حرب كرة القدم: مصر x الجزائر |
ما زالت تتصاعد أجواء التوتر والقلق على الأصعدة الرسمية والشعبية والإعلامية بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرم القدم وتوابعها بين منتخبي البلدين، وفي هذا الإطار كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أبلغ نظيره الجزائري مراد مدلسي قلقه على الجالية المصرية بالجزائر، ونفى أنباء عن قيام وزارة العمل الجزائرية بترحيل المصريين العاملين في الجزائر، على خلفية أحداث العنف التي سبقت وأعقبت مباراة كرة القدم بين منتخبي كرة القدم في البلدين، ومخاوف من التداعيات السلبية والتي يمكن أن تحدث خلال الفترة اللاحقة على المباراة المرتقبة.
مشجعون جزائريون مجتمعون لقطع تذاكر سفر إلى السوادن |
نبيل شرف الدين من القاهرة: توجه فريق عمل رفيع المستوى من وزارة الخارجية المصرية وأجهزة الأمن المعنية إلى العاصمة السودانية الخرطوم بهدف إعداد الترتيبات الخاصة بالمباراة الفاصلة بين منتخبي مصر والجزائر، والمقرر إقامتها يوم الأربعاء في السودان، والتي تكتسب أهميتها من كونها الحاسمة في التأهل إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا العام المقبل 2010. وفي سياق متصل يقود نجل الرئيس المصري جمال مبارك الذي يشغل موقعًا رفيعًا في الحزب الوطني الحاكم في مصر خطة لمساندة المنتخب القومي لكرة القدم في مباراته الفاصلة مع نظيره الجزائري التي تجري في السودان، لدعم فريق المنتخب الوطني المصري في كرة القدم.
ويلتقي الرئيس السوداني عمر البشير مساء الثلاثاء في بيت الضيافة بالخرطوم مع رؤساء وأعضاء البعثتين الإداريتين للمنتخبين المصري والجزائري لكرة القدم، في ما استعدت السلطات في الخرطوم بجملة من التدابير لإجراء مباراة عبر خطة أمنية ورفع درجة الاستعداد القصوى للقوات النظامية بمشاركة 51 ألف جندي، فضلاً عن تدابير أمنية لحماية اللاعبين والجمهور الذي تدفق عبر جسور جوية من الجزائر ومصر إلى السودان.
وطالبت هيئة علماء السودان الجمهور السوداني بعدم مناصرة طرف دون آخر والأخذ بمبدأ الحياد في المباراة، لتجنب إثارة الضغائن والأحقاد في الشعبين المصري والجزائري، وذلك انطلاقا من مبدأ المساواة في معاملة الضيف كما ورد في بيان لها تلقت (إيلاف) نسخة منه.
تصعيد سياسي
وحسب مصادر دبلوماسية في القاهرة فقد سلم السفير المصري لدى الجزائر عبد العزيز سيف النصر رسالة لوزير الخارجية الجزائري من نظيره المصري وأشار الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي إلى أنها تأتي في إطار سلسلة الاتصالات والتحركات الهادفة لاحتواء أجواء التوتر بين البلدين، لافتاً إلى استدعاء السفير الجزائري لدى القاهرة، عبد القادر حجار، وذلك بهدف إبلاغه بالقلق المصري تجاه الأحداث الأخيرة في الجزائر.
وتحدثت تقارير إخبارية عن تعرّض مكتب شركة quot;مصر للطيرانquot; وأحد المقار التابعة لشركة quot;أوراسكوم تليكومquot; المصرية، المملوكة لأسرة quot;ساويرسquot;، ومواطنين مصريين لاعتداءات من المشجعين الجزائريين.
من جانبه أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إلى عودة نحو مائة مصري قادمين من الجزائر على متن رحلتين، وقال: quot;إن هذا الأمر كانت هناك إمكانية لحدوثهquot;، ولفت زكي إلى أن من أعربوا عن رغبتهم في العودة بلغ حتى الآن لنحو 20 في المئة من إجمالي المصريين المتواجدين في الجزائر، و80 في المئة من المصريين مازالوا مقيمين هناك ولم يعربوا عن رغبة في العودة، وان كان ذلك أيضا لا ينفي أن هناك مضايقات حدثت ومازالت تحدث بالفعل.
