حكيم متأخر.. علاوي والباججي والمطلق مجرد أسماء على ورق
برلمان (العراق) ... أم برلمان (لم يحضر أحد)!
زيد بنيامين من دبي: محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي يقرأ اسماء 275 شخص انتخبهم العراقيون ولكنهم لم يحضروا الى جلسة البرلمان ... مشهد بات معتاداً في العراق .. فالمشهداني يريد ان يحسسهم بالعار من عدم الحضور بقرأ اسمائهم على الملئ. quot; اياد علاوي، رئيس وزراء العراق السابق؟ اين هو .. غائب.. انه يعيش ما بين عمان ولندن quot; ... يصيح المشهداني، يلي ذلك quot; عدنان الباججي، رجل الدبلوماسية العراقية العتيد.. ليس هنا، انه في ابوظبي quot;.. العديد من الاعضاء يغيبون عن جلسات البرلمان كصالح المطلق أحد أبرز السياسين السنة في العراق بالاضافة الى العديد من السياسين الشيعة والاكراد، يضاف اليهم مثلا اياد السامرائي رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي الذي دفع غيابه رئيس البرلمان محمود المشهداني للتساؤل quot; متى سيعود؟ بعد ان نقر الميزانية!quot;... كان رئيس البرلمان (يمزح) بخصوص غياب اعضاء برلمانه الامر الذي فجر الضحك بين الاعضاء الحاضرين.
البرلمان العراقي في الشهور الاخيرة بات عبارة عن برلمان اشباح او برلمان (محلك سر) ربما يعيد الذكريات الى البرلمان العراقي ايام الرئيس العراقي السابق صدام حسين حيث كان الجميع يحضر وكان عليه فقط ان يهز رأسه او يتخذ قرار بالاجماع في الاوقات الصعبة (باسم الشعب)، لكن الامر اختلف كما ترى الاسوشييتد بريس، فالبرلمان العراقي (تجمد) ولا يصل عدد اعضاءه في احسن الاحوال 65 عضواً فيما تصل الفوائد التي يجنبيها اعضاء البرلمان من رواتب ومخصصات شهريا مبلغ 120 الف دولار تدفع من جيوب الفقراء العراقيين.
احد الاسباب الاهم لهذا الغياب هو الامن، ولكن بعض المسؤولين العراقيين يقولون ان اعضاء البرلمان الغائبين قد فقدوا الايمان بتغيير الوضع في العراق في ظل هذه الديمقراطية الزجاجية والفوضى في جلسات البرلمان التي اصبحت وصفاً ينطبق على جلساته.
ومثل هذا الغياب عطل عمل البرلمان وتسبب في تعطيل العديد من القوانين التي تنتظرها البلاد منها قانون النفط فيما يغيب اعضاء اللجان الامر الذي يعني ان القوانين الخاصة بالميزانية او الانتخابات الاقليمية الخاصة بالمحافظات ، والتغيرات الخاصة بالدستور تأخذ وقت اطول لحين اقرارها، مناقشتها او حتى كتابتها في هذه اللجان بسبب غياب اعضاءها فيما يعلق الامريكيون الامل على هذا البرلمان لاصلاح الوضع السياسي في العراق وتحقيق المصالحة الوطنية وهو امر بعيد المنال بل لم يحدث اي منه حتى الان.
ويبدو ان المشهداني قد فقد صبره اخيراً quot;سنقوم بتغريم كل عضو متغيب مبلغ 400 دولار لاي جلسة يغيب عنها واستبدال المتغيب في حال سجل عدم حضوره في عدد معين متتالي من الجلساتquot; على حد وصف رئيس البرلمان العراقي.
يقول بعض السياسيون العراقيون ان البرلمان العراقي فقد منذ مدة قدرة التأثير على المشهد السياسي العراقي وهو الامر الذي تسبب بغياب معظم اعضاء البرلمان، فالامن وهو اهم ملف في العراق الان يتم التحكم به من قبل الولايات المتحدة ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ... الانفجارات تتوالى في بغداد، الموصل، والمواجهات تتجدد في الناصرية والبصرة والبرلمان ليس له يد في ايقاف ما يحدث..
يعلق الدكتور عدنان الباججي بالقول عبر مكالمة تلفونية من ابوظبي quot;الناس يائسون، لايوجد اي تطور على الصعيد الامني، الحكومة تبدو عاجزة عن عمل اي شي سوى اعطاء المزيد من الوعود!quot;
الدستور العراقي يمنح البرلمان العديد من الصلاحيات فهو المشرع الوحيد في البلاد ولكن الانقسام الطائفي الذي عصف بالعراق خلال السنتين الاخيرتين خصوصاً تسبب في ان تصل المناقشات في مختلف المواضيع الى طريق مسدود، فالسنة والشيعة في البرلمان العراقي يتنافسون على التخريب على بعضهم البعض في الوصول الى حل من اجل انهاء العنف الطائفي لانهم ببساطة ... ينتمون الى مجموعات مشاركة في هذا العنف.. او اي قضية اخرى يجري مناقشتها في هذا البرلمان.
