مع بدء الهجوم البري على قطاع غزة
تصاعد وتيرة الحرب النفسية والإعلامية الفلسطينية والإسرائيلية
ملكي سليمان من القدس:
تصاعدت وتيرة الحرب النفسية والإعلامية المتبادلة بين الفلسطينييين والاسرائيليين منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وزادت في اليوم الثاني لبدء الهجوم البري على القطاع. ففي الوقت الذي تتكتم فيه اسرائيل على عدد الإسرائيليين المدنيين والعسكريين الذين قتلوا منذ ثمانية ايام وبخاصة خلال العملية البرية المستمرة اعلنت فيه الفصائل الفلسطينية عن قتل واسر عدد من الجنود الاسرائيليين في اليوم الثاتي للهجوم غير أن اسرائيل اعترفت بمقتل جندي وانقطاع الاتصال باحد الجنود ضمن كتيبة غولاني بالاضافة الى اصابة ضابط كبير من هذه الكتبية بجروح، معلنة عن وصول عدد من الجنود الى المستشفيات الاسرائيلية لتلقي العلاج.
نقل جريح فلسطيني للمستشفى
وفي محاولة للتاثير على نفسية ومعنوية المواطنين في قطاع غزة اخترقت اسرائيل موجات البث التابعة للاذاعات المحليةالفلسطينية وبدأت ببث بيانات تحذرية باللغة العربية تحذر المواطنين من التعامل مع من وصفتهم بـ quot;الإرهابين والمخربينquot; وكذلك بالرحيل الى داخل مراكز المدن لأن اسرائيل ستقوم بقصف تلك المناطق، وكانت الفصائل الفلسطينية في بداية الهجوم الجوي الاسرائيلي اخترقت اذاعات اسرائيلية تبث من المدن الاسرائيلية ومنها بئر السبع وعسقلان، إضافة الى اذاعة الجيش الاسرائيلي وقامت ببث بيانات باللغة العربية تحذر الجيش الاسرائيلي من دخول غزة، وعلى صعيد اخر كشفت مصادر اسرائيلية اسرائيلية من ان الجيش الاسرائيلي قام بمصادرة الاجهزة الخلوية التي بحوزة جنودها خوفًا من قيامهم بالاتصال بعائلاتهم والتأثير معنويًا على نفسيتهم.
سيدة فلسطينية تصرخ أمام إحدى المستشفيات

ومنذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية جندت اسرائيل كافة وسائل الاعلام المقربة من الحكومة والحزب الحاكم من اجل الترويج لهذه العملية، في حين احتج عدد كبير من الكتاب والصحافيين على السياسة الاسرائيلية تجاه وسائل الاعلام وتدخل الرقيب العسكري في كل صغيرة وكبيرة وعدم موافقته على نشر اي اخبار قد تمس بمعنوية الاسرائيليين وبخاصة اولئك الذين يقطنون في المستوطنات والمدن المحاذية لجبهة القتال تمامًا مثلما تفعل اسرائيل خلال حروبها على الاراضي الفلسطينة او اللبنانية، وذكر صحافيون اسرائيليون انهم لا يتمكنون من نقل وقائع الاحداث الجارية وبخاصة عن الاضرار التي تلحقها الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية باتجاه المدن والبلدات داخل اسرائيل, وعل صعيد اخر تؤدي وسائل الاعلام العربية والفلسطينة والاجنبية وبخاصة الفضائيات دورًا مهمًا في رفع ودعم معنويات الغزاويين الذين فقدوا مصادر الاعلام المحلية في غزة من اذاعات ووسائل اعلام الكترونية .

وقال الصحافي محمد ابو شرخ مراسل صحيفة المدنية السعودية ان اهالي غزة يبتهجون كلما شاهدوا عبر وسائل الاعلام انطلاق مسيرات واعتصامات داعمة لهم وبخاصة عندما تنطلق من مدن الضفة الغربية وداخل الخط الاخضر، مشيرًا الى ان اعتماد الفضائيات والاذاعات الفلسطينة في الضفة الغربية على عدد كبير من المراسلين المنتشرين في كافة مناطق قطاع غزة امر في غاية الاهمية .
إسرائيلية تقف بداخل منزل تعرض للقصف بصاروخ فلسطيني

في حين تواصل وسائل الاعلام الفلسطينة وبخاصة الاذاعات المحلية التغطية المباشرة لمجرى الاحداث الميدانية في قطاع غزة بالاضافة الى اجراء المقابلات واللقاءات مع المحللين السياسيين والكتاب في محاولة لقراءات السيناريوهات المتحملة للحرب البرية التي بدأت منذ يومين وبعكس وسائل الاعلام الاسرائيلية الناطقة باللغة العربية والتي تبث برامجها الاعتيادية باستثناء البرامج الاخبارية اليومية، كما وتجري الاذاعات المحلية لقاءات مشابهة مع كتاب وصحافيين اسرائيليين الذين يظهرون تحيزهم الواصح مع الحرب ومع استمرار قتل الاطفال والابرياء في غزة، بل إن بعضهم وصف قيادات وافراد حركة حماسquot; بالفئران quot; التي تختبئ في جحورها مما دفع احد المراسلين المحليين الى الرد على كلام الصحافي الاسرائيلي. وفي كثير من اللقاءات الصحافية المباشرة وغير المباشرة والتي تجريها وسائل الاعلام المحلية والاجنبية مع صحافيين فلسطييين واسرائيليين سرعان ما تختتم هذه اللقاءات بمشادات كلامية بين الطرفين لدرجة ان كل طرف يحاول الاثبات عكس ما يقوله زميله في المهنة،، في حين نادرًا ما تقوم وسائل الاعلام الاسرائيلية بعمل لقاءات او حوارات صحافية مع اعلاميين وسياسيين فلسطينييين وفي مرات عديدة يرفض الاعلاميون الفلسطينيون هذه اللقاءات.
إسرائيلي يتفقد آثار قصف فلسطيني على أحد المنازل

ويؤكد احد الصحافيين ان الاعلام الاسرائيلي منحاز منذ نشأته مع حكومته وشعبه لدرجة انه لم يفرق بين الضحية والجلاد ويعطي مبرارات للالة الحربية العسكرية الاسرائيلية لكي تقتل الابرياء بذريعة وقف اطلاق الصورايخ الفلسطينية والتي يؤدي الاعلام المحلي والعربي للاسف دورًا سلبيًا من خلال ابراز قوة وفاعلية تلك الصواريخ وكأنها صواريخ عابرة للقارات او تحمل رؤوسًا نووية مما يعطي اسرائيل مبررًا اضافيًا لكي توسع ضربتها وعدوانها ضد المواطنين المدنيين في غزة.