حملة صحافية ضد وزيرة العدل الفرنسية
نيكولا ساركوزي وزوجته يدافعان عن رشيدة داتي

وزيرة العدل الفرنسية

قصي صالح الدرويش من باريس: بحضورها العيد الوطني الفرنسي اليوم ارتدت رشيدة داتي فستانا أحمر زاهرا مميزا لم تعتد وزيرة العدل ارتداء مثله من قبل. وكأن ابنة البناء المغربي أرادت بذلك أن تكرس كبرياءها ونجاح مهمتها في وقت تتعرض فيه لسلسلة انتقادات عدائية بدأت قبل أيام. سبب حملة الهجوم هذه يعود إلى استقالة ثلاثة من مساعديها الثلاثاء الماضي بحجة أنها متسلطة في قراراتها، لكن أيضا بسبب ما نشر عن مشاكل اثنين من أشقائها مع العدالة حيث سيمثل أخوها جمال 35 عاما يوم 17 الجاري أمام محكمة الاستئناف بتهمة الاتجار بالمخدرات، فيما كان شقيقها الآخر عمر تحت الرقابة القضائية منذ عام 2005 ودائما بتهمة تجارة المخدرات.

ومع أن ملاحقة أخويها تعود إلى مراحل سابقة لاستلامها حقيبة العدالة إلا أن التسريبات الصحافية بهذا الشأن إلى جانب انتقادات مساعديها أحرجت وضعها السياسي والاجتماعي، فهب رئيس الجمهورية لمساندتها وهو يعرف مشاكل أخويها ولم يمنعه ذلك من تقريبها منه والعمل معها كصديقة مقربة، بل وكمتحدثة باسمه أثناء الحملة الانتخابية، قبل أن تكون أول فرنسي من أصول عربية يستلم وزارة حقيقية مهمة كوزارة العدل.

ويعتقد المراقبون بأن تناول مشاكل أخويها الآن بالتحديد ما هو إلا محاولة للمساس بها والضغط على ساركوزي لإبعادها عن هذا المنصب المهم والعودة إلى إعطاء ذوي الأصول المهاجرة مناصب شكلية تزيينية كما كان الحال في وزارات سابقة.

وقد أعلن الرئيس ساركوزي دعمه لرشيدة داتي أثناء زيارته إلى تونس ثم جدد هذا الدعم أمس، منددا بالانتقادات الظالمة والسخيفة التي تتعرض لها ومؤكدا أنه راض عما حققته حتى الآن وأن نجاحها ضرورة لأنه بمثابة رسالة عن إمكانية نجاح كل فرد في فرنسا المتعددة والمتنوعة، مضيفا أن وجودها في هذا المنصب هو تكريم لكل أطفال فرنسا.
من جانبه رأى وزير الدفاع هيرفي ماريون أن الهجوم على وزيرة العدل عبر المزج بين العائلة وعملها الحكومي هو وضاعة مطلقة. لكن الدعم الأقوى للوزيرة المغربية الجزائرية الفرنسية جاء من صديقتها سيسيليا ساركوزي التي دافعت عنها بحماسة كبيرة، مؤكدة في لقاء صحافي أنها quot;أكثر من صديقة، إنها أختي، لن أتخلى عنها أبدا وإني أعرف كل شيء عنها. إن رشيدة من نوع السادةquot;.

كما تلقت الوزيرة الدعم من المنظمات المعادية للعنصرية مثل اس او اس عنصر أو منظمة ليكرا اللتان حيث صدرت عنهما بيانات مفادها أن هدف الحملة هو إسقاط ذات الأصول العربية المسلمة وأن اسمها بحد ذاته يجعل منها ضحية حملة ظالمة.

وتجدر الإشارة إلى أن أباها وأختها وأحد إخوتها قد حضروا قبل أيام إلى مبنى البرلمان الفرنسي لسماعها أثناء قراءة بيانها الوزاري وجلسوا في القاعة المخصصة للزوار. فريدة داتي التي تنتمي إلى عائلة تعد 11 فردا تمكنت عبر ذكائها وقوة شخصيتها أن تشق طريقها في الميدان السياسي رغم صعوبة فتح أبواب هذا الميدان أمام أبناء الأوساط المهاجرة، إلى ان أصبحت رمزا لإمكانية خروج المهاجر الفقير من واقعه المرير.