يقول المشهداني quot;يمثل البرلمانيون قلب العملية السياسية في العراق، انهم مركز اي شي يدور في البلد، فاذا كان القلب لا يعمل، فان الكل يفشلquot;..
تمر عدة اشهر قبل ان يستطيع البرلمان العراقي الحصول على اغلبية 50% + 1 من اجل تمرير قوانين البلاد وهو امر ربما تحقق بسبب عودة ممثلي الكتلة الصدرية البالغ عددهم 30 عضواً واللذين كانوا قد قاطعوا البرلمان لشهرين تقريباً وهو امر قلل من اعداد اعضاء البرلمان.
الموضوع لا يتوقف عند هذا الحال.. فعبد العزيز الحكيم مثلا وهو رئيس المجلس السياسي للثورة الاسلامية في العراق يصل الى البرلمان متأخراً كعادته.. حيث يكون قد سجل غائباً في اغلب محاضر الجلسات ، ويقضي دقائق عديدة يحيي فيها زملائه ويلوح للعدد الاخر بيده ... ربما لم يرى الحكيم بعض اللذين يلوح له بيدهم منذ اشهر..
القائمون على البرلمان العراقي يرفضون تزويد لوائح بالحاضرين للبرلمان للصحافة ، ويكتفون بالقول ان البرلمانيين يتغيبون من كل المناطق وكل الطوائف عن جلسات البرلمان. تبلغ رواتب البرلمانيين العراقيين 10 الاف دولار بضمنها الفوائد والمخصصات ومن بينها اموال للحراسات التي يأتون بها الى البرلمان، واللائحة التي يقرئها المشهداني تضم اسماء سنة وشيعة واكراد ومسيحيين وتركمان بعضم من بغداد ويسكنون بالقرب من البرلمان العراقي حتى..
على البرلمانيين الوصول الى فندق الرشيد وسط بغداد (في المنطقة الخضراء) من اجل عقد جلساتهم ، وقبل الوصول الى قاعة المؤتمرات في الفندق عليهم المرور من نقطتي تفتيش ، المكان يوفر الامان الكافي لهم جميعاً والطعام الذي يقدم لهم جيد ايضاً.. العديد من البرلمانيين يقولون انهم لم يتخيلوا ان تكون المهمة على هذا النحو .. لقد خابت امالهم.. يقول محمد الاحمداوي النائب عن حزب الفضيلة quot;العديد منهم (البرلمانيون) هنا من اجل اللعبة السياسية، من اجل المظاهر، والحصول على المال، الامر مثير للغضب والاستياء، نريد من الاعضاء ان يحضروا، من اجل تمشية الامور في البلاد، خصوصا في هذا الوقت الحساسquot; ..
6 من 25 هم ممثلوا حزب اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق يحضرون الاجتماعات فيما يتنقل زعيمهم بين المنافي في عمان ولندن من اجل الحصول على دعم لكي يعود الى الحكومة ... السيد عدنان الباججي الذي تجاوز عمره الثمانين ترك العراق منذ عدة اشهر لان زوجته بحاجة الى عملية في القلب ولا يعتقد انها ستنجوا لو اجرت العملية في بغداد ويأمل بالعودة في خلال الاسابيع القليلة المقبلة ولكن يقر quot;يجب ان تكون هناك، لا احد يكون عضوا في البرلمان ويعيش في الخارج!quot; ..
الباججي يعتقد ان كون الانسان شخصية عامة... فقد جعل الامور اصعب بالنسبة له سواء بالوصول الى الحكم او البرلمان، فالباججي يستعين بـ 40 رجل امن من اجل حمايته في العراق، فيما يقوم البرلمان العراقي بدفع مصاريف 20 منهم فقط.. quot;لدي الحمايةquot; يقول الباججي الذي يضيف quot;لكن الحماية غير فعالة لنا بعد الان، مستوى العنف في البلاد اصبح لايطاقquot;..
عدنان الدليمي وهو سياسي عراقي اخر واحد برلمانيي العراق عن السنة يصف الوضع بكلمات بسيطة quot;اذا كان الاعضاء يشعرون ان الامر لم يعد له قيمة، فليستقيل.. عليه ان يفعل ذلكquot;. محمود المشهداني يحذر بان قراءة اسماء المتغيبين عن جلسات البرلمان ما هي سوى خطوة اولى لاشهارهم علنا تليها خطوات لن تقل في جديتها عن هذه .. فهل تنفع الخطوة الاولى..
التعليقات