بعد تعثر حكومة وحدة وطنية
هل نشهد حكومة تكنوقراط تحل الازمة اللبنانية؟

ريما زهار من بيروت: في لقاء صحافي، نفى رئيس كتلة التغيير والاصلاح النائب ميشال عون ارادته المشاركة في حكومة ثانية وكذلك فعل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لتتجه الانظار اليوم الى مبادرة حكومية اخرى يتم الحديث عنها وتتمثل بحكومة وحدة وطنية مؤلفة من تكنوقراط. وتنشط اقطاب مختلفة لايجاد حل آخر لمبادرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى التي باءت بالفشل، وبعد مباحثاته الاخيرة مع الرئيس نبيه بري، قام النائب السابق ميشال المر بالقول ان 50% من المشاكل تم حلها ويتم حل ال 50% المتبقية، وبحسب مصادر مطلعة فانه تم خلال هذا اللقاء الحديث عن امكانية اقامة حكومة تكنوقراط، مع فشل المحاولات في تأليف حكومة وحدة وطنية مع الثلث المعطل او الضامن. وبالطبع ستكون هذه الحكومة المؤلفة من التكنوقراط حيادية، علمًا ان تحقيق هذا الامر صعب في لبنان، او على الاقل تكون مستقلة عن قوى 8 و14 آذار على حد سواء.

وستتضمن رجال اعمال وخريجي جامعات واقطابًا مهنية حرة، والامر عائد بالطبع الى موافقة رئيس الجمهورية، الذي لم يبد حتى الآن اعتراضه على الموضوع ويرى في الامر مخرجًا من الازمة التي يتخبط بها لبنان حاليًا.

غير ان هذه المصادر نفسها تؤكد ان الرئيس لحود يرى ان قوى 8 و14 آذار(مارس) تبدي الاعتراض نفسه تجاه هذه الحكومة من التكنوقراط، علمًا ان المناخ السياسي نفسه لا يسمح اليوم بقيام حكومة وحدة وطنية، وفي جميع الاحوال، تضيف المصادر نفسها، فان لحود طلب من المعارضة بالحاح ان تتخذ موقفًا ثابتًا من الموضوع قبل منتصف شهر تموز( يوليو) حتى يقوم بما عليه فعله قبل الانتخابات النيابية الفرعية، لانه باق على موقفه الثابت ويستحيل عليه ان يعطي حق التصرف لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وسيضطر الى ايجاد صيغة اخرى غير اعطاء السلطة لحكومة السنيورة.

فكرة مستبعدة

وبالنسبة لمصدر وزاري، فانه يستبعد قيام لحود باي مبادرة لان اتفاق الطائف ترك له هامشًا صغيرًا للتحرك، فهذا الهامش لا يسمح له بحل المجلس النيابي كي يتخلص من الاكثرية، ولا بتسمية حكومة مع رئيسها، دون ان ننسى بان البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير حذره من اتخاذ اي مبادرة لا تكون لمصلحة لبنان، وكذلك تيار عون وحزب الله لم يؤيدا بالمطلق مثلًا قيام حكومة ثانية.
من جهتهم فان الاقطاب السنية تعلن اكثر من مرة بان لحود لا دخل له في تسمية رئيس حكومة، وكل الاطراف كافة تحذر من قيام حكومة ثانية في لبنان من شأنها ان تؤدي الى امور كارثية لجهة الاقتصاد والسياسة في لبنان.

الانتخابات النيابية

من جهة اخرى يبدو ان بيروت والمتن ينشطان من اجل معرفة من سيحل مكان النائبين وليد عيدو وبيار الجميل الذين قضيا في انفجارين، وفي العاصمة بيروت يتم تداول اسم النائب السابق تمام سلام، اما في المتن فيتم الحديث عن تسوية ما بين مختلف الافرقاء لكن الامر ليس بهذه السهولة اذ ان قوى 14 آذار (مارس) لا تستبعد تدخلًا سوريًا في هذا الخصوص يكون من شأنه ليس فقط زعزعة الوضع السياسي والامني بل ايضًا القضاء نهائيًا على موسم السياحة في لبنان الذي يشهد ازمة كبيرة تهدد بخسائر مالية فادحة تضاف الى الخسائر الاخرى.