الرئيس الموريتاني الأسبق علي ولد محمد فال في حديث لـquot;إيلافquot;
- الشعوب العربية لها من الثقافة والوعي لحياة ديمقراطية
- أنا متفائل لمستقبل الإتحاد المغاربي والجامعة العربية ليس بإمكانها أن تفعل أكثر
- مقولة صراع الحضارات أكذوبة لا سند لها في التاريخ
- رسالتي إلى الشباب العربي : الحل في بلدانكم وليس في أوروبا أو أميركا
علي إبراهيم من تونس : وسط تفاعلات الواقع السياسي الموريتاني كان لنا لقاء برئيسه الأسبق علي ولد محمد فال خلال ندوة دولية نظمها التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) بتونس العاصمة تناولت موضوع المشاركة السياسية في عالم متغير وقدم خلالها محاضرة تناولت مفهوم المشاركة السياسية وحضورها في بلداننا عبر التاريخ خلص خلالها محمد فال إلى التأكيد على أهمية الأخذ في الاعتبار بأن مفهوم المشاركة السياسية في الدول النامية مر من الناحية التاريخية بعدة مراحل تميزت بعد الاستقلال مباشرة بمركزية المشاركة عن طريق نظام الحزب الواحد وفي بعض الحالات عن طريق النظم العسكرية الاستثنائية. وفي تلك المرحلة كان الحزب الواحد أداة الدولة لبناء المؤسسات وتنظيم المجتمع وممارسة المشاركة السياسية داخل الحزب على المستويين المحلي والوطني. كما أن الوضع السياسي في الدول النامية تميز إثر الاستقلال بغياب المعارضة السياسية الفاعلة وضعف التعددية عندما كان هناك مجال للتعددية. وأما اليوم فإنه من الضروري ومع بروز التعددية السياسية تحقيق التأقلم السريع مع التعددية الحزبية والنقابية والجمعياتية واعتماد منهجية التشاور لحل الأزمات والمشاكل القائمة. كما أنه من المطلوب توسيع نطاق التمثيل السياسي. ذلك أنه كلما تنوع التمثيل السياسي على أساس التعددية كلما كانت المشاركة أوسع وأنجع. وعلى قدر تواضعه الكبير وتمكيننا من فرصة لقائه والحوار معه على الرغم من زحمة اللقاءات والالتزامات التي كانت لديه في آخر زيارة له إلى تونس، فضل فخامة الرئيس علي ولد محمد فال عدم الخوض في الشأن الموريتاني باعتباره شأن داخلي سيجد طريقه إلى الحل. لكنه مكننا من الوقوف عند مفاتيح رؤيته للواقع السياسي في المنطقة ونظرته للعمل العربي والمغاربي المشترك موصيا الشباب بحسن المساهمة في بناء اقتصاديات وطنية ناجحة.
- الشعوب العربية لها من الثقافة والوعي لحياة ديمقراطية
- أنا متفائل لمستقبل الإتحاد المغاربي والجامعة العربية ليس بإمكانها أن تفعل أكثر
- مقولة صراع الحضارات أكذوبة لا سند لها في التاريخ
- رسالتي إلى الشباب العربي : الحل في بلدانكم وليس في أوروبا أو أميركا
علي إبراهيم من تونس : وسط تفاعلات الواقع السياسي الموريتاني كان لنا لقاء برئيسه الأسبق علي ولد محمد فال خلال ندوة دولية نظمها التجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) بتونس العاصمة تناولت موضوع المشاركة السياسية في عالم متغير وقدم خلالها محاضرة تناولت مفهوم المشاركة السياسية وحضورها في بلداننا عبر التاريخ خلص خلالها محمد فال إلى التأكيد على أهمية الأخذ في الاعتبار بأن مفهوم المشاركة السياسية في الدول النامية مر من الناحية التاريخية بعدة مراحل تميزت بعد الاستقلال مباشرة بمركزية المشاركة عن طريق نظام الحزب الواحد وفي بعض الحالات عن طريق النظم العسكرية الاستثنائية. وفي