ممدوح المهيني: قبل أيام قليلة طالب النائب الكويتي أحمد المليفي بإستقالة الحكومة الكويتية في بيان مفصل وشديد اللهجة، ولكن هذه المطالبة جوبهت بنقد شديد من وسائل الإعلام وحتى من بعض النواب المقربين للمليفي داخل مجلس الأمة الكويتي، حيث وصف بيانه بالعاجل والمتسرع وغير المنطقي، كما تم اتهامه بعلاقات خاصة مع الأسرة الحاكمة تهدف إلى إسقاط حكومة الشيخ ناصر المحمد . ولكن يبدو أن هذا المشهد سينقلب رأسًا على عقب، بعد أن أعلنت الحكومة الكويتية استقالتها الجماعية. ومن المؤكد أن هذا الأمر سيحول النائب المليفي من الرجل quot; الشريرquot; و quot;صاحب النوايا غير الصافيةquot; وquot;المتسرعquot;، إلى الرجل quot;الحكيمquot; وquot;البطلquot; الذي صدقت نبوءته بعد أيام من إطلاقها. quot;إيلافquot; إلتقت النائب المليفي واجرت معه حوارًا سريعًا بعد إعلان الاستقالة، وفي ما يلي نصه:الحكومة الكويتيَّة تقدّم استقالتها إلى رئيس مجلس الوزراء
س: بعد أيام من البيان الذي أصدرته والذي تطالب فيه الحكومة بالاستقالة، ها هي الحكومة تستقيل الآن. هل هذه استجابة سريعة لمطالبك؟
ج: لا أعرف. وبغض النظر إذا ما كانت بناء على طلبي أم جاء بناء على رغبتها، المهم أنها استقالت. كان عليها ان تفعل ذلك بعد أن أثبتت فشلها .
س: لماذا تعتقد أنه من المهم أن تستقيل الحكومة؟
ج: هذا استحقاق كان يجب أن يحدث منذ مدة بعد أن أصبحنا نعيش في مأزق سياسي بين الحكومة ومجلس الأمة. الأوضاع باتت معلقة والشعب الكويتي هو من يدفع الثمن.
س: ولكن مجلس الأمة أيضًا يعتبر طرفًا رئيسًا في الأزمة في الكويت؟!.
ج: أنا طالبت أيضًا بحل مجلس الأمة، ولكي يتم الانتخاب بالطريقة الجديدة والتي تعتمد على نظام انتخاب الدوائر الخمس. هذا النظام الانتخابي سيعيد القرار من جديد إلى الشعب الكويتي. بصراحة باتت النظرة واضحة لدي. لن يكون هناك تعاون بين الحكومة ومجلس الأمة الكويتي ولهذا السبب طالبت بإنهاء هذه الأزمة من خلال البيان الذي أصدرته.
س: هاجمت بشدة رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ووصفته بغير الإصلاحي وبأنه فشل في إدارة الحكومة.
ج: هذا صحيح. رئيس الوزراء رفع شعار الإصلاح منذ البداية وكان عليه أن يحقق هذا الشعار على أرض الواقع، ولكن أي شيء من هذا الإصلاح لم يحدث على أرض الواقع . الحكومة لم يكن لديها برنامج واضح، وفشلت في التنمية ومحاربة الفساد . لم تنجح بشيء وكان عليها الاستقالة.
س: طالبت برئيس وزراء جديد من خارج الأسرة الحاكمة. هل يعني هذا أن رؤساء الأسرة الحاكمة أثبتوا فشلهم؟
ج: بغض النظر عن إذا ما كان داخل الأسرة الحاكمة أو خارجها . المهم هو الكفاءة. لماذا نحصر أنفسنا برئيس وزراء من داخل الأسرة الحاكمة والدستور يتيح لنا المجال للاختيار من خارجها. المهم هو الكفاءة والشعب الكويتي لديه من الكفاءات القادرة على قيادة البلد في هذه المرحلة الحساسة. نحن في مرحلة خطرة جدًا، ويجب أن نختار رئيس وزراء بناء على كفاءته قبل كل شيء. المرحلة لا تحتمل المجاملة. قد يكون أبناء الأسرة الحاكمة طيبين ولطيفيين ولكن إذا لم يكونوا قادرين على القيادة فمن المفترض أن تنتقل القيادة إلى أبناء الشعب الكويتي.
س: اتهمت بعد بيانك أن هناك أسبابًا شخصية هي التي دفعتك إلى انتقاد رئيس الوزراء وحكومته؟
ج: لقد سمعت مثل هذه الاتهامات، ولن ألتفت لها. لقد قدمت مبادرة للنقاش بعد أن تأكدت من تأزم الأوضاع وأعتقد بكل إخلاص بأنها تفيد أبناء بلدي. كل ما قيل اتهامات في النوايا لن اهتم لها.
س: أيضا قام بعض زملائك النواب بانتقادك؟!
ج: هذا صحيح ولكن هدفي كان واضحًا وهو تغيير الوضع المتأزم . أعتقد أن الأوضاع عالقة في الكويت، وليس هناك تعاون بين المجلس والحكومة، طالبت بالاستقالة وحل المجلس لنعود من جديد إلى النظام الانتخابي الحديث الذي سيقدم نوابًا أفضل للشعب الكويتي.
س: هل لديك شيء تقوله للمتابعين للأوضاع الكويتية في الداخل والخارج؟
ج: لدينا في الكويت نظام ديمقراطي يحسده علينا الكثير من الشعوب ولكن يجب علينا أن نقدم نموذجًا ديمقراطيًا يدعم البناء والتنمية ولا يقف عائقًا أمامها . وجود مثل هذا النموذج سيعكس الصورة الحقيقة للنظام الديمقراطي وسيلهم بلدانًا أخرى. أتمنى أن ننجح في ذلك.
التعليقات