صحف ألمانيا تتفاعل مع الغارة الأميركية بينما حكومتها صامته
بوش يودع سوريا بطريقته الخاصة...ولكن هل يبتلع الأسد كبرياءه؟
دويتش زيتونج ... هل يبتلع الأسد كبرياءه ؟
صحيفة اليسار المعتدل quot;سد دويتش زيتونجquot; قالت ... قد تكون الغارة الأميركية على الحدود السورية إنذارًا سياسيًا واضحًا، ولكن السؤال الآن هو: كيف سيكون رد الفعل السوري؟ بالنسبة إلى الرئيس الأسد فإن ما قامت به أميركا يعد إهانة حيث انتهكت القوات الأميركية حدود وسيادة دولته، ولم يقتل فقط الإرهابيين المزعومين ولكن قتل أيضا مدنيين أبرياء. إن الحقيقة هي أن الجيش السوري ضعيف العتاد لا يمكنه أن يرد على العملية الأميركية. وكما هو واضح فإنه على الأسد أن يبتلع كبرياءه وأن يزيد من جهوده لإبعاد المقاتلين المتسللين من على حدوده. ولكن أيضًا من الممكن أن يقوم بالعكس ويزيد من اشتعال التوترات العراقية ويرفع وتيرتها على العكس مما أراد الأميركيون تحقيقه تمامًا، وإلى الآن لا أحد يعلم ماذا سيفعل الأسد وأعوانه في دمشق..!
شبيغل ... ومعالجة كلاسيكية للحدث
بدورها كانت quot;شبيغلquot; في الطليعة وقالت إن الولايات المتحدة أعلنت أن غارتها على الحدود السورية مع العراق قد أدت إلى مقتل إرهابي خطير. ومازالت ردود الفعل العالمية تتصاعد وهناك انتقادات واسعة لما قامت به الولايات المتحدة على الحدود السورية. وبينما التزمت الحكومة الألمانية الصمت، لم يصمت معلقو وسائل الإعلام الألمانية، ولم يتحرجوا من نقد ولوم الولايات المتحدة على ما قامت به تجاه سوريا. وبعد حملتها على الحدود السورية مع العراق يوم الأحد الماضي، ردت الولايات المتحدة على الغضب والذهول العالمي بقولها أن حملتها استهدفت عضوا بارزا في تنظيم القاعدة مسؤول عن عمليات تهريب العناصر الارهابية إلى داخل العراق عن طريق الحدود السورية العراقية.
وفي باريس، أصدر مكتب الرئيس الفرنسي ساركوزي بيانا يوم الاثنين عبر فيه عن قلقه الشديد داعيا إلى احترام سيادة الدول. كما قال مسؤول السياسية الخارجية للإتحاد الأوروبي خافيير سولانا، بأنه يأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها سريعًا. أما وزراء خارجية كل من الصين وروسيا فقد ركزا انتقاداتهما على العنف الذي قامت به الولايات المتحدة داخل الاراضي السورية. وقد ذكر مسؤول أميركي رفيع المستوى لوكالة الآسوشيتدبرس يوم الاثنين أن تلك الغارة العسكرية قد استهدفت وقتلت عضو في تنظيم القاعدة.
ووفق ما ذكره مسؤول رسمي، فإن قرار القيام بتلك الغارة قد جاء بعد أن تسلمت مصادر الاستخبارات الأميركية تقارير تفيد أن (أبو غاديه) كان يخطط للقيام بهجوم وشيك في العراق. وكانت هناك تقارير مشابهة وصلت إلى الاستخبارات الأميركية في الربيع الماضي، ولكنها لم تؤخذ مأخذ الجد وقد حدث فعلاً بعدها هجوم بالعراق عبر المنطقة الحدودية التي شنت عليها الغارة يوم الأحد الماضي. وإن هجوم فصل الربيع والذي أدى إلى وفاة أحد عشر شرطيًا عراقيًا، يعتقد أنه تم تنفيذه تحت قيادة المسمى أبو غاديه شخصيًا. وكانت البرقية التي وصلت إلى الاستخبارات تفيد أن هناك هجومًا وشيكًا وحددت مكانه بالضبط.
