الرباط: يؤكد المغرب تصميمه على quot;طي صفحةquot; نزاع الصحراء الغربية قبل لقائه الاثنين قرب نيويورك جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو)، ويرى ان حلا نهائيا لهذه القضية يتطلب التزاما من قبل الجزائر. وللمرة الاولى منذ عشر سنوات، يلتقي المغرب وجبهة بوليساريو رسميا على طاولة مفاوضات، وذلك بدعوة من الامم المتحدة التي دعت ايضا البلدين المجاورين الجزائر وموريتانيا.

وصرح وزير الاتصال المغربي في ختام اجتماع حكومي في الرباط الاسبوع الماضي ان الرباط تتوجه الى الاجتماع quot;بتفاؤل كبير وارادة قوية بطي هذه الصفحة نهائياquot;. وجاء تصريحه بعد ايام من تأكيده ان quot;النزاع يجب ان يحل من قبل الاطراف المعنية والجزائر احدهاquot;. وترى الرباط ان النزاع حول الصحراء الغربي quot;مصطنعquot; وان الجزائر التي تقدم الملاذ والدعم للبوليساريو تلعب فيه دورا مهيمنا يخفي اطماعا في هيمنة على المغرب.

من جهتها، تؤكد الجزائر انها ليست معنية مباشرة بالنزاع وان لا اطماع لها بهذه المنطقة لكنها متمسكة quot;بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصيرquot;. ولهذا النزاع انعكاسات سلبية على المغرب من بينها بقاء حدوده مع الجزائر مغلقة مما يضر منذ 1994 بالاقتصاد في شرق المغرب برمته.

ويشكل الجمود الذي يعاني منه اتحاد المغرب العربي الذي انشىء في 1989 لتسهيل التكامل السياسي والاقتصادي لهذه المنطقة، عقبة اخرى في طريق الانتعاش الاقتصادي للدول الخمس الاعضاء فيه (المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا).

من جهة اخرى، يبدو دور المغرب في مجمل القارة الافريقية مبتورا بسبب غيابه منذ 1984 عن منظمة الوحدة الافريقية التي انسحب منها بعد قبول الجمهورية الصحراوية الديموقراطية التي اعلنت من جانب واحد في 1976. ولاخراج الملف من الطريق المسدود وعرض آفاق افضل للصحراويين من الانتظار المستمر منذ 32 عاما، اقترح المغرب مؤخرا خطة تقضي بمنح المنطقة quot;حكما ذاتيا واسعاquot;.

وينص المشروع المغربي على انشاء حكومة محلية وبرلمان وتشريعات مستقلة. كما يقضي بان تخصص لسكان الصحراء quot;الموارد المالية اللازمة لتنمية المنطقة في كل المجالات ومشاركتهم فعليا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمملكةquot;. وفي العيون كبرى مدن الصحراء الغربية، شكك وجهاء مؤيدون للمغرب في تصريحات لوكالة فرانس برس في فرص نجاح المفاوضات في نيويورك وعبروا عن رغبتهم في تطبيق خطة الحكم الذاتي فورا.

وسيستضيف المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة للصحراء الغربية بيتر فان والسوم، اللقاء الذي يستمر يومين في مقره الخاص الفاخر في مانهاست في ضواحي نيويورك. ودعت الامم المتحدة ممثلين عن الجزائر وموريتانيا ومجموعة اصدقاء الصحراء الغربية (فرنسا وبريطانيا واسبانيا والولايات المتحدة وروسيا) غير ان هؤلاء لن يشاركوا في المباحثات.

وكان مجلس الامن الدولي دعا في 30 نيسان/ابريل المغرب والبوليساريو الى بدء مفاوضات مباشرة برعاية الامم المتحدة ودون شروط مسبقة لبحث تقرير مصير الصحراء الغربية. وجدد المجلس لستة اشهر مهمة الامم المتحدة من اجل استفتاء في الصحراء.

وضم المغرب في 1975 الصحراء الغربية المنطقة الغنية بالفوسفات، بعد انسحاب اسبانيا التي كانت تستعمر الصحراء وموريتانيا المجاورة. واندلعت معارك بين الجيش المغربي والبوليساريو قبل اعلان وقف لاطلاق النار في 1991 برعاية الامم المتحدة.

بدوره صرح رئيس الوفد المغربي الى نيويورك شكيب بن موسى في حديث لوكالة فرانس برس، ان المحادثات التي تبدا الاثنين حول الصحراء الغربية تشكل quot;لحظة تاريخيةquot;، مؤكدا ان المغرب يمد quot;يدا اخويةquot; الى البوليساريو والجزائر من اجل تسوية نهائية للنزاع.

وسيستضيف المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة للصحراء الغربية بيتر فان والسوم اللقاء الذي يستمر يومين في مقره في احدى ضواحي نيويورك. ودعت الامم المتحدة ممثلين عن الجزائر وموريتانيا ومجموعة اصدقاء الصحراء الغربية (فرنسا وبريطانيا واسبانيا والولايات المتحدة وروسيا).

-- سؤال: باي روح يتوجه المغرب الى المحادثات؟
-- جواب: انها لحظة تاريخية وفرصة لاحلال السلام. سيبدأ المغرب المفاوضات بروح من الانفتاح الكبير والمصالحة والتصميم على تحقيق نتائج بمستوى توقعات السكان الصحراويين وكل شعوب المنطقة.
نأمل ان يأتي الطرفان الآخران (الجزائر وبوليساريو) الى طاولة المفاوضات بالارادة نفسها وحسن النية نفسها المتوفرين لدى المغرب وسيستجيبان بذلك لليد الاخوية الممدودة لهما.

-- سؤال: ما هي فرص نجاح هذه المفاوضات؟
-- جواب: لا يمكن للمغرب سوى ان يعبر عن ارتياحه لانعقاد هذه الجولة من المفاوضات. القرار 1754 حول الصحراء الغربية الذي تبناه مجلس الامن الدولي في 30 نيسان/ابريل 2007 يشكل انقطاعا عن المقاربات التي طرحت في الماضي ومختلف المقترحات التي جربت او صيغت. انه قرار مؤسس لعملية جديدة من اجل التوصل الى حل سياسي نهائي.
هذه العملية تكرس التفاوض وسيلة للتوصل الى تسوية نهائية.

-- سؤال: ماذا سيكون موقف المغرب في حال فشلت الجولة الاولى من المفاوضات؟
-- جواب: المغرب يدرك ان هذه العملية ليست الا في بدايتها لكن بفضل الارادة الحسنة لكل الاطراف ومساعدة الامم المتحدة والدول الصديقة سنتمكن من انتهاز هذه الفرصة لتحقيق تقدم مشجع في الجولة الاولى.
المغرب لن يألو جهدا لضمان نجاح هذا اللقاء.

من جهة اخرى، مستوى اعضاء وفد المغرب لهذه المفاوضات يدل على ارادة المغرب في التقدم باتجاه حل نهائي. انهم مسؤولون فعليون عن ملف الصحراء وسيلتقون للمرة الاولى المسؤولين من الاطراف الاخرى.