دلشاد عبد الرحمن وزير التربية في حكومة كردستان لquot;إيلافquot;:
نرسخ بطلبتنا الإنتماء للعراق ونستوعب 15 ألف طالب نازح

أسامة مهدي من لندن: قال وزير التربية في حكومة إقليم كردستان الدكتور دلشاد عبد الرحمن أن الوزارة قد غيرت المناهج التدريسية في مدارس الإقليم وهي تركز جهودها حاليا على إدخال التعليم بالوسائل الإلكترونية إليها وأشار إلى أنه تم لحد الآن تأسيس 25 مدرسة عربية إبتدائية وثانونية تستوعب 15 ألف تلميذ و650 معلما ومدرسا نزحوا إلى الإقليم من مناطق البلاد الأخرى وأكد أن ذلك يضيف أعباء جديدة على كاهل ميزانية الوزارة البالغة مليار دولار. وقال الوزير الكردستاني في مقابلة مع quot;إيلافquot; في لندن اليوم على هامش مشاركته في مؤتمر علمي حول التعليم بالوسائل التكنولوجية يحضره وزراء تربية مختلف دول العالم أن واقع التربية في كردستان مؤلم لأن النظام السابق قد هدم خلال عمليات الأنفال العسكرية ضد الأكراد أواخر ثمانينات القرن الماضي القرى والمدن الكردية بما فيها من المدارس. وأضاف أنه نتيجة لذلك فقد واجهت السلطات بعد الإنتفاضة الشعبية عام 1990 ضد النظام السابق مشاكل صعبة في مهمة استمرار العملية التدريسية والتربوية. وأشار إلى أنه بعد تشكيل الحكومة والبرلمان في كردستان إثر انتخابات عام 1992 تشكلت أول وزارة للتعليم عكفت على إصلاح العملية التعليمية لكن هذا لم يتحقق بسبب صعوبات كبيرة إدارية وأمنية. وأوضح الوزير أنه بعد استقرار الأوضاع في الإقليم فقد بدأت السلطات فيها تغيير مناهج التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية التي كانت من إعداد سلطات النظام السابق لأنها كانت تتضمن أفكارا وتوجهات شوفينية عدوانية ولا تتضمن أسسا لحقوق الإنسان أو للمساواة بين القوميات.

تغييرات شاملة للمناهج التعليمية

واضاف الوزير ان هذه العملية استمرت بعد تشكيل حكومة اقليم كردستان الموحدة في ايار (مايو) عام 2006 فبدأت وزارة التربية تغييرات شاملة في النظام التربوي. واوضح ان المناهج الدراسية الجديدة تمت المباشرة بوضعها لتتماشى مع برامج حكومة الاقليم الموحدة والتركيز على بناء جيل مؤمن بحقوق الانسان والديمقراطية مسلح بعلوم تربوية حديثة تتماشى مع التطورات المعرفية الحاصلة في العالم. واوضح ان سلطات الاقليم عقدت مؤتمرا عاما قبل اشهر لتحقيق ذلك استمر الاعداد له تسعة اشهر وشارك فيه خبراء تربويون من داخل الاقليم وخارجه حيث توصل الى توصيات رفعت الى رئاسة الحكومة التي شكلت لجنة لمتابعتها وتنفيذها بهدف اجراء تغييرات شاملة في النظام التربوي في الاقليم.

وقال ان من هذه المتغيرات التي بدأت وزارة التربية تنفيذها إلغاء الامتحان الوزاري للسنة السادسة الابتدائية ودمج المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بمرحلة واحدة تنتهي بالصف السادس. كما تم رفع سن التعليم الالزامي في مدارس الاقليم من ست الى تسع سنوات لتقليل تسرب الاطفال وخاصة البنات. وكذلك تم إلغاء الرسوب في السنوات الثلاث الاولى من الدراسة الابتدائية. واضافة لذلك فقد تم البدء بتدريس اللغة الانكليزية من السنة الاولى الابتدائية بدلا من الخامسة كما كان معمولا به ولا يزال في مدارس العراق الاخرى. واوضح انه في هذا الامر فقد تم الاتفاق مع مؤسسة ماكميلان البريطانية لتأليف كتب لدراسة الانكليزية تناسب طلبة الاقليم. واضاف ان وزارة تربية الاقليم اتفقت مع شركة بريطانية اميركية لبنانية لتأليف كتب خاصة بالعلوم والرياضيات تتم ترجمتها الى الكردية وطبعها في لبنان. واشار الى ان مدارس الاقليم تدرس اللغتين التركمانية والاشورية في مدارس القوميتين. وقال ان هناك مدارس تدرس اللغتين الفرنسية والالمانية ولكن بشكل محدود.

