نظرة من خلف الستار على السعودية (فيديو):
قضايا سعودية حساسة على طاولة quot;فوكس نيوزquot; الأميركية
فهد سعود من الرياض:تشكل الحياة الإجتماعية في السعودية، محور اهتمام كبير لدى الأوساط الإعلامية العالمية، نظرًا لطبيعتها المحافظة، وكثرة القضايا المثارة فيها على الصعيد الاجتماعي والثقافي.
![]() |
آمي كيلوجمراسلة فوكس نيوز على شواطيء جدة غرب السعودية |
أسئلة كثيرة، طرحتها مراسلة قناة quot;فوكس نيوزquot; الأميركية، آمي كيلوج، في زيارتها للمملكة العربية السعودية مؤخرًا. أسئلة تنوّعت واختلفت في صيغتها العامة، ولكنها تتفق في أنها تناقش قضايا اجتماعية ذات أهمية كبرى على مستوى الحياة بشكل عام في السعودية. فقد طرحت قناة فوكس نيوز، قضايا حساسة للنقاش، من نوعية: كيف يتم التعرف بين الشباب والفتيات في السعودية ؟ وكيف يتم التواصل بين الجنسين في ظل قواعد دينية واجتماعية صارمة ؟ كيف يعيش الأثرياء حياة الرفاهية والبذخ وخاصة طبقة رجال الأعمال؟ كيف ينظر الكثير من الناس في السعودية إلى أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر ؟ ولماذا يؤمن عدد كبير منهم بنظرية المؤامرة في تلك الأحداث؟ وكيف هي نظرة قطاع كبير من الشخصيات البارزة في السعودية إلى ( المتشددين دينياً)، ولماذا أصبح انتقاد اتجاه التشدد بارزًا عن ذي قبل ؟ والقضية الأهم... هل هناك سيدات سعوديات لديهن الاستعداد لكسر الحواجز والحدود النمطية لحياة المرأة السعودية ؟
والأسماء التي أجرت quot;فوكس نيوزquot; دردشات قصيرة معها، وتحاورت معها حول ما سبق، لم تكن تحمل فكرًا موحدًا، بل إنها كانت أشبه بكوكتيل من الأفكار والتوجهات، ففي البداية تحدث الشيخ ( محمد النجيمي) عضو مجمع الفقه الإسلامي في السعودية، وقال: إن السعودية ترفض الإرهاب، وإنها من أوائل الدول التي حاربته، وعلى الرغم من أنها تضررت منه كثيرًا، إلا أنها شكلت رجال مناصحة للمتورطين في الإرهاب وذلك حتى تساعدهم وذلك حتى تساعدهم على تغيير أفكارهم المتطرفة والعودة من جديد للاندماج في الحياة العامة. وذكر النجيمي بأنه وجهت له رسائل بالقتل من قبل الإرهابيين حيث انه كان يمثل احد أعضاء لجان المناصحة.
![]() |
الشيخ محمد النجيمي |
كما أجرت القناة حديث مع الدكتورة ( دينا أبو الطيب)، التي تم تصويرها في عيادتها في مدينة جدة غرب السعودية، حيث تفاجأ فريق التصوير الأجنبي، من المستوى المهني والحرفي للمرأة السعودية، حيث كانت عيادتها مليئة بالمرضى، مؤكدين أنهم لم يتوقعوا وجود امرأة بهذا المستوى، تدير عيادة خاصة لها، حيث كانوا يعتقدون أن المرأة السعودية لا تعمل، كما هي الصورة النمطية للمرأة السعودية في الإعلام الغربي وهي عكس ذلك. وذكرت أبو الطيب في حديثها للقناة أنها تعمل في عيادتها من السابعة صباحا حتى السادسة مساء بشكل يومي وان المرأة السعودية تمتلك المؤهلات على أن تكون فاعلة في مجتمعها متى ما أتيحت لها الفرصة.
وفي حديثه للقناة، وجه الشيخ (خالد البراهيم) الذي يعتبر من رجال الأعمال السعوديين الذين درسوا وعاشوا في أميركا، عدة رسائل كثيرة، أولاها أن الإعلام الغربي خصوصا قناة ( فوكس نيوز) دائما ما يركزون على الأشياء السلبية لنا كمسلمين وأنهم لذلك يظهرون المجتمعات العربية على أنها متخلفة، وقال: أنا وجيلي عشنا في أميركا كطلبة علم، ورجال أعمال، ونكن كل الود والحب للشعب الأميركي ونتمنى أن نعيش معهم بحب وسلام، ولا نريد للحروب أن تصل لمنطقتنا.
الدكتور سامي عنقاوي في جدة، تحدث عن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لبابا الفاتيكان، حيث ذكر أن الملك عبدالله اثبت بالدليل وليس بالأقوال إن السعودية تبحث عن الحب والسلام مع كل الشعوب والأديان، وذلك من خلال زيارته للبابا وجولاته الأوروبية والشرق آسيوية. أما خالد المعينة رئيس تحرير جريدة عرب نيوز الصادرة باللغة الانجليزية، فقد تحدث عن قضية فتاة القطيف التي وصلت تداعياتها الى الاعلام الغربي نظراً لأهميتها وللاهتمام الكبير الذي لقيته من قبل الجمهور السعودي والعربي. كما تحدث أيضاً للقناة السيد محمد الشوكاني رئيس تحرير جريدة سعودي جازيت، الذي تمحور حديثه حول الجدل القائم حول إيران وملفها النووي.
