رغم المراجعات ما زالت التنظيمات السرية حية في مصر
تنظيم جهادي يضم مصريين وسوريًا للقتال في العراق

نبيل شرف الدين من القاهرة: تواصل نيابة أمن الدولة العليا في مصر، تحقيقاتها مع أعضاء تنظيم متطرف جديد، يتبنى أفكار السلفية الجهادية، ويقوده عدد من المصريين وطالب سوري يدرس في مصر، حيث يواجهون عدة إتهامات منها التخطيط والتحريض على السفر إلى العراق وأفغانستان للقتال ضد القوات الأجنبية هناك. وقال مصدر قضائي إن طالبين مصريين وآخر سوري يدعى إبراهيم محمود، أحيلوا على نيابة أمن الدولة العليا التي بدأت التحقيق معهم بتهمة الانضمام الى تنظيم غير مشروع يتبنى أفكار السلفية الجهادية، ويهدف إلى قلب نظام الحكم، لافتًا إلى أن الموقوفين يدرسون في ثلاث جامعات مصرية هي الإسكندرية وكفر الشيخ والمنوفية في دلتا مصر.

وكان جهاز مباحث أمن الدولة في مصر قد ألقى القبض على هؤلاء المتهمين، وقد ورد في محضر تحريات الأمن أنهم كانوا يستخدمون شبكة الإنترنت في استقطاب وتجنيد الشباب، وتحريضهم على السفر للقتال وارتكاب أعمال العنف في الدول التي تشهد حروبًا مثل العراق وأفغانستان. ووجهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهمين عدة اتهامات منها تأسيس جماعة إرهابية أسست خلافًا لأحكام الدستور والقانون، والإعداد والتخطيط للقيام بعمليات في الخارج، من شأنها الإضرار بمصالح مصر العليا. كما سبق أن كشفت أجهزة الأمن المصرية عن العديد من العناصر المتطرفة من المصريين وجنسيات أخرى مختلفة، وأتهموا بتأسيس تنظيمات سرية، والتقت أفكارهم على ما اعتبروه جهادًا في الداخل والخارج لما أسموه quot;نصرة المسلمينquot;، كما استقطبوا عناصر من الشباب وطلاب الجامعات للانضمام إليهم.

جهاديون جدد

وهذه الجماعة أو المجموعة الجديدة ليست الأولى من نوعها، على الرغم من إعلان المنظمات الراديكالية القديمة تراجعها عن العنف كالجماعة الإسلامية أو تنظيم الجهاد، فقد سبق أن ألقت أجهزة الأمن القبض على مجموعة بتهمة الترويج والدعوة لفكر تنظيم الجهاد، بعد ما اصطلح على تسميته بالمراجعات الفقهية، وإعلان قادة الجماعات تخليهم عن الأفكار التي دعت إلى الصراع المسلح ضد النظام والإفراج عن الكثير من عناصرها المعتقلي في السجون.

وكشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا حسب القضية رقم (745 حصر أمن دولة عليا) أن المجموعة يقودها المدعو ناصر عنتر محمود الذي نجح في الهروب إلى السعودية، وتم إلقاء القبض عليه وترحيله للقاهرة والمتهم الثاني يدعى عمرو سمير عزت إضافة إلى آخرين، وتضمنت التحقيقات اتهام قائد المجموعة بأنه على علاقة بأحد العناصر المطلوبة بالسعودية لتسهيل السفر إلى العراق . كما تضمن المحضر مجموعة من الأوراق تبدأ بشكر أسامة بن لادن على جهاده ضد الأعداء ومعلومات استخباراتية عن المخابرات الباكستانية وكيفية التعامل مع أجهزة المخابرات الدولية، وعلاقة عناصر تنظيم quot;القاعدةquot; بأجهزة المخابرات الباكستانية، إضافة لأوراق توضح صناعة وتركيب المتفجرات وكيفية استعمالها، وأساليب الاتصال بأعضاء تنظيم القاعدة ومنتديات الجهاد وغيرها من الأوراق التنظيمية .

وخلال العام الماضي ألقت أجهزة الأمن المصرية أيضًا القبض على 35 فردًا بتهمة الانتماء والتواصل مع القاعدة، وقد كشفت تحقيقات النيابة حسب القضية 528 لسنة 2007 حصر أمن دولة عليا والتي جرت أحداثها بمحافظة بني سويف في صعيد مصر، أن المجموعة التي تم القبض عليها، يقودها شخص يدعى محمد عبد الحميد المهدي، وقد سعت إلى الترويج لأفكار quot;القاعدةquot; داخل المجتمع من تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، والقيام بأعمال عدائية ضد السائحين وتكفير الأقباط، والتحريض ضدهم، والاتصال بالجبهة الإسلامية للجهاد ضد الأميركيين، والاشتراك في بعض المواقع على شبكة الإنترنت من خلال أسماء مستعارة كموقع الحسبة التابع لتنظيم القاعدة وتلقي تكليفات من قيادات خارجية ومتابعة المواقع الخاصة بالتدريبات العسكرية لعناصر التنظيم ببلاد الرافدين وأفغانستان، كما شملت أحراز القضية شيكات خاصة بالتنظيم من مصادر مجهولة .