رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي السابق في مقابلة مع إيلاف
ماريني يشرح وضع اليساريين الجدد

أجرى اللقاء- طلال سلامة من روما: يصف نفسه بالشبه متقاعد بيد أن فرانكو ماريني، وعمره 75 عامًا، هو الأب النبيل الوحيد في الحزب الديمقراطي اليساري الذي يتمتع بحياة سياسية نشطة ومكتظة بالمواعيد. وفي مقابلة أجرتها إيلاف في روما، معه تحدث فرانكو ماريني؛ رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي السابق عن الشؤون السياسية الحالية في البلاد وتطرق إلى أزمة حزبه وإلى برلسكوني وفلتروني والحزب الديموقراطي اليساري، بالإضافة إلى عدد من القضايا ومنها الحوار حول قانون التنصت. إليكم الحوار:

يبدو لي وكأن حزبكم غاطس الى رقبته بأسيد يذوبه شيئًا فشيئًا، من شمال ايطاليا الى جنوبها. هل أنتم قلقون؟
ان الهزيمة الانتخابية كانت قوية. ثم خسرنا الانتخابات البلدية في روما. أنا قلق من إصابة أعضاء الحزب بالإجهاد وتواصل تراجع معنوياتهم مما قد يطرح علامات تساؤل حول بقاء الحزب على قيد الحياة. للآن، ما زالت بنية الحزب التحتية غير متماسكة. من جهة ثانية، يتمتع برلسكوني بشعبية كبيرة لكنه يتولى الحكم هنا منذ ثلاثة أشهر فقط. لذلك، فإن أي حكم مسبق ليس عادلاً.

لكن أين هو فلتروني وماذا يفعل؟
يعمل فلتروني ليلاً نهارًا مع معاونيه، وأنا آمل أن ينجم عن كل ذلك نتائج سياسية جيدة. صحيح أن الواجهة الحزبية مهمة لسحر المتعاطفين إنما تكمن ثروة كل حزب في استمرار روحه النضالية. أنظر الى حزب رابطة الشمال لترى كيف يمضي مسؤولوه وناخبوه قدمًا في معاركهم العنيدة على شتى الأصعدة.

من هو الحزب الديمقراطي اليساري؟
أنا آمل ألا يكون هذا الحزب خليطًا من الأحزاب اليسارية التي تحالفت مع رومانو برودي. أنا أنظر إليه كحزب مفتوح لا يقتصر على جمع تلك الأحزاب أم أشلائهم. علينا أن نتمسك بالقيم الليبرالية الديموقراطية وجعل الحرية والعدالة الاجتماعية منبرًا لنا. أتوقف قليلاً كي أذكر quot;جوليو تريمونتيquot;، وزير الاقتصاد الحالي، الذي اعترف(نظرياً) بأن السوق ليست الدواء الوحيد للتطور. في أفعال حكومة برلسكوني نجد تصرفات متناقضة لأننا لم نر، أثناء الأزمة الاقتصادية الراهنة، أي تحرك منها لحفز التطور.

ما هي نصيحتكم لفلتروني؟
يحتاج فلتروني الى فريق من المديراء الخبراء للاعتناء بحياة الحزب الداخلية. على فلتروني أن يكون زعيمًا شجاعًا يتخطى الجميع لحل المشاكل العالقة. فهذا يعطي فلتروني شخصية حزبية قيادية تدفع الجماهير الى تقديره.

هل تعتقدون أن quot;ريدquot; (Red)، وهي الجمعية التي يرأسها ماسيمو داليما، مبادرة نبيلة؟
ان كانت هذه الجمعية مبنية لحفز الثقافة ومبادئ التكوين فلا أعترض على سلكوها. أما إذا كانت مبنية لاستقطاب الناخبين اليساريين فهو خطأ فادح. في أي حال، أنا لا أظن أن داليما المتعقل مستعد لارتكاب مثل هذا الخطأ.

يطير برلسكوني في الإحصائيات المؤيدة له. ونجد كل يوم من يدعو في الحزب الديمقراطي الى الحوار معه. هل أنتم مع الحوار؟
تمر ايطاليا بمشاكل جدية. ولا يمكن للمعارضة أن تقول quot;كلاquot; لكل ما تقرره حكومة برلسكوني وإلا فإنها الخاسرة. أنا مستعد للحوار في بعض الشؤون، كما تلك الاقتصادية. على سبيل المثال، اقترحنا على الحكومة معاشات، تقاعدية وعادية، أدنى قليلاً لمواجه الكساد الاقتصادي وإتاحة الفرصة أمام جميع العمال الاعتماد على مردود شهري.

هل أنتم مستعدون للحوار حول قوانين التنصتات الهاتفية السرية؟
علينا التوصل الى نقطة توازن، في اقتراح القانون الجديد، بين ضرورات التحقيقات القضائية وخصوصية المواطنين بهدف عدم تشويه سمعتهم علنًا.

هل ينبغي على الحزب الديمقراطي مغازلة اتحاد الديمقراطيين المسيحيين لخوض الانتخابات الأوروبية؟
لم لا؟ فالتحالف مع بيار فرديناندو كازيني، رئيس الحزب، يجلب معه منافع صحية واستراتيجية لنا وللبلاد.

هل ستنجحون في استقطاب أنتونيو دي بياترو، رئيس حزب quot;قيم ايطالياquot; مجددًا تحت سقفكم؟
ان دي بياترو، الذي يظهر معنا رغبة شرسة في الانتقاد والهجوم، عليه أن يتراجع عما أضحت بالعادة السيئة. وإلا فلا مجال أمام علاقات بناءة معه. أنا واثق أن شراسة هذا المحامي ستتراجع قوتها أوتوماتيكيًا عندما يتخطى المسؤولون في الحزب الديمقراطي موجة الإحباط وخيبة الأمل التي تصيبهم.

هل يمكنكم اختبار تحالفات جديدة في إقليم quot;أبروتسوquot; وسط ايطاليا الذي سيعود مواطنوه الى صناديق الاقتراع الانتخابية، في شهر نوفمبر(تشرين الثاني)، بعد توقيف حاكمه السابق؟
تأتي مشاكل الرعاية الصحية في هذا الإقليم من الإدارة السابقة. لا يمكن اتهام quot;أوتافيانو ديل توركوquot; الحاكم السابق وبعض الأصدقاء الآخرين بقضايا متعلقة بالفساد الصحي. أنا واثق بأنهم أبرياء وهم قادرون على إثبات براءتهم. مع ذلك، سيواجه الحزب الديمقراطي جو انتخابات صعب. ونحن لا نرضى أن نعيش على هامش الحياة السياسية في هذا الإقليم. لذلك، فإننا نبحث عن المرشح القادر على تطبيب الجروح هناك. لدينا إمكانية فوز أعلى ان تحالفنا مع اتحاد الديمقراطيين المسيحيين بيد أن ظروف التحالف الانتخابي غير موجودة للآن.