امتعاض ليبي لرعاية السعودية اتفاق السودان وتشاد
مبارك يسعى إلى محاصرة أزمة بين القذافي والبشير
نبيل شرف الدين من القاهرة: كشف دبلوماسي غربي لـ (إيلاف) عما شهدته كواليس الاتصالات التي جرت خلال اليومين الماضيين بين رؤساء مصر وليبيا والسودان وتشاد على خلفية أزمة دارفور وتداعياتها، إذ أشار إلى امتعاض العقيد الليبي معمر القذافي من نظيره السوداني عمر البشير بسبب الاتفاق الذي أبرمه مع رئيس تشاد برعاية السعودية، التي تتسم علاقاتها مع ليبيا بالتوتر إلى حد قاطعت فيه ليبيا القمة العربية الأخيرة التي استضافتها الرياض، ولم يكتف القذافي بمقاطعة تلك القمة، بل إنه لم يكلف وفدًا ليبيًا بتمثيل بلاده التي ظل مقعدها شاغراً. وخلال الأيام الماضية دعت مصر السودان إلى توسيع quot;اتفاق أبوجاquot; ليشمل كل فصائل التمرد في إقليم دارفور لتجنب تدويل الأزمة في الإقليم، كما دعا الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في اجتماعات جرت في القاهرة إلى ممارسة ضغوط على الحكومة السودانية والمتمردين في دارفور، لحملهما على التوصل إلى اتفاق سلام في الإقليم المنكوب .
القذافي ومبارك ورئيس تشاد |
وعودة إلى معلومات المصدر الدبلوماسي الغربي التي أشار فيها إلى ما أسماه quot;وساطة عاجلةquot; أجراها الرئيس المصري حسني مبارك بين رئيسي السودان وليبيا، وأوضح أن هذه الوساطة كانت وراء الزيارة المفاجئة التي قام بها مبارك إلى ليبيا يوم الثلاثاء، بينما كان الرئيس السوداني لم يزل في القاهرة ولم يرافق مبارك في زيارته، التي أجرى خلالها محادثات ثنائية مع القذافي، قبل أن ينضم إليهما في وقت لاحق الرئيس التشادي .
ووفقاً للمصدر ذاتهفإن القذافي الذي لم يخف امتعاضه من رعاية السعودية لاتفاق بين رئيسي السودان وتشاد، أبدى استياءه من نظيره السوداني، بعد أن توجه لعقد اتفاق في السعودية بينما كانت ترعى ليبيا هذه المحادثات منذ بدايتها، وتكهن المصدر بأن البشير لم يحط القذافي علماً بتلك الخطوة مما أثار حفيظة القذافي، وهو ما فسر عدم اصطحاب مبارك للبشير خلال زيارته الخاطفة إلى ليبيا يوم أمس الثلاثاء .
ووقع الرئيسان السوداني والتشادي في الثالث من أيار (مايو) الجاري في السعودية اتفاقا للمصالحة يفترض أن يضع حدا للتوتر في العلاقات بين البلدين، وينص على احترام كل من الطرفين سيادة الآخر وعدم التدخل بشؤونه الداخلية. كما وقع على الاتفاق العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، الذي رعى هذا اللقاء .
البشير والميرغني
وفي محل إقامته في القاهرة اجتمع الرئيس السوداني عمر البشير برئيس التجمع الوطني الديمقراطي السوداني محمد عثمان الميرغني، وقال المتحدث باسم quot;التجمعquot; حاتم السر علي إن الأولوية كانت الحصول على موافقة البشير لعقد لقاء المصالحة الوطنية الشاملة التي تدعو إليها مبادرة الميرغني. وأضاف أن اللقاء كان فرصة لاستكمال ما بدأه الزعيمان في مكة المكرمة في نهاية آذار (مارس) الماضي والبناء عليه، وركز على الجوانب المتعلقة بعملية السلام، وخصوصا ما يتعلق باتفاق القاهرة بين الحكومة والتجمع المعارض عام 2005 .
وأوضح المتحدث أن الميرغني دفع في لقائه البشير في اتجاه فتح حوار سياسي بين رؤساء الأحزاب السودانية، بما يفضي إلى الوصول إلى اتفاق حول الحد الأدنى من القواسم المشتركة، وتوقع أن تشهد الساحة السياسية السودانية خلال الفترة المقبلة تغييرا جذرياً، إذا تم التعاطي مع استحقاق الإجماع الوطني الشامل الذي تدعو إليه مبادرة الميرغني المشار إليها .
واختتم حاتم السر تصريحاته قائلاً إن قضية دارفور كانت رئيسة في مباحثات البشير والميرغني، فهي تؤرق الجميع، وأشار إلى جهود الأخير في هذا الصدد وجهوده واتصالاته المستمرة بالحركات المسلحة في دارفور، وتأكيده على ضرورة سد الثغرات أمام التدخلات الأجنبية المتزايدة .
التعليقات