تربطهما صلة شخصية تمتد إلى30 عامًا
مبارك يودع شيراك ويجري فحوصات طبية


نبيل شرف الدين من القاهرة : بدأ اليوم الأحد الرئيس المصري حسني مبارك زيارة إلى باريس، وصفت بأنها quot;وداعيةquot;، يلتقي خلالها نظيره الفرنسي جاك شيراك قبيل مغادرته quot;قصر الإليزيهquot;، وبهذه الزيارة التي تقررت في اللحظات الأخيرة، يوجه مبارك التحية إلى شيراك الذي تربطه به صداقة عمرها 30 عامًا، إجتمع خلالها بشكل منفرد به ما لا يقل عن 30 مرة أي بمعدل مرة كل عام، إضافة إلى المحادثات الهاتفية المستمرة بينهما.
وإضافة إلى الملفات السياسية، فقد قالت مصادر دبلوماسية غربية إن الرئيس المصري سوف ينتهز الفرصة، ويجري عدة فحوصات طبية في فرنسا، غير أن تلك المصادر لم تحدد طبيعة الفحوصات الطبية التي قد يجريها مبارك البالغ من العمر تسعة وسبعين عامًا، وإن أشارت إلى أنها فحوصات دورية يحرص على إجرائها الرئيس المصري بين الحين والآخر للإطمئنان،ولم تشر أي مصادر مصرية إلى هذا الأمر من قريب ولا من بعيد.

علاقات خاصة

من جانبه، وصف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط زيارة مبارك إلى فرنسا بأنها لمسة تقدير من الرئيس مبارك للرئيس الفرنسي الذي تربطه علاقة طيبة لصالح العرب والفرنسيين على مدى إثنتي عشر عامًا، كما عرفه وأبقى معه علاقة تتسم بالحيوية على مدى الفترة الممتدة منذ العام 1984 حتى اليوم، على حد تعبيره.
وفي هذا السياق، يقول مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة، إنها بادرة نادرة تعكس الصداقة السياسية والشخصية بين شيراك ومبارك، لافتًا إلى أنه كان هناك دائمًا إتفاق كبير بين مبارك وشيراك في مختلف الملفات السياسية الإقليمية.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات المصرية ـ الفرنسية تتسم بالتفاهم وإتفاق الرؤى في شتى المجالات، كما تم إبرام عدة اتفاقات وبروتوكولات بين البلدين منها إتفاق تشجيع الإستثمارات وحمايتها، وإتفاق منع الإزدواج الضريبي، وإتفاق التعاون النووي، وبروتوكولات تعاون في مجال الربط الكهربائي بين البلدين وغيرها.

ملفات مشتركة

ومضى أبو الغيط قائلاً إن زيارة مبارك إلى فرنسا تأتي في توقيت مهم، حيث تتحرك عدة ملفات أمام الأمم المتحدة، وفي مقدمتها الملف اللبناني الذي يتناوله مجلس الأمن حاليًا في شقيه تنفيذ القرار 1701، والمحكمة الجنائية ذات الطابع الدولي، وأشار أبو الغيط أيضًا إلى أن مبارك سيلتقي خلال الزيارة بالمرشحين البارزين للرئاسة الفرنسية.


ولفت الوزير المصري إلى أن مؤتمري العراق المقرران في منتجع شرم الشيخ quot;العهد الدولي الخاص بالعراق، ومؤتمر دول الجوار الموسعquot; يحققان من أهمية في المكان، بحيث ينبغي أن تتفق مصر وفرنسا خلال هذا اللقاء على رؤية مشتركة لما يمكن أن يسفرا عنهما من نتائج.
واختتم أحمد أبو الغيط تصريحاته قائلاً إن المسألة الفلسطينية لا تزال تحظى بالأولوية، وهناك تطورات سريعة تجري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحتاج إلى الكثير من تبادل الرأي بشأنها، وكذلك الوضع في دارفور والعلاقة بين السودان وتشاد، وكيفية السيطرة على الموقف بين البلدين ومنع أي تدهور.