تلك المرحلة كان الحزب الواحد أداة الدولة لبناء المؤسسات وتنظيم المجتمع وممارسة المشاركة السياسية داخل الحزب على المستويين المحلي والوطني. كما أن الوضع السياسي في الدول النامية تميز إثر الاستقلال بغياب المعارضة السياسية الفاعلة وضعف التعددية عندما كان هناك مجال للتعددية. وأما اليوم فإنه من الضروري ومع بروز التعددية السياسية تحقيق التأقلم السريع مع التعددية الحزبية والنقابية والجمعياتية واعتماد منهجية التشاور لحل الأزمات والمشاكل القائمة. كما أنه من المطلوب توسيع نطاق التمثيل السياسي. ذلك أنه كلما تنوع التمثيل السياسي على أساس التعددية كلما كانت المشاركة أوسع وأنجع. وعلى قدر تواضعه الكبير وتمكيننا من فرصة لقائه والحوار معه على الرغم من زحمة اللقاءات والالتزامات التي كانت لديه في آخر زيارة له إلى تونس، فضل فخامة الرئيس علي ولد محمد فال عدم الخوض في الشأن الموريتاني باعتباره شأن داخلي سيجد طريقه إلى الحل. لكنه مكننا من الوقوف عند مفاتيح رؤيته للواقع السياسي في المنطقة ونظرته للعمل العربي والمغاربي المشترك موصيا الشباب بحسن المساهمة في بناء اقتصاديات وطنية ناجحة.
bull; أولا سيادة الرئيس، ما قيمة طرح موضوع المشاركة السياسية في هذه الظرفية الزمنية في رأيكم؟
bull; بالنسبة إلينا طرح هذا الموضوع قضية أساسية لدولنا وشعوبنا لأن المشاركة السياسية هي المحور الأساسي لمستقبل الحريات في بلداننا وبنائها، وبالتالي هذه القضية هي قضية محورية ومصيرية وأساسية لمستقبلنا.
bull; بالنسبة إلينا طرح هذا الموضوع قضية أساسية لدولنا وشعوبنا لأن المشاركة السياسية هي المحور الأساسي لمستقبل الحريات في بلداننا وبنائها، وبالتالي هذه القضية هي قضية محورية ومصيرية وأساسية لمستقبلنا.
bull; كيف تنظرون إلى العالم في المستقبل القريب بعد الانتخابات الأميركية؟
bull; قبل كل شيء أريد التأكيد على أننا نحن سنصنع مستقبلنا بأنفسنا إنشاء الله، ونصنعه بعملنا وليست أميركا أو أوروبا هي التي ستصنع مستقبلنا، لكن ما يمكن قوله أن التفكير الجديد للإدارة الأميركية في مستوى تعاملها في المستقبل مع دولنا العربية أو الإفريقية أو المغاربية يمكن أن يتطور بصيغ خاصة وجديدة ومن هنا فإن نتائج هذه الانتخابات حاسمة ومهمة.
bull; طرحتم في محاضرتكم في الندوة الأخيرة التي نظمها التجمع الدستوري الديمقراطي مسألة المشاركة السياسية في العالم العربي وعددتم مختلف مراحلها منذ النشأة إلى اليوم وأكدتم على ضرورة تشريك المجتمع المدني والعمل على النهوض بقطاع التربية والتعليم حتى تكون الشعوب العربية بعيدة عن التخلف والجهل والأمية، فما هي الحلول الممكنة في نظركم لتخطي هذه الصعاب التي نعاني منها اليوم؟
bull; قبل كل شيء أنا أقول أن المشاركة السياسية قضية أساسية وضرورية ذات الاهتمام بالنسبة للسياسات المستقبلية في بلداننا، ودون المشاركة السياسية لا يمكن أن نتحدث عن نمو اقتصادي واستقرار سياسي وغيرها من المسائل الأخرى، لذلك لا بد من التركيز المحكم في سياساتنا على التعليم بصفة خاصة، فدون أمة متعلمة ومتفتحة وواعية ستظل المشاركة السياسية جزئية دون آمال الشعوب العربية ولا تتعدى حينها مرحلة الديكور السياسي، ومن المفروض أن تكون مشاركة هذه الشعوب واعية ومسؤولة تجاه المستقبل.
