العراق وحكومته على طاولة البحث بينهما لساعات:
تشيني يعقد إجتماعًا مع الملك عبد الله في quot;تبوكquot;
علي الحسن من الرياض:
قالت مصادر مطلعة في حديث مع quot;إيلافquot; إن الحكومة السعودية حددت مدينة تبوك في شمال البلاد مكانًا لاستقبال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الذي يقوم بجولة على ثلاث دول عربية تستهدف تحريك عملية السلام ومحاصرة الأزمة في العراق، ويقضي خلالها 24 ساعة في المملكة.
ومن المقرر أن يجتمع الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم السبت المقبل، الثاني عشر من الشهر الحالي، بتشيني في تبوك التي يزورها عاهل البلاد ضمن جولة داخلية تستهدف زيارة ثلاثة مدن سعودية، وافتتح عدد من المشاريع الاقتصادية تقدر قيمتها بملايين الدولارات.
وقال مصدر مطلع كان يتحدث من واشنطن إن حتى الآن تتجه النية لعقد الاجتماع هناك (تبوك) .. لكن ربما تستجد ظروف تسهم في تغيير مكان الاجتماع.
وحسب مصادر دبلوماسية أميركية في العاصمة الرياض كانت quot;إيلافquot; تستطلع رؤيتها لطبيعة الاجتماع، فإن المؤكد أن الملف العراقي سيكون الأكثر بحثاً على طاولة المباحثات التي تستمر لعدة ساعات يغادر بعده في نفس اليوم إلى محطة أخرى.
ومعروف أن خلافاً واضحاً في الرؤية بين الرياض وواشنطن فيما يتعلق بطريقة إدارة الحكومة الأميركية للوضع في العراق، بعد تصاعد أعمال العنف الطائفية، وغياب الأمن والاستقرار في البلاد التي لا تزال تحت الاحتلال منذ عام 2003 إثر سقوط النظام السابق.
وأثار خطاب للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في القمة العربية الأخيرة التي احتضنتها بلاده استياء واشنطن بعد أن أشار إلى أن ما يمر به العراق هو quot; احتلال غير مشروعquot;، مما جعل مسؤولين في الإدارة الأميركية يوجهون رسائل الاستفهام إلى نظرائهم في الرياض.
وكرر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الوصف ذاته في ما يتعلق بالتدخل الأميركي في العراق.
وسبق وأن قالت مصادر دبلوماسية عربية إن الملك عبد الله بن عبد العزيز رفض استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد أن كان من المقرر أن تشمل جولته العربية زيارة الرياض.
وقال البيت الأبيض إن رفض العاهل السعودي الملك عبد الله استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هو quot;نزاع بين البلدينquot; ودعا السعودية إلى دعم حكومة العراق.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأحد الماضي أن الملك عبد الله رفض استقبال المالكي قبل قمة إقليمية عن أمن العراق التي ستعقد هذا الأسبوع لأن الشكوك تنتابه بشأن حكومة المالكي الشيعية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو إن هناك نزاعًا في هذه المرحلة بين البلدين.
وأضاف للصحافيين: quot;نعتقد أن من المهم أن تدرك دول المنطقة أهمية وجود نظام ديمقراطي عراقي يمكنه أن يصمد وأن يكون حصنًا في وجه الإرهاب الذي يمثل خطرًا على كل دول المنطقة سواء كانت سنية أم شيعية أم غيرهاquot;.
وأبلغت وزيرة الخارجية الأميركية التي ستحضر القمة الإقليمية شبكة quot;سي. ان.انquot; أنه لا يوجد شك في أن الحكومة السعودية تساورها مخاوف بشأن عملية المصالحة في العراق، ولا سيما ضم الأقلية السنية للعملية السياسية.
وأضافت أن القلق يساورهم بشأن مدى استعداد الحكومة العراقية لاستخدام قواتها الأمنية بشكل محايد.
وقالت إن المالكي يتعامل مع هذه المشاكل.
لكن صحيفة واشنطن بوست ذكرت الإثنين أن إحدى الإدارات بمكتب المالكي شكلت دورًا محوريًا في اعتقال ضباط كبار في الجيش والشرطة الوطنية وعزلهم، كافح بعضهم للتصدي للميليشيات الشيعية.
وزادت الخلافات بين إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش والسعودية في الأشهر الأخيرة. وقال الملك عبد الله الشهر الماضي إن العراق تحت quot;احتلال أجنبي غير مشروعquot; وهو اتهام رفضه البيت الأبيض.