مخاوف من انتقال الخلافات من الساحة للمجلس المقبل :
مساع للتوفيق بن الكتل المتنافسة في الانتخابات الصحفية الاماراتية
تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي:
ذكرت مصادر صحفية ان مساع تبذل للتوفيق بين الكتل المتنافسة في انتخابات جمعية الصحفيين الاماراتية المقرر ان تجري بعد ثلاثه ايام اي في 28 الشهر الجاري ، وان هذه المساعي تهدف الى ( تكوين مجلس ادارة فاعل له خيوط مع مختلف فئات الصحفيين ) . ويأتي هذا التطور في وقت دخل الى حلبه المنافسة عدد آخر من المرشحين ابرزهم ابراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة اسفار السياحية المتخصصة والذي يحظى بخطوط اتصال مع الجميع والدكتور ابراهيم الراشد استاذ الاعلام .

ومع ان بعض الصحفيين الاماراتين يعتقدون ان المساعي التوفيقية ، يمكن ان تجنب الساحة الصحفية الاماراتية حالة التمزق وتعيد اللحمة للجسم الصحفي الاماراتي الا ان هناك من يخشى ان يؤدي اي ائتلاف انتخابي بين الكتل الحالية الى نقل الخلافات من الساحة الصحفية الى المجلس مع ما يعنيه ذلك من تعطيل لفعالية المجلس الذي يصبح محكوما بعدة رؤوس بدلا من رأس واحدة . وفيما تنشغل كواليس الساحة الصحفية الاماراتية بالانتخابات ، تتجاهل الصحف الاماراتية التعليق على هذه الانتخابات وسط شعور في اوساط الصحفيين بأن هذا التجاهل مقصود ويتحكم فيه جهات لها مصلحة في اجراء انتخابات صامتة يحضرها الصحفيون الانصار للمرشحين دون بذل جهد يذكر لتحفيز الاغلبية لممارسة حقوقهم وحضور جلسة الانتخاب .
وفيما يقول بعض المرشحين انهم لا يريدون استغلال الصحف التي يعملون بها او يكتبون فيها كمنابر انتخابية يجد البعض الآخر ان هذا مبرر واه ( فالانتخابات هي قضية عامة والصحف ليست ملكية خاصة للمرشحين وهي من الوسائل المعروفة المستخدمة في التعريف بالبرامج في اي انتخابات و شرح تصورات عما يحمله المرشحون من افكار ) .
وحسب محمد يوسف رئيس الجمعية الحالي ورئيس (الكتلة الوطنية ) في الانتخابات فأن النظام الاساسي للجمعية لايمنع الصحف من تناول العملية الانتخابية الا انه يعتقد ان عدم التطرق لهذا الموضوع سببه الرغبة في رفع الحرج عن الصحف من انها تميل لصالح مرشحين منها أو انها تعمل كمنابر للدعاية الانتخابية .

وفيما لاتزال الملامح النهائية للكتل المتنافسة في الانتخابات لم تكتمل بعد ، تردد ان كتلة انتخابية ثالثة في طور التشكل لتضاف الى الكتلتين التي يرأس الاولى محمد يوسف والثانية ناصر الظاهري . والكتله الثالثة الجديدة يعمل على تشكيلها االدكتور ابراهيم الراشد ااستاذ الاعلام والذي عمل لسنوات صحفيا في جريدة الاتحاد . وتضم هذه الكتلة ايضا الدكتورة عائشة النعيمي استاذة الاعلام ايضا .

وقالت مصادر المرشحين ان دخول الراشد ميدان المنافسة لم يحسم بعد ، وأن الكتل الاساسية قد تعمل على تكوين ائتلاف معه وصولا الى تحقيق فوز على االكتل الاخرى . وفيما يقول محمد يوسف ان النظام الاساسي للجمعية لايسمح بأن يتم التصويت على اساس الكتل الانتخابية وأن الترشح هو ترشح فردي الا ان التكتلات يتم الاتفاق عليها خارج المقر الانتخابي وتعكس اتفاقا ضمنيا وليس صيغة اتفاق مكتوبة . ويشير الى ان الكتلة التي يرأسها لم تكتمل بعد وأنها لن تكون كاملة قبل يوم الاثنين . وتضم الكتلة حتى الآن كلا من محمد يوسف وسامي الريامي ومنى بوسمرة وحسين المناعي وابراهيم الحساوي بالاضافة الى الصحفي الشاب مصطفى الزرعوني وهو ابن أخ عبد الحميد أحمد رئيس تحرير صحيفة جلف نيوز فيما يبدو انه محاولة لاستدراج عبد الحميد أحمد للتخلي عن دعمه للكتلة المنافسة التي يرأسها ناصر الظاهري .ولم يستبعد يوسف ان تضم الكتلة اسماء اخرى قبل موعد موعد اجتماع الجمعية العمومية للجمعية حيث ان باب الترشيح يظل مفتوحا حتى ساعة الانتخاب .
وقد تم اجراء حصر تقريبي لاعضاء الجمعية العمومية التي تتولى اختيار مجلس ادارة الجمعية وحسب محمد يوسف فأن العدد يتراوح بين 320 و330 صحفيا يحق لهم الانتخاب وهذا العدد قاصر على الصحفيين الاماراتين وهم وحدهم الذين يحق لهم الترشيح والانتخاب فيما يتمتع الصحفيون العرب والاجانب بعضوية منتسبة تكفل لهم المشاركة في كافة انشطة الجمعية باستثناء الترشيح والانتخاب .

