نبيل شرف الدين من القاهرة : في تصريحات أدلى بها اليوم الخميس عقب افتتاحه لمشروعات تطوير ميناء الإسكندرية شمال مصر، طالب الرئيس المصري حسني مبارك إسرائيل بقبول مبادرة السلام العربية quot;كما هي ومن دون تعديلاتquot;، وقال quot;إن الإسرائيليين أحرار في أن يقبلوها أو لا يقبلوهاquot; . واعتبر مبارك أن طلب إسرائيل في هذا الصدد بأنه ينطوي على مراوغة، ويسعى للالتفاف حول حق اللاجئين في العودةquot;، مؤكداً أن أحدا من العرب quot;لا يستطيع أن يعدل هذه المبادرة، أو يلغي بند عودة اللاجئين منهاquot;، على حد تعبيره .

وأكد مبارك أنه لا يستطيع أن يترك أي إرهابي يقوم بأية أعمال من شأنها أن تضر بالسياحة والاستثمار وتزيد معدلات البطالة، وأكد أن تأمين المواطن هدف أساسي، وأن من ينوي القيام بعمل إرهابي فلا يمكن أن نتركه لأن ذلك يضر بمصلحة البلد بالكامل سواء السياحة أو الاستثمار ويهز الاستقرار ويزيد البطالة ويمنع توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين .

إسرائيل والمبادرة

وفي معرض رده على سؤال حول التحفظ الإسرائيلي على مبادرة السلام العربية قال مبارك: quot;لا أعتقد أن هناك أحدا يستطيع أن يعدل المبادرة فهم يريدون التعديل للالتفاف حول حق اللاجئين في العودة، ولكني أؤكد أن أحدا لا يستطيع أن يحذف هذا البند من المبادرةquot; .

وردا على سؤال حول المؤتمر الذي سيعقد بشأن العراق في منتجع شرم الشيخ أوائل أيار (مايو) القادم، قال مبارك إننا لسنا الداعين إلى عقد هذا المؤتمر فالعراقيون هم الذين طلبوا عقده في شرم الشيخ، وسبق أن طلبت تركيا استضافته ولم نعترض، لكن العراقيين طلبوا عقده عندنا، ورحبنا بذلك .وأعرب مبارك عن أمله أن يصل المؤتمر إلى بعض الحلول لمشاكل العراق، مشيرا إلى أنهم لن يستطيعوا حل كل مشاكلهم في مؤتمر واحد .

وردا على سؤال حول زيارته المرتقبة لفرنسا الأسبوع المقبل ، قال الرئيس مبارك إنه سيلتقي خلالها بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيليبان، وكذلك سيلتقي ببعض المرشحين للرئاسة الفرنسية، موضحا أنه سيبحث عدداً من القضايا التجارية بين مصر وفرنسا خلال اللقاء مع بعض رجال الأعمال الفرنسيين .

الإرهاب والطوارئ

ومضى الرئيس المصري في تصريحاته ليتطرق إلى التعقيب على التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها المغرب والجزائر قائلاً : quot;لقد دعوت إلى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب منذ الثمانينات ولم يكن أحد في ذلك الوقت يعي حجم خطورتهquot;، وأضاف أن الإرهاب حولنا في كل مكان وأنه لم يزل قوياً وقادراً على أن يضرب في كل مكان .

وربط مبارك بين التعديلات الدستورية التي جري إقرارها في مصر مؤخراً ومكافحة الإرهاب، وقال : quot;حينما تعرضنا للمادة 179 من الدستور تصور البعض أنه بهذه المادة سوف نزيد من البحث والتفتيش ولا يعرفون أنه لدينا قانون الطوارئ الذي يتيح إجراءات أكثر شدةquot; .

وأضاف مبارك أننا إذا لم نتعامل مع الإرهاب ، فإنني أخشى على الاستقرار في مصر بصفة عامة وفي كافة المجالات سواء في الاستثمار أو السياحة أو غيرها .
وحول الحراك السياسي الذي تشهده مصر الآن وانتخابات مجلس الشورى المقبلة ، قال مبارك quot;إن الحراك في مصر بدأ بالفعل وهو موجود والبعض لا يفهم هذا الحراك بمعناه الصحيح .. إن مسئوليتي وهدفي هو تأمين الشعب والمواطن في قوته ورزقه وحياته وأمنه وأمانهquot; .

وحول مستقبل الأحزاب السياسية في مصر خلال المرحلة المقبلة، ناشد مبارك هذا quot;الأحزاب بأن تقوىquot;، وقال quot;أؤكد دائما في كل مناسبة على ذلك .. إننا نوفر المساعدة لهذه الأحزاب ونذلل العقبات أمامهاquot;، على حد تعبيره.