كما تحدث للقناة شابين سعوديين هما (عوض أحمد)، وقد كان يحمل التوجه الشبابي المنفتح على الحياة، الباحث عن المتعة والرفاهية، حيث تحدث الشاب عوض عن طرق مغازلة quot; الفتياتquot; من قبل الشباب، والمغامرات التي يعيشونها خلال تلك اللحظات، كما تحدث عن أهمية الإنترنت في حياة الشاب السعوديـ، وكيف أنهم لا يكرهون الشعب الأميركي. بينما على الطرف الآخر حمل الشاب (عثمان البكري) نظرة الشباب المحافظ في السعودية، والذي يرى أن ما حدث في أحداث الحادي عشر من سبتمبر ( أيلول) عام 2001،هي مؤامرة ضد الإسلام من أجل إيجاد الذريعة لمحاربته.
وقد اختارت قناة quot; فوكس نيوزquot; تعبير (نظرة من خلف الستار) مع صورة قناة ملثمة، على تقريرها عن السعودية، لإعطاء معنى مزدوج يوحي بغموض بعض الجوانب الاجتماعية في حياة الشباب والفتيات بالمملكة، مقارنة مع نظرائهم في العالم، وربما تم استخدام التعبير لإعطاء رمزية ودلالة مباشرة على ارتداء النقاب بشكل واسع من جانب الفتيات في المملكة، وبالتالي كيف يمكن لأي شخص أن يخترق هذا الحاجز ويعرف طريقة التفكير السائدة، والأهم كيف يتواصل الجنسين في ظل هذه القيود، ولكن الوسائل التكنولوجية ساهمت في تحطيم الكثير من الحواجز والممنوعات.
مراسلة الفوكس نيوز في الرياض (آمي كيلوج) قامت بإعداد مجموعة من المقابلات السريعة (مقاطع فيديو صغيرة) في العاصمة السعودية الرياض واستمعت إلى ما يمكن تسميته بالقصص النادرة التي تعبر عن الأوضاع الاجتماعية في المملكة، ذات الخط المحافظ.
نشرات فوكس نيوز:
المقطع الأول: الرومانسية وعلاقات الجنسين في مجتمع مغلق... كيف ؟؟؟
قامت مراسلة الفوكس نيوز بتصوير مجموعة من الشباب في أحد شوارع الرياض أثناء ملاحقتهم للفتيات باستخدام الوسائل الأكثر فعالية وأمان مثل البلوتوث، وكذلك استخدام الانترنت والمواقع التي تحقق هذا التواصل مثل (face book) وقد استقلت المراسلة السيارة مع أحد الشباب (حمد) الذي بدأ يشرح لها طريقته الخاصة في تعقب الفتيات وفتح قنوات تعارف واتصال معهم من خلال البلوتوث والوسائل التقنية التي تفوقت على مراقبة رجال (الهيئة) أو ما أطلقت عليهم المراسلة (موطاوا) أي المطوع ..!!
المقطع الثاني: نظرة قريبة من أسلوب حياة رجل أعمال سعودي وكيف يعيش في ظل امتلاكه ثروة هائلة.
المقطع الثالث : كثير من الناس في السعودية يؤمنون بنظرية المؤامرة في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأنها أحدثا ملفقة وليست كما صورها الإعلام .
المقطع الرابع: سعودي بارز يتحدث حول المتطرفين وينتقد توجهاتهم.
المقطع الخامس: امرأة سعودية تحاول كسر الحواجز والحدود النمطية المقروضة على المرأة السعودية.
هل السعودية مملكة الجنة ؟
بعض قراء فوكس نيوز في أميركا، هاجموا طاقم القناة، لأنه تحدث عن السعودية بهذا الشكل quot; الإيجابيquot;، مستغربين هذا التغيّر في نهج القناة التي كانت حتى وقت قريب مضى تهاجم السعودية وتعتبرها البلد quot;المصدر للإرهابquot; وقال أحدهم في تعليقه على مقاطع الفيديو للحوارات التي أجرتها القناة في السعودية : هل السعودية مملكة الجنة أو المملكة السعيدة حتى تتحدث عنها فوكس بهذا الشكل؟
فيما بعضهم الآخر اعتبر قناة فوكس من خلال التحقيقات التي أجرتها في السعودية أنها تروج للسعودية وأنها أصبحت منحازة لها بشكل غريب. وبين هذا وذاك، لا شك أن السعودية استطاعت أن تفرض احترامها على الإعلام الغربي من خلال التعاون الكبير الذي تقدمه وزارة الإعلام السعودية للإعلام الغربي بشتى وسائلة، والذي قد يصل أحيانًا إلى تهميش بعض وسائل الإعلام المحلية من أجل ألا يواجه الإعلام الأجنبي أي مشاكل في تأدية مهامه هنا بشكل سليم، كما حدث في مؤتمر أوبك الذي عقد قبل شهرين في العاصمة السعودية الرياض.
مقاطع الفيديو :
التعليقات