وفيما يرى معارضو المجلس الحالي في عدم وجود حصر دقيق لاعضاء الجمعية العمومية تعبيرا عن حالة الفوضى التي يتسم بها اداء الجمعية او الرغبة في حجب قوائم الناخبين عن المرشحين المنافسين اوضح محمد يوسف ان القوائم الانتخابية هي عرضة للتغير حتى لحظة التصويت اذ يكفي ان يسدد العضو ما علية من رسوم العضوية ليستعيد عضويته وحقه في الانتخاب وبالتالي فأن القائمة تتغير كل لحظة في ضوء استكمال الاعضاء العاملين تسديد رسوم عضوياتهم الحالية والمتأخرة .
لكن الدكتور ابراهيم الراشد يرفض التبريرات التي تساق بشأن حجب اسماء اعضاء الجمعية العمومية وعناوينهم ليتمكن المرشحون من الاتصال بهم وعرض البرامج الانتخابية عليهم .وقال ان حجب القوائم يخالف ميثاق الشرف الاعلامي الذي تم الاتفاق عليه والذي ينص على ضرورة ضمان تدفق المعلومات . واشار الى ان مجلس الجمعية تذرع بحجة ان بعض اعضاء الجمعية يرفضون توزيع عناوينهم خاصة اسماء الصحفيات اللواتي قيل انهن طلبن لاسباب اجتماعية عدم توزيع عناوينهن على المرشحين . وقال ابراهيم الراشد اننا طلبنا طمس اسماء من لا يريد اظهار اسمه قبل تعميم القوائم لكن مجلس الجمعية لم يستجب لطلبنا وظل متمسكا برفضه الافصاح عن الاسماء محتكرا القائمة وحاجبا اياها عن المنافسين .
وقال الراشد انه اذا استمر تعنت مجلس الادارة بموقفه ازاء القوائم فأن الكتلة التي يرأسها قد تلجأ الى اساليب ( غير تقليدية للوصول الى الناخبين ) .

واشتكى الدكتور الراشد من غياب اللجان التي كان لها دور فاعل في الماضي وقال انه شخصيا شارك من خلال لجنة منبثقة عن المجلس قبل الحالي في صياغة مشروع ميثاق الشرف الاعلامي وفي وضع رأي الجمعية في قانون الانشطة الاعلامية .وقال ان اللجان داخل الجمعية مجمدة بدون مبرر .
على الجانب الآخر يبدو ناصر الظاهري منشغلا في ترتيب قائمته الانتخابية عبر اتصالات مكثفة يجريها مع اطراف عديدة وقال ان الاتصالات لا تستثني أحدا مشيرا الى انها شملت اشخاصا يحظون بدعم من راشد العريمي رئيس تحرير جريدة الاتحاد . كما تضم القائمة الكاتب الصحفي محمد الحمادي بشكل مبدئي عائشة سلطان وآخرين رفض الافصاح عن اسمائهم بانتظار استكمال التفاوض معهم واستكمال النقاط التي سيتضمنها برنامج الكتلة الانتخابي .

ولا يبدو ان برنامج كتلة محمد يوسف يحمل جديدا حيث يقول انه برنامج مواصلة ( للانجازات التي حققها المجلس في الدورة السابقة واستكمال تنفيذ ما تبقى منه مثل متابعة اصدار قانون المطبوعات والنشر الجديد والتفاوض مع المؤسسات الصحفية المحلية لاستقطاب نسبة من الصحفيين الاماراتيين والعمل على جعل المؤسسات الصحفية المحلية بيئة جاذبة لا طاردة للكفاءات الصحفية المحلية مشيرا الى انه يشعر بالقلق من الاستقالات الجماعية من المؤسسات الصحفية والانتقال للعمل في اقسام العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية والشركات والبنوك الامر الذي قال انه يتطلب تحسيين الحوافز المادية والمعنوية التي تساعد الصحفيين الاماراتيين على التمسك بمهنتهم . .

على صعيد آخر بدأ بعض الصحفيون في ابوظبي اتصالات لتأمين دعم لهم في انتخابات الهيئة الادارية لفرع جمعية الصحفيين في ابوظبي والمقرر ان تجري بعد اسبوعين من اجراء انتخابات مجلس ادارة جمعية الصحفيين التي تتخذ من دبي مقرا رئيسيا لها . وحسب النظام الاساسي لانتخابات فرع ابوظبي فأن المرشح لرئاسة الفرع يجب الا يكون عضوا في مجلس ادارة الجمعية مما يعني ان الصحفيين الاماراتيين المقيمين في ابوظبي والطامحين للقيام بدور قيادي في العمل الصحفي المحلي ربما يعزفون عن خوض انتخابات عضوية مجلس ادارة الجمعية بهدف الترشح لانتخابات فرع ابوظبي خاصة في ضوء التطور الحالي الذي تشهده الساحة الصحفية في ابوظبي والتي ستجعل لفرع الجمعية في العاصمة دورا اكبر مما كان عليه في الدورات السابقة لا سيما وان الحكومة منحت للجمعية مقرا في ابوظي سنعكس على اداء نشاط فرعها هناك .