وقد جاء رد وزير خارجية سوريا وليد المعلم يوم الاثنين على ما حدث لسوريا واصفا إياه على أنه اعتداء إرهابي وإجرامي مهددا بالرد الانتقامي إذا تم انتهاك حدود بلاده ثانية، ومعلنا أنهم سوف يدافعون عن أراضيهم. وفي نفس الوقت استخدم المعلم الحدث من أجل التعبير عن غضب بلاده من رئيس الولايات المتحدة جورج دبليو بوش ومن نظرته التي ينظر بها للحقبة التي ستأتي بعده، حيث وصف المعلم الإدارة الأميركية الحالية بأنها جاهلة، وذلك أثناء حديثه للمراسلين الصحفيين في لندن يوم الاثنين الماضي وفق ما ذكرته وكالة رويترز. حيث أضاف المعلم بأنه لن يضيع وقته مع هذه الإدارة.
ووفقًا لرؤية quot;شبيغلquot; فإن تلك الغارة العسكرية الأميركية وضعت الحكومة العراقية في مأزق صعب. وفي رد فعل على الغارة، أعلن المتحدث الرسمي للحكومة العراقية للمراسلين يوم الثلاثاء بأنه يرفض قصف الطائرات الأميركية للمناطق السورية. وفي ألمانيا، لم تكن هناك ردود فعل واضحة معلنة على تلك الغارة الأميركية على سوريا. فلم تصدر أية تصريحات لا عن رئيسة الحكومة آنجيلا ميركل ولا عن وزير الخارجية فرانك والتر، بشأن الغارة. فيما عدا بعض المعلقين في وسائل الإعلام الألمانية الذين انتقدوا الغارة يوم الثلاثاء.
دي تاجتزيتونج ... لماذا الآن ؟ هل هو وداع بوش لسوريا !
من جانبها قالت صحيفة quot;دي تاجزيتونجquot; سواء أكانت غارة الولايات المتحدة على سوريا هي من قبيل التخويف أم لا، فمازال هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا الآن؟ فلا أحد يمكنه أن ينكر بأنه كانت هناك مشكلة استمرت لسنوات مع تدفق الجهاديين إلى سوريا من جميع أنحاء العالم العربي وتسللهم إلى العراق. ولكن الحقيقة هي أنه في فصل الصيف، كان الأميركيون أنفسهم هم الذين أعلنوا عن ارتياحهم من أن عمليات تسلل الجهاديين في عام 2008 إلى العراق قد انخفضت بنسبة 50 بالمائة. وأن السوريين قد أصبحوا أكثر وعيا بخطورة أولئك الأشرار عليهم أنفسهم وكيف أنهم سينقلبون ضدهم. ففي الشهر الماضي، كان هناك هجوما نفذه تنظيم القاعدة في دمشق يؤكد هذا الدرس فعلا. ولهذا أصبح السوريون مهتمين بشكل أكبر بتشديد الحراسة على حدودهم مع العراق. لهذا فالسؤال هو لماذا هذا الاعتداء الأميركي على سوريا إذن؟ هل هذه هي طريقة إدارة بوش في وداع سوريا؟
إن الحقيقة هي أن ما حدث وبخاصة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية بأيام قلائل يعد شيئا مقلقا إلى حد ما. فإن إطلاق عملية مثل هذه لا يمكن أن يكون من تقدير القيادة المحلية. فلابد وأن تحصل على موافقة من على أعلى المستويات. فإطلاق غارة على الحدود السورية لا يتماشى مع اتجاه الأوروبيين الذين عملوا لشهور من أجل تقوية الروابط مع السياسيين السوريين وتشجيعهم على إتباع سياسات بناءة أكثر.
التعليقات