عشقه لأوروبا بدأ من زيارة لإيطاليا ولندن أصبحت quot;وكرهquot; (1/2)
العمير: هربت من المدرسة بعد أن شاهدت الطلاب وهم يخدعون والدي!

زيد بنيامين من دبي: لم يتفاجأ الكثيرون حينما حل عام 1998 وخرج عثمان العمير من صحيفة الشرق الأوسط بعد أن كان أول سعودي يترأس تحرير صحيفة (مهجرية) خارج بلده السعودية، فالرجل كان قد كتب قبل فترة ليست ببعيدة عن ذلك التاريخ مقالاً يقول فيه إن تاريخ صلاحية رئيس تحرير ما، يجب ألا يتجاوز ما بين 4 او 5 سنوات، حاله حال رؤساء الدول ورؤساء الوزراء في الديمقراطيات الغربية، وعاد ليؤكد هذا الرأي بعد خروجه. هذا المقال وقتها أثار ردود أفعال واسعة، ربما لأنه آت من داخل هذا العالم الذي دخله عثمان منذ النصف الأخير من الستينات مراسلاً رياضيًا. كان وقت لملمة الأوراق قد حل في ذلك المكتب (الجمهوري) في العاصمة البريطانية، ولم تكن الذكريات لتمنع إنسيابها من الجدران والكراسي وكل ما هو متواجد على أرض تلك الغرفة الصغيرة وسمائها، لقاءات مع الرؤساء والملوك والنخبة السياسية العربية والعالمية، اتهامات بالعمالة والتبعية والكفر والالحاد، افكار لا تتوقف وإن توقف الزمن في مكان ما، وأزمان شهدت تغيّرات في الاتجاهات والمشاهد والصور في منطقة لم تعرف الراحة، واختارت ان تزعج العالم بأخبارها على مدى اكثر من 60 عامًا.

كان صدى الجماهير في الملاعب التي شهدت ميلاده صحافيًا رياضيًا ما زال يتردد في ذهنه، فمن ينسى حبه الاول وإن نكر، فقد كانت تلك هي محطته الأولى بعد أن ولد في اغسطس من العام 1950 في مدينة زلفي السعودية وتحديدًا في المنطقة المركزية من المدينة وهناك درس في مدرسة القدس وفي جامعها الكبير على يد والده وابن عمر، كما كانت حال العديد من ابناء جيله، وهذا الجامع سيتمدد فيما بعد ليصبح المنزل الذي ولد فيه العمير جزءًا منه.

بدأ العمير رحلته في الصحافة حينما كان عمره 17 عامًا، وقتها إنضم للعمل مراسلاً رياضيًا في صحف المدينة، الرياض، ثم الندوة عام 1968 والرياضي في وقت ما بالقرب من هذه الحقبة الزمنية، وكذلك صحيفة اليمامة التي اشرف على صفحاتها الفنية quot;كانت صحف ذلك الوقت، مجتهدة، لم تكن لا حكومية ولا تنتمي إلى أفراد، كانت صحافة مؤسسات يملك كل منها 30 فردًا او أكثر، يديرها مجلس ادارة يختار رئيس التحريرquot;.

ويقول في مقابلة لصحيفة الحياة quot;كانت بدايتي في صحيفة (المدينة) وكانت صحيفتي المفضلة بسبب وجودي في المدينة التي تعتبر صحيفتها الأولى، ثم (الندوة)، ومن بعدهما (الرياض) و (اليمامة) وكانت هناك مجلة اسمها (الرياضي) أسسها المرحوم عبدالله منيعي، لكنني إلتحقت بـالجزيرة بعد الاعداد لصدورها يومية، وكنت ما زلت طالبًا في السنة الأولى في الكلية. (الجزيرة) شكّلت الانطلاقة الحقيقية لي، إذ زادت وتوسعت معرفتي بالناس، بشكل أكثر وأعمق، وعرّفت الكثيرين بي. وعادة ما أنظر إليها بحب ونقد، بخاصة أنني من أعضاء مؤسستهاquot;.

حاول العمير التوفيق بين عمله كصحافي وبين دراسته في (المعهد العلمي بالرياض) مستهلاً مشواره بإرسال المقالات عبر البريد الى الصحف التي واظب على الكتابة فيها quot;حتى طلب القائمون عليها مقابلتي وتفاجأوا بعمري الصغير، كان بعضهم والكثير من الناس من القراء ومن خارج عالم الصحافة يشكون من انني اكتب تلك المقالات بنفسي بل ان هناك احدًا ما يكتبها ليquot;.

