خبير ل quot;إيلافquot;: التنظيمات المتطرفة تسرب معلومات لتمويه الأمن
تصاعد مستوى التهديدات الإرهابية في المغرب

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: كشفت مصادر أمنية متطابقة وجود تهديدات إرهابية مباشرة للمغرب، مرجحة اعتزام خلايا متطرفة، على رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، تنفيذ اعتداءات ضد المملكة، خلال فصل الصيف الجاري، خصوصا في المدن السياحية. وتأتي هذه الإفادات بعد أيام من إعلان جان لوي بروغيير، القاضي الفرنسي المتخصص في شؤون الإرهاب، أن مستوى التهديد الإرهابي quot;ارتفع في شكل بالغquot; في أوروبا، خصوصا في فرنسا والمغرب. وأكد جان لوي بروغيير، خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة مدريد، أن quot;الأمر يعود بالأساس إلى الإشكالية العراقية التي غذت شبكات مزروعة في فرنسا)، لافتا إلى أن شبح التهديد يخيم أيضا على إسبانيا وإيطاليا.غير أن محمد ضريف، الخبير المغربي في شؤون الجماعات الإسلامية، يرى بأن الحديث عن ارتفاع مستوى التهديد مرده تسريب التنظيمات الإرهابية لهذا النوع من المعلومات لتمويه الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى quot;القاعدة تعطي الأولوية، منذ سنة 2004، إلى الحرب في العراق التي تسعى بكل الوسائل إلى كسبهاquot;.

وقال الخبير المغربي، في تصريح ل quot;إيلافquot;، إن quot;الإعلان عن قرب تنفيذ اعتداءات أضحى أمرا عاديا، إذ في كل مرة يظهر تخوف من إمكانية التعرض لهجماتquot;، مبرزا أن quot;تصاعد وتيرة التهديدات يرتبط، في غالب الأحيان، مع الاستعداد للكشف عن تفكيك تنظيم إرهابي، وكذا مع ما يتردد إقليميا ودوليا حول هذا الموضوعquot;.

وأكد محمد ضريف أن quot;استراتيجية القاعدة تسير وفق الإمكانيات المحدودة المتاحة أمامهاquot;، مضيفا أنها quot;لا تملك من القوة لتفتح جبهات متعددة في وقت واحدquot;.ذكر أن الخلايا التابعة تركز حاليا على استقطاب أكبر عدد من الانتحاريين لإرسالهم إلى العراقquot;، مشيرا إلى أنها quot;ناجحة لحد الآن في هذه العمليةquot;.

وكشف الخبير المغربي عن وجود شبكة تمتد من موريتانيا وتخترق المغرب والجزائر، وزاد قائلا quot;نحن أمام خزان بشري يغذي الحرب في العراقquot;.وجاءت هذه التطورات مع قيام روبرت مولر، المدير مكتب التحقيقات الفدرالي quot;اف بي آيquot;، نهاية الأسبوع، بزيارة للمغرب، أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين أمنيين مغاربة من وزارتي الداخلية والعدل حول التعاون الثنائي في المجالات ذات الأولوية مثل محاربة الإرهاب والجريمة الدوليةquot;.

ووصف ضريف هذه الزيارة ب quot;العاديةquot;، موضحا أن quot;العديد من المسؤولين الأمنيين الأميركيين والأوروبيين يأتون إلى المملكة من أجل بحث سبل تكثيف التعاون للتصدي للخطر الإرهابي المتزايدquot;.وكان نور الدين زرهوني، وزير الداخلية الجزائري، وضع، أخيرا، حدا للتكهنات بشأن عدد العناصر الأجنبية ضمن تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot; ، مضيفا أن تحريات الأمن الجزائري تفيد أن عدد هؤلاء ليس كبيرا.

وقال نور الدين زرهوني، في تصريح صحافي، إن عدد المسلحين الأجانب في صفوف quot;الجماعات الإرهابيةquot; في الجزائر لا يتعدى 40 quot;إرهابياquot; من ست جنسيات على الأقل، من دون أن يشير إلى البلدان التي يتحدرون منها.

كما رجحت أجهزة الأمن الجزائرية أن تكون معاقل quot;القاعدةquot; في الجزائر تضم في صفوفها مسلحين من المغرب وتونس وموريتانيا ومالي والنيجر، يطلقون على أنفسهم اسم quot;السلفيون الجهاديونquot; وحددوا لأنفسهم هدفا يتمثل في ضرب المصالح الأميركية في المنطقة وزعزعة استقرار الأنظمة الموالية لواشنطن.

وكان تنظيم quot;القاعدةquot; في بلاد المغرب الإسلامي بث مؤخرا تسجيلات مصورة على الانترنت تظهر مسلحين من المغرب هددوا بشن هجمات quot;إرهابيةquot; فوق التراب المغربي.وفي 11 اذار (مارس) والعاشر والرابع عشر من نيسان (أبريل)، فجر ستة انتحاريين أحزمتهم الناسفة في الدار البيضاء، وتمكنت الشرطة من قتل انتحاري سابع قبل أن يفجر نفسه.

وبعد هذه العمليات، اعتقلت السلطات الأمنية عشرات المتهمين بعد أن وجهت لهم تهم quot;تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطير بالنظام العام عن طريق التخويف والترهيب والعنف والتخريب العمدي، وحيازة وصنع مواد متفجرة ومواد سامة خطيرة لاستعمالها في أعمال إرهابية، والمساهمة والمشاركة وتقديم مبالغ مالية لتوظيفها في أعمال إرهابيةquot;.