نقص في أبنية المدارس

واضاف دلشاد عبد الرحمن ان وزارة التربية في الاقليم تعاني نقصا حادا في الابنية المدرسية بسبب تهديم النظام السابق لعدد كبير منها. وقال ان السلطات تبذل جهودا منذ العام 1991 لاعادة بنائها مشيرا الى ان الاقليم بحاجة الان الى بناء الف مدرسة جديدة. واوضح ان هناك خطة ثلاثية لبناء اعداد كافية من المدارس موضحا ان المساعدات الدولية للاقليم في هذا المجال ضعيفة عدا 70 مدرسة بنتها كوريا الجنوبية. اكد الوزير العزم على نشر استخدام الحاسوب في المدارس الكردستانية مشيرا الى افتتاح 5 معاهد لإعداد معلمين ومدرسين لتدريب الطلبة على استخدامه وذلك بالاتفاق مع مؤسسة نمساوية مختصة بشؤون التعليم بالحاسوب . وقال ان هناك مادة عن استخدام الحاسوب تدرس في مدارس الاقليم المتوسطة والثانوية اضافة الى مختبرات الحاسوب الموجود في هذه المدارس. واشار الى ان خطط وزارة التربية تتركز حاليا على ادخال عملية الصبورة الالكترونية (البورد) لتعليم الطلاب مواكبة مع التطور التعليمي والتربوي الحديث الحاصل في العالم من خلال استخدام التكنولوجيا في تنشيط العملية التربوية.

مناهج التدريس تؤكد وحدة العراق وأن الاكراد جزء منه

وعما اذا كانت المناهج التدريسية في الاقليم تختلف عن مثيلاتها في أنحاء العراق الاخرى اشار الوزير دلشاد عبد الرحمن الى انها مختلفة فعلا لان المناهج العراقية خارج الاقليم قديمة وموروثة من عقد العشرينات للقرن الماضي ولم يحصل فيها اي تغيير الا ما قام به النظام السابق ولكن بشكل يخدم توجهاته الفكرية والسياسية. واكد انه من الاهمية بمكان حاليا تغيير المناهج التربوية العراقية وطريقة التدريس من خلال التعامل مع الطلاب والبيئة المدرسية ومناهجها. وعن طبيعة مواد التربية المدنية التي يتلقاها الطلاب والتوجهات التي تتضمنها حول علاقة الاكراد ببلدهم العراق اكد الوزير الكردستاني ان المناهج الدراسية في الاقليم حاليا تربي النشء الجديد على انه جزء من الوطن العراقي على اساس العيش مع بقية المواطنين على قدم المساواة. كما تشير الى ان العراق بلد موحد وان الاكراد جزء منه ويحق لهم ممارسة حقوقهم القومية والثقافية وان الفيدرالية هي الحل للحقوق القومية لمختلف مكونات الشعب العراقي.

واوضح ان هذه المناهج تؤكد كذلك احترام السيادة الوطنية للعراق وضرورة التعايش مع بقية القوميات الاخرى والالتزام بحقوق الانسان وعدم التفريق بين العراقيين على اسس قومية او دينية او مذهبية وعلى العكس من ذلك التركيز على التعايش والتسامح. ونفى الوزير الكردستاني بشدة ان تكون المناهج الدراسية في الاقليم تتضمن توجهات او مفاهيم انفصالية.. وقال انه على العكس من ذلك ان هذه المناهج ترسخ في عقول طلاب الاقليم ان من مصلحة الاكراد البقاء في العراق الديمقراطي الفيدرالي الذي يضمن الاختيارات الحرة لمكوناته.

الطلبة والمعلمون النازحون ومدارسهم في الاقليم

وعن الطلبة والمدرسين النازحين الى الاقليم من مناطق العراق الاخرى التي تعاني وضعا امنيا صعبا اشار وزير تربية كردستان الى ان هناك الان في الاقليم 15 الف طالب اسست لهم سلطات الاقليم 25 مدرسة عربية يقوم بها حوالى 650 من من المعلمين والنازحين ايضا الذين تقوم الوزارة بدفع مرتباتهم التي ترفض دفعها الحكومة المركزية. وقال انه على الرغم الذي يشكله هذا من عبء على ميزانية الاقليم الا انه شدد على ان حكومة الاقليم لايمكن ان تتخلى عن الاهل في العراق . واشار الى ان ميزانية وزارة التربية تشكل نسبة 18% من مجموع ميزانية الاقليم العامة حيث خصص للوزارة مليار دولار منها. واشار الى انه لتطوير العملية التربوية في الاقليم فقد تم فتح معاهد لاعداد المعلمين والمدرسين في الرياضة والفنون واستخدام الحاسوب .. اضافة الى معاهد لتدريب المعلمين وابقائهم على اتصال مع اخر التطورات الحاصلة في العملية التربوية في العالم . واوضح انه تم ايضا إنشاء مدرستين نموذجتين في اربيل والسليمانية تضم الواحدة منهما 10 طلاب من النابغين الذين يتلقون دروسا خاصة تنمي قابلياتهم وتعدهم ليكونوا علماء المستقبل.

مؤتمر لندن لاستخدام التكنولوجيا في التعليم

وحول المؤتمر الذي يشارك فيه في لندن حاليا قال دلشاد عبد الرحمن وزير التربية في اقليم كردستان ان هذا المؤتمر وزاري عالمي حول استخدام التكنولوجيا في مجال التربية . واشار الى ان المملكة المتحدة تنظم هذا المؤتمر منذ خمس سنوات بمشاركة وزراء التربية من مختلف دول العالم . وقال ان وزارة تربية كردستان تشارك فيه للعام الثاني على التوالي هادفة من ذلك التعرق على احدث الاساليب في استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعليم النشء الجديد . واشار الى انه فقد اجتماعات عدة مع نظرائه في الدول الاخرى المشاركة ومع مسؤولي الشركات والمؤسسات المختصة في هذا المجال . واكد اهتمام حكومة كردستان بتطوير العملية التربوية في الاقليم على احدث السبل وصولا الى مجتمع متقدم وراق لضمان مستقبل افضل للاجيال الناشئة.