بعد التفجير الأمني اللبنانيون يمكثون في منازلهم
الأسواق شبه خالية والتجار يشتكون


ريما زهار من بيروت: أدّت الأحداث الأمنية الأخيرة من مواجهات الجيش في مخيم نهر البارد، كذلك التفجيرات في بعض المناطق اللبنانية إلى تدني الأمل كثيرًا بموسم سياحي بدا واعدًا هذا العام.
وكانت الهيئات الإقتصادية اللبنانية تعمل على إقرار هدنة المئة يوم من أجل تحريك العجلة الإقتصادية بعد الصيف الماضي الذي شهد حربًا على لبنان أتت على موسمه الاقتصادي والسياحي.
وكانت نسبة الحجوزات في الفنادق اللبنانية قد تعدت 20% قبل الأحداث الأخيرة لتعود وتنخفض، مع خوف من تطور الأوضاع في الشمال لتشمل كل المخيمات الفلسطينية في لبنان، لكن يبقى أن أمل اللبنانيين بالحياة ومسيرتهم الدائمة في تخطي الصعوبات، تبقى ربما املاً ضئيلاً في مواجهة من يريدون مرة أخرى إفشال الموسم السياحي في لبنان.
وفي جولة على بعض الأسواق اللبنانية لمعرفة الوضع فيها، خصوصًا أن أسواقًا كثيرة أعلنت قبل موعدها موسم الصولد والاوكازيون بغية جذب من يخاف حتى الآن الذهاب إلى هذه الأسواق.
يقول رئيس جمعية تجار الحدث انطوان عبود، إن الحركة التجارية شبه معدومة، وهناك مؤسسات تقفل أبوابها، وعلى الرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة لا تزال بعض المؤسسات التجارية تفتح أبوابها، ولدى قيامه بزيارة لبعض المؤسسات التجارية، إطلع من أصحابها على أحوالهم الصعبة، وحتى المؤسسات الغذائية باتت تعاني إسوة بالمؤسسات التجارية الأخرى، فلم يعد مطلوب إلا الأساسي من المأكولات، وقال إن هناك خصومات في الحدث، لكن الحركة لا تزال شبه معدومة وأمل أن تتغير الحالة السياسية حتى ينعكس الأمر ايجابًا على الأسواق، وهي أصبحت مختلفة عن السنوات الماضية، وتحدث كذلك عن المؤسسات التي تصرف الموظفين التي كانت قد بدأت بعمليات الصرف منذ قبل الحرب في لبنان وحتى تطال أيضًابعض المؤسسات التي صرفت اعدادًا كبيرة من الموظفين، والأمر سيؤدي الى كارثة اقتصادية كبيرة إذا لم يتفق الأفرقاء فيما بينهم.

مار الياس

بدوره رئيس تجار مار الياس عدنان الفاكهاني، أسف على الحركة المعدومة جدًا في المنطقة وقال إن الاقتصاد يتأثر مباشرة بالسياسة وحتى العرب لم يقصدوا لبنان لأنه لا يتمتع بالأمن، وحتى محلات المأكولات اصبحت الخسارة فيها اليوم 40% ومن كان يشتري عددًا كبيرًا في الماضي من المواد الغذائية كالمربيات اصبح الآن يشتري اللبنة واللبن والمواد الغذائية الضرورية، وحتى الألبسة تعاني من عدم تصريف البضائع، والقطعة التي كانت تقدر بمئة دولار اصبحت تباع اليوم بأقل من رأسمالها. وأضاف أننامقبلون على كارثة اقتصادية فادحة، وتحدث عن الأعداد الكبيرة من الموظفين الذين يصرفون من المحلات التجارية، وهذه الأعداد تهدد بكارثة اجتماعية وإنسانية كبيرة، وتهدد المئات من الموظفين.

الحازمية

رئيس تجار الحازمية جوزف خوري، قال إن الوضع التجاري في البلدة تحت الصفر وقد تأثّر بكل ما يجري، وكل المحلات تأثرت في كل المناطق، ومحلات الالبسة متضررة ايضًا، وبدأت فيها بعض الحسومات. واذا بقينا على هذه الحال، فسنصل الى كارثة اقتصادية. وأضاف:quot;تباحثنا الأمر مع جميع الإقتصاديين ولم نعد نتحمل الخسائر، وهناك محلات خفضت عدد موظفيها ولم تعد تستورد بضائعquot;. ولا حل برأيه سوى تغيير نفسية الناس المحبطة من خلال حلول جذرية.