وسرعان ما ستأخذه الصحافة من المدرسة ليهرب منها وليهرب من كليته ايضًا بسبب الالتزامات التي فرضتها والتي لم يكن يريد ان يقيد نفسه بها quot;أبي بدأ حياته مدرسًا في الجامعة الإسلامية، وكان قبلها مديرًا للهيئات الدينية في الزلفي، وكذلك إخوتي، وشهدتُ وأنا صغيرًا مرحلة تأسيس الجامعة الإسلامية ومنظر الطلاب، وهم يخدعون أبيquot;.

انضم العمير الى صحيفة الجزيرة حينما كانت اسبوعية، وقبل ان تصبح صحيفة يومية، لكنه سيتفرغ مع الصحيفة اعتبارًا من عددها السادس والثلاثين عام 1973 quot;خروج الجزيرة للمشهد الصحافي في ذلك الوقت مثل انقلابًاquot;. في ذلك الوقت لم يكن عمره قد تجاوز الثالثة والعشرين .. وهناك تعليق كتب عنه في الصحيفة ربما يكشف عن شخصيته في تلك المرحلة العمرية جاء فيه (عثمان العمير - هكذا، فهو لا يحب (الملطفات الاسمية): أي الألقاب.. له موقف معين من حيث زملائه في الصحيفة أو الشارع تقويمه للتعامل بينه وبين أو حتى الشقة الفخمة التي يسكنها..! .. وعن نفسه أسر لأحد المقربين إليه: (أنا خجول في الدفاع عن نفسي عندما يوجه إليَّ نقد، وأنا أشد خجلاً عندما يطلب مني أن أقوّم نفسي.. وأكاد أكون الخجل ذاته عندما (يطبطب) زميل على كتفي هاتفًا: عفارم عثمان)....تبون الحق.. عثمان خجول، لكنه أيضًا في منتهى الشجاعة.. وجربوه في المصارعة الحرة مثلاً!. ).

يقول العمير (عندما أقرأ أعمالي الآن، لا أشعر باحترام كبير لها، بل أسأل نفسي لماذا كنت أكتب كل هذا الهراء. بقي من الذكريات الكثير، وما يهمني هو الوفاء للرجال الذين وقفوا معي في مراحل حياتي الصحافية، مثل تركي السديري، وخالد المالك، ومحمد العجبان، ومحمد الشدي، وصالح العجروش، وفيصل الشهيل. وكذلك المرحوم الأمير فيصل بن فهد الذي دعمني ووقف معي، خصوصًا عندما كنت أكثر الصحافيين الرياضيين شهرة. هناك الكثير مما يمكن قوله عن تلك الفترة، التي تعتبر مفصلية في تاريخ الصحافة السعودية. كانت هناك مناقشات، وبدايات، ومحاولات وتأسيس لمراحل نراها الآن. وقد تزامنت مع ارتفاع أسعار النفط، والتحول السعودي، إذ كنا نستعد للعيش في بحبوحة نفطية غير مسبوقة زمنيًا).

لم يبقَ العمير طويلاً في الجزيرة quot;كنت قد زرت ايطاليا في مرة من المرات ووجدت ان اوروبا ستكون مقري الاخير، وفي عام 1976 قررت ترك المملكة والذهاب الى لندن للدراسة او الهجرة نهائياًquot;، لكن سرعان ما سيعود العمير الى مهمته الاصلية كصحافي مراسل لصحيفته الجزيرة وليؤسس مكتبها في عاصمة الضباب.

موضوع الارتباط في أوروبا كان محورًا مهمًا في حياة هذا الرجل حتى انه لم يستمر طويلاً في اي من الصحف السعودية التي ظهرت موهبته معها، وبدأت تتسارع للاستعانة بخدماته، لكنه فضل السفر على الاستقرار (حال السفر حالة مرتبطة بي منذ الصغر، لا سيما إنها حالة عادية لأهل مدينتي الزلفي. فطبيعة أهل تلك المدينة السفر والترحال، إنها جزء لا يتجزأ من ثقافتنا. أبي أخذني قبل العاشرة في رحلة اعتبرتها مفصلية إلى المدينة المنورة. عندما قررت السفر إلى لندن، قبل سنوات من عرض ذلك المنصب عليّ، كنت قد أحسنت اتخاذ القرار الذي أراه الأصوب في تاريخي. كان حلمي البحث عن حضن يفور حيويةً ودفأً، وكذلك تقدمًا، وتحررًا. كانت وما زالت لندن الملاذ الذي أعتقد بأنه المناسب لي).

