باكستان: نظام الرئيس الجديد سيكون أشد من إدارة بوش
باراك أوباما ... بشير التغيير أم نذير التدمير؟

أوباما سوف يسير على نهج بوش في باكستان

باكستان قد تتفوق على الهند في لعبة الدبلوماسية

اوباما.. لم التركيز على أفغانستان؟

عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: باراك أوباما أول أميركي أفريقي يتولى منصب الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة. كما أنه أول أميركي أسود يدخل البيت الأبيض. طبعا هذا تغيير كبير في رؤية الشعب الأميركي إلى قضية اللون في مجتمع انقسم إلى زمن طويل بين الأسود والأبيض؛ إلا أن السؤال عن تغيير السلوك الأميركي إزاء الدول والشعوب الأخرى لا يزال رهينة الانتظار ليبدأ الرئيس الأميركي الجديد أعماله، وحينها سيتم الكشف عن الرد عليه عمليا وإن كان معروفا نظريا. إن أوباما قد رفع شعار التغيير خلال حملته الانتخابية؛ لكن هذا التغيير يعني لكل واحد معنى لا يهمّ الآخر.

مثلا إن التغيير لدى الأميركيين أن يروا الرئيس يعمل لصالح الوضع الاقتصادي المتدهور ويحسن من صورة الولايات المتحدة. والتغيير لدى شعوب الشرق الأوسط أن تتخلى الولايات المتحدة عن تأييدها المطلق لإسرائيل أو على الأقل أن تجعل إسرائيل تدرك بأنها دولة ينبغي لها أن تكون تابعة للقانون الدولي ومسؤولة أمامه وأن تحل قضية فلسطين.

والتغيير لدى الشعب الباكستاني أن يوقف الرئيس الأميركي الغارات الجوية على مناطقها القبلية وأن يسمح للحكومة الباكستانية باتخاذ القرارات ذات العلاقة مع الشؤون الداخلية وأن يتوقف النزيف الدموي في المناطق الباكستانية التي كانت تعرف بأمنها وأن تسود هيمنة القانون والدستور على المناطق التي انفلتت من أيدي الحكومة بسبب وقوفها إلى جانب الولايات المتحدة بعد عام 2001.

طائرة آباتشي تقصف الحدود بين أفغانستان وباكستان (أرشيف)

وهكذا يختلف مغزى التغيير من شعب إلى شعب ومن دولة إلى دولة ومن منطقة إلى منطقة وهلم جرا .... إلا نحن في صدد معرفة رأي الباكستانيين في هذا الصدد. يرى المدير العام للمخابرات العسكرية العامة السابق الفريق حميد جل أن السياسات الأميركية تكون بعيدة المدى. ولا يكون لتغيير الأنظمة أي أثر عليها. كما أنه يرى أن نظام الرئيس الجديد سيكون أشد على باكستان مقارنة بإدارة بوش.

وقد أبدى رئيس الوزراء يوسف رضا كيلاني أمله مرارا بأن مجيئ باراك أوباما إلى منصب الرئاسة في الولايات المتحدة سوف يتسبب في تغيير السياسات الأميركية في المنطقة. ورغم أن سبب تلك التصريحات غير معروف؛ إلا أنه كرر ذلك كلما رفع الشعب صوتا ضد الغارات الأميركية الجوية في المناطق القبلية واستفسر الحكومة لماذا لا تقوم بمنع انتهاك الأجواء الباكستانية من جانب الطائرات الأميركية.

وقد قام الرئيس زرداري بتقليد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بوسام (هلال باكستان) أعلى وسام مدني في باكستان لخدماته لباكستان؛ إلا أن المحللين يرون أن الأوسمة من جانب العبيد لا تعتبر أي مفخرة للسادة. والدليل على ذلك أن مساعد وزير الخارجية الأميركية رتشارد باوتشر قد استحال وقف الغارات الجوية على المناطق الباكستانية بعد ساعات من تقليده وسام (هلال القائد الأعظم) من جانب الرئيس زرداري. كما أن منح الوسامين إلى باوتشر وبايدن أثار ضجة كبيرة في الإعلام الباكستاني.

من جهة أخرى يرى رئيس حزب الرابطة جناح نواز شريف راجا ظفر الحق أن quot;باراك أوباما لا يقدر على تغيير أي شيء من السياسات الأميركية رغم جميع مواهبه؛ لأنه لا يستطيع أن يتحرر من النظام الحالي. هذا مستحيل. كما أنه قد عين زوجة كلينتون هيلاري وزيرة للخارجية؛ لكن في نفس الوقت عيّن روبرت غيتس أيضا في إدارته رغم أن غيتس جزء من حكومة بوش أيضا. وهذا يعني عدم تحرره من السياسات الراهنة. ثم إن باراك أوباما أميركي أفريقي، إضافة إلى كلمة حسين في اسمه والتي تشير إلى أصول إسلامية له. وبناء عليه عندما زار إسرائيل، ذهب إلى فلسطين وعلى رأسه القبعة اليهوديةquot;.

أما على الصعيد الكشميري فقد رحب القادة بتعيين الرئيس الأميركي بيل كلنتون مبعوثا لكشمير؛ إلا أنهم يرون أنه من الصعب أن يقدر كلنتون على تقدم في اتجاه حل قضية كشمير؛ لأنه قد يكون مثل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي تم تعيينه مبعوثا خاصا للشرق الأوسط؛ إلا أنه لم يُسمع له صوت، حتى عندما كانت غزة تأنّ تحت وطأة الدبابات الإسرائيلية.

ويرى فاروق رحماني أحد الزعماء الكشميريين أنه سيكون من الصعب أن تلعب الحكومة الأميركية دورا في حل قضية كشمير الآن بسبب علاقاتها الإستراتيجية مع الهند، ولم يتمكن الرئيس كلنتون من تقديم أي خدمة لهذه القضية وهو في البيت الأبيض، فما ذا عسى أي يقدم وهو مبعوث للرئيس الأميركي.

ويرى محللون أن إعلان باراك أوباما بتعزيز التواجد الأميركي العسكري في أفغانستان سيكون سببا لزيادة الضعوط على باكستان؛ لأن زيادة القوات الأميركية في أفغانستان تعني الزيادة في العمليات العسكرية وبالتالي الارتفاع في معدل المقاومة وقتل المدنيين الأبرياء. وقد صرح نوازش أحد المواطنين ردا على سؤال عن التغيير المتوقع بعد مجيء أوباما أن التغيير سيكون في زيادة عدد القتلى في المناطق القبلية وزيادة الضغط على باكستان؛ لأن أوباما قد أعلن من قبل إنه سيقوم بالهجمات داخل الحدود الباكستانية إذا دعت الحاجة إليها.

فيما يرى مواطن آخر أن السياسات الأميركية لا تتغير سواء أكان على عرش أميركا أبيض أو أسود؛ وتساءل: quot;ألا ترى إلى ما جرى في العراق وفي أفغانستان... ولما ذا التزم أوباما الصمت على قتل المدنيين في غزة يد القوات الإسرائيلية المدججة بأحدث أنواع الأسلحة الأميركية؟ وهل تأمل من هذا الشخص أن يأتي بتغيير؟ أبداquot;.