الأكثرية دعت اليها والمعارضة اعتبرتها ضد بري
الانتخابات الفرعية في لبنان تقلق المعارضة

ريما زهار من بيروت: بعد اغتيال النائب وليد عيدو الاسبوع الماضي، يبدو أن إصرار فريق الاكثرية على اجراء انتخابات فرعية في المتن وبيروت يقلق فريق المعارضة.
واذا كان البعض متأكدا أن الاكثرية لن تصل الى اقصى هذا المشروع، يعتبر البعض ان هذا القرار سيصل الى خواتمه، وانه سيعقد الامور في لبنان اكثر مما هي معقدة حاليًا.
واذا كان المستهدف الرئيس من انتقادات الاكثرية في هذا الخصوص، احتمال عدم توقيع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود على مرسوم القرار القاضي باجراء انتخابات فرعية في المتن وبيروت، تعتبر مصادر مقربة من المعارضة ان المستهدف الاهم في هذا الموضوع هو رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وتعتبر المصادر ان رئيس الجمهورية اللبناني لا يستطيع توقيع المرسوم الذي سيقدم له من الحكومة، لان هذا يعني بالنسبة إليه انه سيخالف السياسة التي دأب على القيام بها وذلك منذ استقالة الوزراء الشيعة من الحكومة اللبنانية في 11 تشرين الثاني(نوفمبر) من العام 2006.
وبالنسبة إلى المصادر فان سياسة لحود تعتبر ان الحكومة اللبنانية الحالية فاقدة لشرعيتها اذًا غير موجودة، حتى لو لم تعط بعبدا حتى هذه الساعة جوابًا رسميًا من قرار الحكومة اجراء انتخابات فرعية في المتن وبيروت، ربما بانتظار الحصول على المرسوم.

بري

من جهة اخرى، وبحسب المصادر المعارضة نفسها، فان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، هو الاكثر استهدافًا في هذا الخصوص، واذا كانت التصريحات الرسمية لقوى 14 آذار(مارس) والاكثرية لا تأتي على ذكر الرئيس نبيه بري، غير انه يُعتبر الاكثر استهدافًا بمرسوم قرار الانتخابات الفرعية.
وتؤكد المصادر ذاتها ان بري يشعر وكأنه اخذ على حين غرة من قبل الاكثرية، خصوصًا وانه رغم الاختلافات معها فانه ابقى على فسحة من التواصل الدائم معها، بالاضافة الى ذلك، وبعد الاعلان عن الاغتيال الاليم الذي اصاب النائب وليد عيدو وابنه ومرافقه في المنارة، فان بري اخذ المبادرة واتصل برئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري كي يقدم له تعازيه الحارة.
واراد بذلك ان يظهر للحريري مدى تأثره العميق بهذا المصاب، وايضًا الاستفادة من هذه المناسبة الحزينة من اجل اعادة احياء الحوار الذي بات امرًا ضروريًا بين الاكثرية والمعارضة، وبث نوع من اعادة الوحدة الوطنية التي يحتاج اليها البلد.
وكانت دهشة بري كبيرة، بحسب المصادر نفسها، عندما سمع من الاعلام نية الاكثرية بالدعوة الى اجراء انتخابات فرعية في المتن وبيروت، دون ان يتم بحث هذا الموضوع معه وحتى اعلامه به.
وبحسب المصادر، فان بري وجد في هذا الامر اساءة شخصية له، وانتقاصا من كل المحاولات التي يجريها من اجل الوصول الى حل ما في لبنان.

قوى الامن

وتؤكد المصادر ان الاكثرية ستذهب في هذا الخصوص الى ابعد الحدود، وان مشاكل كثيرة ستصادفها وكذلك ستصادف لبنان، وتضيف:quot;كيف يمكن اجراء انتخابات نيابية فرعية ولبنان يمر باخطر ازماته، وهو حتى الساعة غير مستقر امنيًا؟
كيف يمكن تجنيد قوى الامن لحفظ الامن من اجل السهر على سير انتخابات جيدة، وهذه القوى الامنية منهمكة بما يجري في الشمال في نهر البارد وكذلك ما يتم من تفجيرات في مختلف المناطق اللبنانية؟
واذا اصرت الاكثرية، تضيف المصادر المعارضة، على اجراء الانتخابات الفرعية في بيروت والمتن ووصلت فعلًا الى خواتمها، فان الرئيس نبيه بري سيجد نفسه مضطرًا الى رفض نتائج هذه الانتخابات، وبذلك لن يتمكن النائبان المنتخبان من دخول حرم البرلمان والقيام بمهامهما كما يريدان او يتطلعان الى ذلك.
وبحسب هذه المصادر، فان الانتخابات الفرعية المقرر انشاؤها لن يكون لها مفعول سوى زيادة الشرخ بين قوى الاكثرية وقوى المعارضة في لبنان.
وستجبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري على اتخاذ طرف مع المعارضة واتخاذ قرارات ليست من شيمه او طبيعته في رؤية الامور.
وكذلك سيكون الامر مستحيلًا على القوى المتنافسة في لبنان من قبول دعوة فرنسا التي طرحتها سابقًا للحوار نهاية هذا الشهر.
وتضيف المصادر اخيرًا: هل قرار الاكثرية باجراء انتخابات نيابية فرعية كانت بمحض ارادتها ام ان قوى خارجية ساهمت في هذا القرار؟