نبيل شرف الدين من القاهرة: مرة أخرى تجددت المصادمات الطائفية وأعمال العنف بين المسلمين والمسيحيين في قرية quot;دفشquot; بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وقال مصدر طبي quot;إن ثلاثة مسيحيين أصيبوا خلال تلك الاشتباكاتquot; موضحا أن أحدهم ويدعى ناجي فوزي يعاني من كسر بالجمجمة وحالته خطيرة، وقال مصدر أمني إن مئات من أهالي القرية شاركوا في الاشتباكات بعد مشاجرة بين مسلم ومسيحي تداعى إليها أنصار الجانبين وهو الأمر الذي بات يتكرر على نحو متواتر، سواء في هذه القرية أو في أماكن أخرى من مصر .

وفي شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي قتل شاب مسيحي في القرية اتهم مسلم بقتله، وقالت مصادر أمنية مصرية إن الشرطة تلاحق هؤلاء المسلمين الذين شاركوا في الاعتداء على المسيحيين الثلاثة، وأوضحت المصادر أن تعزيزات كبيرة من قوات مكافحة الشغب انتشرت في القرية التي يسكنها نحو 12 ألف مسيحي وخمسة آلاف مسلم، وفقاً للتقديرات الرسمية .

وقالت مصادر أمنية محلية بمحافظة المنيا إن المشاجرة وقعت أثناء وجود الأشقاء مصطفى خميسي وأيمن ووليد بأحد شوارع القرية وهم يستقلون دراجة بخارية في الوقت الذي تصادف فيه وجود كل من رضا فوزي وشقيقه ناجي ويوسف بصحبة مواشيهم، التي قامت بسد الطريق أمام الدراجة البخارية حيث تشاجر الأشقاء مستخدمين العصي والشوم والحجارة .

ويرى الباحث سامح فوزي: quot;أن الدولة انسحبت اجتماعياً وتركت الجميع يبحثون عن شبكات أمان خارج تخوم الوطنية، فالمسلمون يتجهون إلى المساجد، والمسيحيون نحو الكنائس، وبالتالي تقدمت الهوية الدينية بوضوح على الهوية الوطنية، التي تراجعت بعد أن كانت حصناً منيعاً يحول دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفةquot; .

مصادمات طائفية

وخلال الأعوام الماضية تواترت المصادمات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون ـ وفقاً للتقديرات الرسمية ـ نحو عشرة بالمائة من سكان مصر الذين يزيد عددهم على 75 مليون نسمة، بينما تؤكد الكنيسة القبطية أن عددهم يتجاوز عشرة ملايين نسمة على الأقل، يعيش معظمهم في محافظات صعيد مصر وأبرزها بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا .

ويحمل نشطاء من الأقباط المقيمين داخل مصر وفي المهجر على السياسات الحكومة، خاصة في ظل تكرار أحداث العنف الطائفية وتكرارها بوتيرة متسارعة خلال الأعوام الأخيرة، دون اتخاذ إجراءات جادة من الدولة وأجهزتها لمواجهة هذه الوقائع بجدية، فضلاً عن عجز الأجهزة السياسية والقوى الحزبية عن تقديم حلول واكتفائها بعد كل واقعة من هذا النوع باقتراح quot;صلح عرفي زائفquot; ينتهك أبسط قواعد القانون، ويفرض علي الضحايا قبول نتائج هذا الاعتداء من تدمير وخسائر في الممتلكات والنفوس ويتيح للجناة الهروب من العقاب ويشجعهم على تكرارها .

ووقعت عشرات المصادمات الدامية على خلفيات طائفية، ففي العام 1999 قتل 19 قبطيا ومسلمان وأصيب 33 ، كما دمرت عشرات المحال التجارية خلال اشتباكات دامية استمرت عدة أيام بقرية quot;الكشحquot; في محافظة سوهاج على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب القاهرة فضلاً عن أحداث أخرى أقل خطورة جرت في أماكن متفرقة من البلاد، خاصة في قرى ومدن صعيد مصر، فضلاً عما شهدته مدينتا القاهرة والإسكندرية .

وشهدت محافظة المنيا أعمال عنف حول دير quot;أبو فاناquot; التابع لمركز quot;ملويquot;، حيث وقعت مصادمات بين عدد من الأعراب بقرية quot;قصرهورquot; وبين الرهبان والعاملين بالدير، بسبب نزاع على قطعة أرض بها 24 قلاية، كان الدير قد اشترى تلك الأرض المتنازع عليها من أحد الأشخاص منذ 5 سنوات لضمها للدير، وحين حاول بناء سور حولها اعتراضهم الأعراب، واختطفوا عدداً من الرهبان، كما قتل شخص مسلم من أبناء تلك القرية.