bull; هل ترون أن المجتمعات العربية اليوم جاهزة لتقبل النموذج الديمقراطي على نحو ما أقدمتم عليه في موريتانيا وما تدعون إليه في مختلف المحافل الدولية؟
bull; بكل صراحة أنا مقتنع بأن الديمقراطية ليست قضية عربية أو إفريقية بل هي قضية إنسانية، فكل إنسان مهما كانت بيئته الثقافية والتربوية يسعى إلى الحرية والديمقراطية وبالتالي فهي قضية قرار، هل نحن نريد الديمقراطية أم لا؟ لأن كل الشعوب جاهزة للديمقراطية والحرية وهذا مطلبها. لكن هل نحن نريد أن نساير ركب الشعوب المتطورة أم لا؟ إذا كان جوابنا نعم فنحن جاهزون.
bull; أفهم من كلامكم أن ما يذكر على أن الشعوب لا بد لها أن تتدرب على الممارسة الديمقراطية بشكل تدريجي كلام غير دقيق في نظركم؟
bull; نقولها بكل وضوح هي قضية إرادة سياسية، فنحن لسنا متخلفين ثقافيا واقتصاديا بشكل كبير، نعم لدينا الكثير من المشاكل التي تسببنا فيها بأنفسنا عندما قلنا أن شعوبنا ما زالت غير جاهزة وغير راشدة ... وهذا غير صحيح لأن القضية تعود أساسا إلى القرار السياسي، فالسياسيون والأحزاب والمجتمع المدني هي التي تقود الشعوب ولا بد لها من الاقتناع بضرورة القيام بهذه الخطوة والشعوب جاهزة لهذه الخطوة.
bull; كيف تنظرون إلى مؤسسة الإتحاد المغاربي اليوم وما هي آفاقها خاصة وأن نشاطها بقي متعثرا حسب بعض الملاحظين؟
bull; بالنسبة إلي أرى أن الإتحاد المغاربي سيفرض نفسه لأن تركيبته تضمن له أسباب النجاح ومنها الترابط بين حدود الدول الأعضاء إضافة إلى وحدة اللغة واقتصادياتها المتكاملة و لا شك أن الإرادة السياسية تدعم هذا الاتجاه، وهو مؤهل لأن يفرض نفسه في يوم من الأيام على الرغم من تعطل نشاطه بسبب بعض المعوقات التي سيتم تجاوزها مع الوقت، وهي في الغالب معوقات سياسية وظرفية أحيانا لذلك فانا مرتاح ومطمئن إلى مستقبل الإتحاد.
bull; وما هو الموقف الذي تتخذونه إزاء مشروع الإتحاد من أجل المتوسط الذي طرحه الرئيس الفرنسي ساركوزي؟
bull; المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية للدول المغاربية تنسجم بشكل كبير مع مقومات هذا المشروع، وبالتالي فهو من شأنه أن يساعدها على تحقيق قفزة سياسية واقتصادية وأمنية والتفاعل الإيجابي معه مسألة ضرورية في رأيي.
bull; كيف تقيمون أداء جامعة الدول العربية اليوم إزاء الملفات الساخنة بموريتانيا والعراق وفلسطين ولبنان والسودان؟ وكيف تقرؤون مستقبل هذه الملفات؟
bull; لدينا عديد المشاكل في بلداننا العربية التي حاولت الجامعة مواجهتها بمرونة وبما أمكن وأتيح لها، لكن مع الأسف هذه المنظمة ما زالت منظمة سياسية لها تأثير ضعيف وليست لها الفعالية الكبرى في حل مختلف الملفات، لكن مجرد وجودها أمر مهم، وهي كغيرها من التنظيمات كالإتحاد المغاربي مثلا تسعى إلى كسب آليات وأدوات عمل تمكنها من فرض قرار. لكن تبقى أهمية المنظمة خاصة في التنسيق السياسي والتشاور مع كل الأقطار العربية ومحاولة تسوية المشاكل بهدوء ومرونة. وأرى أن مستقبلها جيد لكنه مرتبط هو أيضا بالإرادة السياسية للأقطار العربية التي تمنح المنظمة الفعالية المطلوبة حتى تتمكن من فرض قراراتهم ووجهات نظرهم في المستقبل.