انتقل عثمان العمير ليعمل في رئاسة تحرير صحيفة اليوم في بداية الثمانينات تحت مسمى مشرف التحرير واستمر عمله مع الصحيفة مدة ثمانية اشهر quot;ولكن حنيني الى لندن اجبرني على انهاء مشواري بسرعةquot; ويضيف quot; بصراحة تلك الفترة عمّقت علاقاتي بالعديد من الأصدقاء، منهم المرحوم صالح العزاز، وفيصل الشهيل، ومحمد العلي، وعلي الدميني وآخرون. حاولت أن أترك أثرًا في صحيفة اليوم لا سيما أنني كنت في قمة شبابي، تحت الثلاثين، ولكني شعرت بألم شديد، لأن الليبرالية التي كنت أعتنقها، أخذها العديد من أصدقائي بجدية، ما أدخل بعضهم بالعديد من المشكلات أوصلتهم إلى المعتقلات، إذ إن الوقت لم يكن مناسبًا لتجاوز بعض الحدود في ذلك الوقت، ولكنها تجربة مميزة في حياتي امتلأت بالأصدقاء والناس، والاستفادة سواء من جانبي أم من جانب الآخرينquot;..

في الحلقة الثانية: الكثيرون لم يريدوا لي ان اتولى الشرق الاوسط!

المصادر:
لقاء مع الناشر عثمان العمير
ارشيف صحف الجزيرة، اليوم، عكاظ، المدينة، الرياض السعودية
لقاء اجرته الزميلة منى المنجومي من صحيفة الحياة مع عثمان العمير

محطات في مشواره على بلاط صاحبة الجلالة
quot;لو التقيت عثمان العمير ساقول له السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهquot;
جهاد الخازن رئيس تحرير صحيفة الشرق الاوسط سابقا والكاتب في الحياة حالياً

quot;عثمان العمير وعدد من زملاءه هم رواد الافكار الجديدة في الصحافةquot;
عبد الرحمن الراشد صديق عثمان العمير ومدير قناة العربية

quot;الحلقات التي قدمتها مع سعوديين كانت ساخنة جداً ومنهم عثمان العميرquot;
زاهي وهبي اعلامي من قناة المستقبل

quot;ادعو له بالتوفيق في مشروعهquot;
عبد الوهاب الفايز اعلامي سعودي ورئيس تحرير صحيفة الاقتصادية

quot;ورغم انها اخذت تقرأ من خلال الانترنت وظهرت الصحافة المرئية, وخاصة فيما شكله الزميل عثمان العمير مؤسس ورئيس تحرير (ايلاف) الا ان الصحافة المقروءة ستظل على مدى طويل باذن اللهquot;
الدكتور زكريا يحيـى لال

quot;انه لا يحبني، لانه يعتقد انني ضد النصرquot;
عثمان العمير يرد على سؤال جورج قرداحي في (من سيربح المليون) عن اقدم رئيس نادي في المملكة وهو المغفور له (عبد الرحمن بن سعود)

quot; اتركوا التعصب وشجعوا الهلالquot;
اشهر مقولات العمير حينما كان صحفياً رياضياً ndash; كرهه مشجعوا النصر بعد هذه المقولة

quot;هو اسم إعلامي برز في فترة معينة وخدمته الظروف ثم اختفى وأعتقد أن هناك من هو أجدر مني لتقييم عثمان العميرquot;.
الاعلامي السعودي الراحل محمد الكثيري

quot;في الواقع لا توجد مقارنة لان عبد الرحمن الراشد لو فتح مجلة الكترونية فسينجح فيها لانه صحافي متمكن ومتمرس في الكومبيوتر والانترنت ومطلع على كل جديد بعكس عثمان العمير وعكسي انا لانني اعترف بتواضع اطلاعي في هذا المجال.. صحيح انني أعمل عبر الكمبيوتر لكن لست على درجة متقدمة به واود ان اوضح حقيقة ربما كانت خافية على بعضهم بأن الاستاذ عبدالرحمن الراشد يحمل شهادة جامعية من الولايات المتحدة الاميركية في الاخراج التليفزيوني والسينمائي.. ومع ذلك فهو احد فطاحل الصحافةquot;.

الصحفي السعودي مطر الاحمدي

quot;عامل المصعد في العالم العربي يريد ان يشكل الحكومة وسائق التاكسي يحلل لك اسواق البورصةquot;
عثمان العمير في اشارة الى وجود خلط كبير للاولويات في العالم العربي

quot;ان الملوك، كنحن الصحفيين، لديهم ما يقولونه ويكشفون عنه غير ان لديهم حسابات.. وما اقسى الحساباتquot;
عثمان العمير عن الملك حسن الثاني.