أما مساعد وزير الخارجية المصري خير الدين عبد اللطيف، والمكلف برئاسة مجموعة العمل المكونة من كافة القطاعات المعنية داخل وزارة الخارجية، فقد أوضح أن فريق العمل مكلف بتنسيق المواقف مع السلطات السودانية باعتبار أن هذه المباراة حدثا غير عادي والعمل على ضمان أن تخرج في إطار الروح الرياضية والأخوية، ومضى قائلاً : quot;إن الرياضة ينبغي أن تكون جسراً للتواصل والمحبة وليست سببا للشقاقquot;، على حد تعبيره.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن مجموعة العمل هذه مكلفة أيضًا بمتابعة كافة التطورات في الجزائر للحفاظ على المواطنين المصريين المقيمين بالجزائر والمصالح المصرية هناك وتأمين هؤلاء المواطنين ومصالحهم وذلك بالتنسيق مع السلطات الجزائرية.
الحزب والرياضة
وحسب مصادر مطلعة يراجع جمال مبارك نجل الرئيس المصري بمراجعة كافة الترتيبات أولا بأول بغية تذليل الصعوبات والتي تخص عمليات تنظيم رحلات الطيران التي تحمل مشجعي مصر من كافة روابط مشجعي كرة القدم سواء في النادي الأهلي أو الزمالك وغيرهما من الأندية مع الحرص على تحمل الحزب الوطني (الحاكم) لتكلفة نفقات السفر الخاصة بهم لتشجيع المنتخب الوطني المصري.
وصرح عليّ الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الحاكم بأن الطائرات التي غادرت مصر متجهة إلى السودان حملت على متنها آلاف من كوادر وأعضاء الحزب الوطني من كافة الأمانات الجماهيرية ومن كافة محافظات مصر مع عدد من الإعلاميين بالحزب وأيضا بصفة عامة شباب مصر بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية وذلك تحقيقًا للمساندة الحزبية الشعبية من حزب الأغلبية لجماهير مصر ومنتخب الوطني في مباراته الفاصلة.
من جانبه صرح محمد هيبة أمين شباب الحزب الوطني (الحاكم) بأنه جرى تجهيز عدد من الطائرات المصرية لنقل المشجعين لمؤازرة المنتخب الوطني في مباراته الحاسمة ، مشيرًا إلى أن أمانة الشباب برئاسته ستحمل معها أكثر من 50 ألف quot;تى شيرتquot; يحمل علم مصر بألوانه الثلاثة وأكثر من 50 ألف علم لمصر سيتم توزيعهم على المشجعين المصريين والسودانيين داخل الاستاد.
كما أشار المسؤول الحزبي إلى تكثيف عمليات تركيب شاشات العرض الضخمة بالميادين العامة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجماهير لمتابعة المباراة على الهواء مباشرة، حيث تم تركيب 16 شاشة بالقاهرة وعدد من الشاشات في الميادين العامة بالمحافظات الكبرى وذلك على نفقة أمانة الشباب.
ورغم النفي الرسمي من جانب المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي لما تردد من أنباء عن قيام وزارة العمل الجزائرية بترحيل مئات من المصريين العاملين في الجزائر على خلفية ما حدث من أحداث سبقت وأعقبت مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين، فقد أعلنت عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة، أنه تقرر إرسال طائرتين مصريتين إلى العاصمة الجزائرية لنقل المصريين الموجودين هناك.
وعللت الوزيرة المصرية الموقف بأن هناك بعض المصريين الذين يريدون زيارة ذويهم في محافظات مصر، ليطمئنوا عليهم بعد أحداث الشغب التي وقعت في الجزائر عقب انتهاء مباراة مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
التعليقات