آثار الحملة الانتخابيَّة لا تزال راسخة في وعي المواطنين
استطلاع للرأي يظهر أنَّ عُشر الأميركيين يظنون أوباما مسلمًا

باراك أوباما يصافح العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة مجموعة العشرين يوم أمس. رويترز

أفشين مولافي: أكد استطلاع جديد للرأي أجراه مركز (بيو) للأبحاث، المتخصص في الرأي العام والإعلام، أنَّ 11 % من الأميركيين يعتقدون أن الرئيس باراك أوباما مسلم. كما أشار إلى أنَّ 35 % من الأميركيين لا يعرفون أنَّ أوباما مسيحي. وأظهر الاستطلاع - الذي نشرت نتائجه اليوم ndash; أنَّ الجمهوريين والبروتستانت الإنجيليين يرجحون أن يكون أوباما مسلمًا. هذا وقد سعى خصوم أوباما خلال حملة ترشحه العام الماضي عن الحزب الديمقراطي أمام هيلاري كلينتون، وأثناء حملته بعد ذلك ضد المرشح الجمهوري جون ماكين، إلى غرز فكرة اعتناقه الديانة الإسلاميَّة من أجل تحويل الناخبين الأميركيين ضده.

وتدل استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتحدة على أنَّ الأميركيينما زالوا يجهلون الكثير عن الإسلام، ويمتلك عدد كبير منهم ndash; بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 40 % - آراءً سلبية حول الإسلام والمسلمين.

وغالبا ً ما تتساءل البرامج الإذاعيَّة الحواريَّة اليمينيَّة عن الديانة التي يعتنقها أوباما، مرجحين من خلال المضمون أنه مسلم. وفي احد المشاهد الانتخابية الماضية التي لا تنسى، أخبرت سيدة عجوز جون ماكين أن أوباما مسلم وعربي. ووقتها رد عليها ماكين قائلا ً:quot; لا، ليس كذلك. فهو رجل صالح، ومحب لبلادهquot;.

وقد تسبب هذا اللقاء في إثارة غضب كثير من العرب الأميركيين والمسلمين الأميركيين الذين رأوا أنَّ رد ماكين يحمل مضمونا مفاده أنَّ غير المسلمين فقط قد يكونون quot;رجالا ً صالحينquot; ومحبين لبلادهم.

كما سبق وأن وجه وزير الخارجيَّة الأميركي الأسبق كولين باول انتقاداته لماكين ولحالة quot;الذعر العام من الإسلامquot; الذي قال إنَّها موجودة في الحملة، وبخاصة بين الجماعات اليمينية وكذلك جماعات المحافظين الجدد.

هذا ويقوم نصف الأميركيين تقريبًا بتعريف أوباما بصورة صحيحة على أنَّه مسيحي، رغم حقيقة تحدثه بصراحة عن إيمانه وحضوره في الكنيسة بصحبة أسرته كل يوم أحد.

كما أكد الاستطلاع أن كثيرًا من الأميركيين المثقفين لا يعتبرون أوباما مسلما. وقال الاستطلاع أيضا ً إن الأرقام المتعلقة بهذا الأمر لم تتغير إلا قليلا ً منذ آخر مرة قاموا فيها بطرح التساؤل نفسه العام الماضي. وهو ما يرجح أن الشعارات الخاصة بالحملة ضد أوباما، والتي تحتوي على مضامين تتحدث عن أنه مسلم، ظلت باقية بداخل الوعي الأميركي، بين قطاع صغير من السكان.