bull; منذ سنوات تحدث صامويل هنتنجتون عن صراع الحضارات وجاء في حديث رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوزي ماريا أزنار أن العالم مكون من حضارة واحدة هي الحضارة الإنسانية ونساهم في بنائها معا، أنتم أي المواقع تتخذون إزاء قضية الحوار والصدام بين الحضارات؟
bull; الحوار قضية ضرورية لكل مكونات الإنسانية ولا يمكن أن نتحدث عن تعايش سلمي في غياب الحوار. والقضية ليست قضية ثقافات وحضارات وصدام الحضارات، فهذه أكذوبة دون سند تاريخي وأنا مع ما ذهب إليه السيد أزنار حيث هنالك حضارة واحدة هي الحضارة الإنسانية وكل الشعوب يساهمون فيها كل من موقعه، وفي الدولة الواحدة تتعدد الثقافات وهذا التنوع فيه إثراء للإنسانية وهي ثقافات تعيش بالحوار والنقاش. فالعالم كان تحت إمبراطورية واحدة هي الإمبراطورية الرومانية على الرغم من توزعه وامتداده على قارات مختلفة. والتاريخ علمنا أن كل قوة عندما تبلغ أوجها تسعى إلى فرض رأيها وهي الإشكالية الحقيقية وهي في نظري إشكالية سياسية وليست حضارية بالمعنى الدقيق للكلمة وهو أمر ليس جديدا على الإنسانية.
bull; صراحة كيف ترون النموذج التنموي الذي تنتهجه تونس اليوم؟
bull; في كل مرة نزور فيها تونس نشهد والحمد لله تطورات اقتصادية وسياسية هائلة. وما يشدني حقا هو هذا الاطمئنان للحاضر والمستقبل وهو من أهم المكتسبات التي حققها التوانسة، لأن الشعب عندما يكون مطمئنا على حاضره ومستقبله سيحقق نجاحات مهمة ويحقق الأهداف التي رسمها لنفسه.
bull; في كل مرة نزور فيها تونس نشهد والحمد لله تطورات اقتصادية وسياسية هائلة. وما يشدني حقا هو هذا الاطمئنان للحاضر والمستقبل وهو من أهم المكتسبات التي حققها التوانسة، لأن الشعب عندما يكون مطمئنا على حاضره ومستقبله سيحقق نجاحات مهمة ويحقق الأهداف التي رسمها لنفسه.
bull; ما هي رسالتكم للشباب العربي الذي يمثل قاعدة الهرم السكاني في بلداننا وما زال يعاني من عديد المشاكل المصيرية والتي منها البطالة وضعف انخراطه في الحياة العامة وعزوفه عن ممارسة المواطنة النشيطة والسعي إلى ما وراء البحار؟
bull; الرسالة الأساسية التي يمكن أن نوجهها إلى الشباب العربي هي البحث عن حلول لمستقبله في بلده وليس في أوروبا أو أميركا أو غيرها من القارات الأخرى. لا لعبور البحار والمخاطرة بحياتهم، فبلداننا مؤهلة لكل أمور الحياة وأن الحل في بلداننا العربية وليس في الخارج وثقتي في المستقبل كبيرة في أن يحقق الشباب ذاته في محيطه الطبيعي وليس خارج الحدود ولا بد له من المشاركة في الحياة العامة والحياة السياسية والحياة الاقتصادية ولا بد أن يكافح في بلده فيكون عونا لنفسه ولبلده، فعندما يعبر الحدود ربما يوفر لقمة العيش له لكنه لن يكون عونا لبلده وبالتالي تستمر الأزمة، فالحل في بلداننا والمستقبل جيد إنشاء الله.
التعليقات