المعارضة تعتبرها حربًا غير معلنة والسلطة ترى الانفصال مستحيلاً
مواجهات جنوب اليمن تتصاعد وتثير جدلاً واسعًا في البلاد
علي عبدالجليل من صنعاء: في وقت ما زالت فيه الأجواء متوترة في المناطق التي شهدت أعمال عنف ومواجهات جنوب اليمن خلال الأيّام الماضية، حذّر سياسيون من تصاعد الأحداث خلال الفترة المقبلة نحو مصير مجهول إذا لم يكن هناك أي اتجاه لحل القضية الجنوبية سياسيا، كما ذهب لذلك مراقبون تحدثت معهم quot;إيلافquot;. وفي أوّل رد واضح من جانب المعارضة اليمنية حول أحداث الاحتجاجات الأخيرة في المحافظات الجنوبية، وصف رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عيدروس نصر ناصر quot;ما يحدث في بعض مناطق مديريات ردفان بأنه يمثل حالة حرب غير معلنةquot;.
بينما قالت مصادر رسمية في محافظة لحج quot;أن مجموعات مسلحة من عناصر الدعوات الانفصالية الخارجة عن الدستور والقانون قامت بمهاجمة أفراد الجيش المتواجدين في منطقة الأحمرين مديرية حالمين لحماية الطريق العام من الأعمال التخريبية التي تقوم بها العناصر بهدف قطع الطريق وزعزعة الأمن والاستقرار، إضافة إلى قيام تلك المجموعات المسلحة بإطلاق النار وبشكل متقطع حتى بعد ظهر الأربعاءquot;.
وبينعيدروس في تصريحات نشرتها له صحيفة الأيام العدنيةأنquot;السلطة قد زجت بالقوات المسلحة في معركة مع مواطنين عزل من السلاح بغرض إخماد الفعاليات الاحتجاجية السلمية التي تشهدها المحافظات الجنوبية منذ ما يزيد على سنتينquot;.
وأضاف النائب الاشتراكي: quot;لقد كان الأحرى بالسلطة أن تلتفت للمشاكل التي يطرحها المحتجون ومعالجتها بالوسائل المدنية بدلاً من استخدام القوات المسلحة في مواجهة المحتجين. ويعلم الجميع أن مكان القوات المسلحة بأسلحتها المختلفة هو الحدود حيث يفترض الدفاع عن السيادة الوطنية، وكلنا يعلم أن ردفان والضالع ليستا منطقتين حدوديتينquot;.
وطالب عيدروس بالوقف الفوريللعمليات العسكرية في ردفان وغيرها من مناطق الجنوب. وناشد من أسماهم العقلاء في السلطة quot;العودة إلى لغة الحكمة والعقل بدلا من استخدام القوة العسكرية مع مواطنين لا يملكون إلا الوسائل السلمية التي أباحها لهم القانونquot;.وكانت عدة محافظات جنوبية قد شهدت يوم الاثنين الماضي مظاهرات رفعت شعارات اعتبرتها الحكومة اليمنية خارجة عن القانون وأنها تدعو إلىالانفصال.
دعوة إلىالانفصال
وشهدت الدعوة إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله بعد وحدة دامت قرابة عشرين عامًا نشاطًا ملحوظًا، إثر انضمام طارق الفضلي أحد أبرز مشائخ جنوب اليمن في الشهر الماضي إلى ما يسمى بالحراك الجنوبي، وهو الانضمام الذي أخرج نائب الرئيس السابق والزعيم الجنوبي علي سالم البيض عن صمته ليرحب بهذه الخطوة التي باركها أيضًا الرئيس السابق علي ناصر محمد والسياسي البارز حيدر أبو بكر العطاس.
وأدان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، ما إعتبره quot; أعمال التخريب والشغب والفوضى التي طالت الممتلكات العامة والخاصةquot; من قبل عناصر وصفها quot;بالتخريبية والخارجة على الدستور والنظام والقانون ومثيرة للفتنةquot; وقال في بيان له إن ما جرى quot;في زنجبار وردفان والمكلا، وما رافقها من شعارات وهتافات مناطقية وتشطيرية مثيرة للكراهية والبغضاء بين أبناء اليمن الواحدquot;.
وفي الوقت الذي إعتبر فيه وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي استحالة العودة للوراء، مشيرًا في مؤتمر صحافي يوم أمس إلى أن quot;عهد الانفصال ولى بدون رجعة وأن الشعب اليمني، مع قواته المسلحة، كفيل بالدفاع عن وحدتهquot;، أعلن الشيخطارق الفضليبأنه عندما قرر الانضمام للنضال السلمي فإنه أوقفت قدراته السياسية وعلاقاته وثقله الاجتماعي والقبلي وإمكانياته المادية quot;فداء للنضال السلمي ولشعب الجنوب الصابر المقهورquot; حسب قوله.
وكان مصدر رسمي حكومي قد قال إن الفضلي الذي تخلى عن انتمائه للحزب الحاكمهو quot;النهّاب الأول لأراضي الدولة بطرق غير مشروعة ووثائق مزورةquot;، في رد له على تصريحات للفضلي قال فيها أن: quot;المظالم لا تعد ول تحصى بدءًا من نهب دولة الجنوب وجيش الجنوب وطائراته العسكرية والمدنية وبواخره وموانئه ومصانعه ومصافيه وأراضيه ومؤسساته .. الخ مما لا يعد ولا يحصىquot;.