وفي قمة الكويت التي كان من المقرر لها أن تختص بالشؤون الاقتصادية والتنموية في العالم العربي قال الملك عبد الله بن عبد العزيز إن مبادرة السلام العربية لن تظل طويلاً على الطاولة في إشارة منه إلى أنه من المحتمل أن تقوم بلاده بتجميدها على خلفية الهجوم الإسرائيلي على غزة.
واعتبر أن الخلافات العربية أدّت إلى الفرقة والانقسام واستفادت إسرائيل منها، وقال إن هذه الفرقة كانت وما زالت عونًا quot;للعدو الإسرائيلي الغادرquot; ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب quot;وحدتنا وعزتنا وآمالناquot;.
ويقول محللون إن الرياض، من خلال تحرك ملكها الذي قفز فوق الخلافات العربية، أكدت من جديد على دورها المحوري في المنطقة كقوة مؤثرة ذات ثقل سياسي على العكس مما روجه مناهضوها الذين أخذوا يصرّون مرة تلو الأخرى على أن الدور السعودي أصبح دوراً مشلولاً مما تسبب في ذوبان نفوذ المملكة عربياً.
كما أن الصور التي بثتها وكالات الأنباء، ويظهر فيها خمسة من القادة العرب إستطاع الملك عبد الله جمعهم خلال دقائق في مقر إقامته، تعيد التأكيد بشكل لا لبس فيه على أن النفوذ السعودي أقوى quot;مما يظن بعض الأصدقاء قبل الأعداءquot; على حد ما يقوله محللون سياسيون.
وفي لندن حيث تتسابق الأنباء والمعلومات يقول المحلل السياسي عادل الطريفي عن صراع النفوذ في العالم العربي في حديثه مع quot;إيلافquot; :quot;هناك العديد من الدول حاولت أكثر من مرة وفعلت كل ما بوسعها من أجل تحجيم النفوذ السعودي والمصري لكن دون جدوىquot;.
ويضيف في سياق تعليقه على مفاجآت قمة الكويت:quot; نعم هناك دول ظهرت إلى السطح وأصبح لها دور مثل قطر، لكن ظهور قطر لم يكن مسحوبا من رصيد السعودية بل على حساب الكويت، وممكن الإمارات تسحب البساط مستقبلاً بعد أن زال عنها تحفظها من لعب دور سياسي مستقلquot;.
وكان العاهل السعودي قد دعا إلى تجاوز مرحلة الخلافات العربية وفتح الباب أمام توحّد كل العرب، وشدّد على أن مبادرة السلام العربية لن تبقى على الطاولة إلى الأبد، معلناً عن تبرّع المملكة بمليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزة.
وهذه هي المرة الأولى منذ عدة سنوات يلتقي فيها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد سنوات من الخلافات بدأت مع حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وأصبحت أكثر حدة بعد حرب يوليو تموز 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
وليس معروفاً بعد ما سيطرأ من تطورات في ملف علاقات الرياض ndash; دمشق بعد هذا اللقاء الجماعي خصوصاً وأن ألغام الخلافات أقوى بكثير من أحاديث المجاملات.
ويقول الطريفي، عن لقاء الملك عبد الله والرئيس الأسد :quot; اللقاء ربما يسهم في تحسين أشياء كثيرة لكن الخلاف بين البلدين صعب حله بسهولة . الملك (عبد الله) ضغط على نفسه شخصياً ومد يده للسوريين وهذا أمر أحرجهم .. لكن الأمر لا أظنه بهذه السهولةquot;.
التعليقات