللت المصادر الإسرائيلية من أهمية نجاد في رسم السياسة الإيرانية، واعتبرت أن قرار الإفراج عن الرهائن، اتخذه المرشد خامنئي، وان دور نجاد في الموضوع كان إعلان القرار.

وأشارت صحيفة هارتس، إلى وجود وساطة سورية قطرية بين طرفي النزاع أدت إلى انفراج الأزمة التي كادت تسبب العواصف في الخليج العربي.

وحاولت إسرائيل ألا تبقى بعيدة عن أزمة البحارة، فشاركت بطريقتها في الموضوع، عندما أرسل أهالي ثلاثة أسرى تحتجزهم حركة حماس وحزب الله، برسائل تهنئة وتعاطف إلى عائلات البحارة البريطانيين الذين تم الإفراج عنهم، وتمنت هذه العائلات، أن تنتهي أزمة اسراهم أيضا بالطريقة نفسها وبأسرع وقت.

وطلبت العائلات الإسرائيلية من عائلات البحارة، تقديم الدعم الإعلامي لها، وإثارة موضوع الأسرى الإسرائيليين الثلاثة للتعجيل بالإفراج عنهم.

أما الموضوع الثاني من حيث أهمية اهتمام الصحف به، فكان زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى دمشق، والتي استمرت يومين، التقت فيها الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت إنها نقلت له رسالة سلام من ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وان الأسد أبدى استعداده للسلام.

ولم يعجب هذا إسرائيل، وبدأ مساعدو اولمرت، يزودونه أولا بأول بفحوى تصريحات بيلوسي الدمشقية، وهو في إجازة عيد الفصح، واشرف اولمرت على صياغة البيان الذي أصدره مكتب ديوانه الذي أدان فيه بشدة تصريحات بيلوسي، وكأن إسرائيل التي استبقت زيارتها إلى دمشق بحملة إعلامية مكثفة، وقالت إنها تحمل رسالة شفوية للأسد، تنكرت فجأة لدمشق.

مكتب اولمرت نفى بشدة أن تكون إسرائيل نقل رسالة إلى سوريا تدعوها لتجديد مفاوضات السلام، وان ما قالته بيلوسي بأنها نقلت رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى دمشق بان إسرائيل مستعدة لإجراء محادثات سلام مع سوريا، هو غير صحيح إطلاقا.

وجاء في بيان مكتب اولمرت، ان هذا الاخيرأكد لبيلوسي لدى اجتماعه بها، أن إسرائيل ستواصل التعامل مع سوريا على أنها جزء من محور الشر، وأنها ما زالت تدعم الإرهاب في الشرق الأوسط بأكمله.
وقال البيان، ان بيلوسي، اختارت ما يعجبها من حديثها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، ونقلته للرئيس الأسد، وتناست الباقي.

واكد البيان انه لا يوجد أي تغيير في سياسة تل أبيب تجاه دمشق، وهذا ما تم خلال النقاش بين اولمرت وبيلوسي.

واشار مقربون من اولمرت، إلى انه اخبر بيلوسي، أن أعضاء الكونغرس الذين زاروا دمشق قبل اشهر، خرجوا بانطباع بأنه لا يوجد أي تغيير في سياسة الأسد.
أما شيمون بيرس نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فرد على تصريحات بيلوسي التي قالت فيها quot;لقد سررنا جدا بتلقينا تأكيدات من الرئيس الأسد انه على استعداد لاستئناف عملية السلام، والدخول في مفاوضات سلام مع إسرائيلquot;.

وقال بيرس إن تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل، ممكن إذا ما غيرت دمشق سياستها، وانه لا يمكن للأسد التحدث بطريقة والتصرف على الأرض بطريقة أخرى مناقضة تماما لما يقوله.

واتفقت الصحف الإسرائيلية، على ان زيارة بيلوسي، تشكل تحولا ملموسا في العلاقات الاميركية-السورية، حتى لو كان الرئيس جورج بوش يعارضها، وتشكل أيضا تراجعا عن الموقف الأميركي الذي اتخذ عام 2003، بمقاطعة سوريا، وامتناع المسؤولين الأميركيين من زيارة سوريا.

ونقلت الصحف عن مكتب اولمرت قوله، ان إسرائيل لا تتدخل في النقاش الدائر في الولايات المتحدة الأميركية حول زيارة بيلوسي إلى دمشق، وان إصدار بيان بشأن تصريحات بيلوسي في دمشق، لم يكن إلا بهدف واحد وهو توضيح ما جرى بين اولمرت وبيلوسي.

واهتمت الصحف بمواضيع داخلية مثل العودة المتوقعة لوزير العدل السابق حاييم رامون للحلبة السياسية بعد اجتيازه ما يعرف إعلاميا هنا بأزمة القبلة الساخنة، التي قالت مجندة إسرائيلية سابقة انه طبعها على خدها بالقوة، فجرجرته إلى المحاكم التي أدانته، ولكنها لم تعتبر ما فعله مشينا مما ترك الباب مفتوحا لعودته السياسية.

وحسب صحيفة يديعوت احرنوت، فان اولمرت سيجتمع برامون بعد عيد الفصح، للتباحث في شأن إسناد حقيبة وزارية له، ويمكن أن تكون حقيبة المالية، حيث يتوقع أن يقدم وزير المالية الحالي على الاستقالة بسبب فضائح فساد تلاحقه.

واهتمت الصحيفة بصعود نجمة كرة السلة الإسرائيلية شاي دورون، التي ستحترف في الفريق الأميركي الارقى عالميا في كرة السلة.

ونشرت صحيفة معاريف خبرا عن غرق ابن أحد الدبلوماسيين الأميركيين في السفارة الأميركية في الأردن عندما كان يسبح في بركة مياه في مدينة العقبة الأردنية، فتم نقله على وجه السرعة إلى مشفى إسرائيلي، حيث يرقد في حالة من الخطورة الشديدة.