محمود العوضي وفهد سعودمن دبي: في العام 1951، دشّن موحد الجزيرة العربية الملك عبد العزيز أوّل محطة قطار في شبه الجزيرة العربية والخليج. وبقيت تلك البادرة لأكثر من 50 عامًا تهرول دون أي تطوّر يُذكر، ولم تصل إلى حيّز التنفيذ في المنطقة. ومنذ عهده لم يُبنَ مترو واحد مثله، وبقيت المنطقة على الرغم من تطوّر المدن وتكاثر السكان والحاجة القصوى، فقيرة في السكك الحديدية. الفكرة نفسها نهضت في دبي عندما قرر الشيخ محمد بن راشد أن يعمل على إنشاء قطار آخر، ولكنه هذه المرة بصفة quot;المتروquot;. ويعتبر quot;المتروquot; في الدول الغربية صناعة المستقبل، كما ترى ذلك دولة مثل بريطانيا التي وضعت خطة طموحة للإعتماد على القطار بدلاً من السيارة والطائرة.
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات المتحدة تكفل بمفاجأة العرب بأول مترو عربي خارج مصر، وأول سكة حديدية في الخليج منذ ستين عامًا.
ودبي تحتفل اليوم وسط هالة كبرى من التغطية الإعلامية والاهتمام السياسي بأول مترو في الخليج منذ ستين عامًا، وهذا وحده سيشد انتباه الخليجيين ويدفعهم إلى الغيرة مما يحدث في الإمارات الصغيرة التي تتبنى مقولة مارك توين الكاتب الأميركي الشهيرquot; الأنباء التي تتحدث عن وفاتي مجرد إشاعةquot;.وقبيل افتتاح محطة المترو بساعات قليلة، عقد الشيخ محمد بن راشد اجتماعًا مُصغَّرًا حضره صحافيون ومراسلون أجانب من العالم الساكسوني، وحضره من الجانب العربي quot; الأهرامquot; وإيلافquot;.
تحدث الشيخ بصراحة.. وبتفاصيل رافضًا الخوض في الجانب السياسي، مفضِّلاً أن يكون الحوار اقتصاديًا، وهنا انفتحت شهية صحافييquot; رويترزquot; وquot; التايمزquot; و quot; الوول ستريتquot; و quot; سي ان انquot; وغيرهم من محترفي الصحافة، فأمطروا الشيخ الذي تحدث باستفاضة، ودار الحديث بالانكليزية التي يجيدها رئيس مجلس الوزراء في الإمارات، مع روح النكتة التي تتميز بها . وكان يتظاهر أحيانًا بعدم فهم السؤال كي يعطي نفسه الفرصة ليجيب إجابة مستفيضة أمام هوامير المراسلين. كما لوحظ أن الاجتماع كان مقتصرًا على ولي العهد حمدان بن محمد آل مكتوم، ونائب الحاكم مكتوم بن محمد، ومدير ديوان حاكم دبي ذو الأسهم المرتفعة حاليًا السيد محمد الشيباني ومدير مشروع المترو مطر الطاير، وأحمد عبد الله الشيخ المرافق الإعلامي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
بدأت أسئلة الصحافيين المتلهفين تنهال على الشيخ محمد الذي يعلم جيدًا أساليبهم، وذهبت أسئلتهم بعيدا لتطال الأزمة الاقتصادية التي تمر بها دبي، بل العالم أجمع. حينها رد الشيخ المتواضع محمد بن راشد على سؤال حول أزمة دبي، وقال إن quot;دبيquot; ليست وحدها التي تعاني أزمة اقتصادية، فنحن جزء من العالم، ولكننا استطعنا أن نتعلم من هذه الأزمة الكثير، واهم ما تعلمناه هو التحدي.
ويضيف: quot; لقد أصبحنا نفكر بموضوعية وبتأنِ. ولا نستعجل في الاتجاه إلى مشاريع غير مربحه. وأكد الشيخ محمد أن مشروع quot;المتروquot; يحمل دلالة كبرى وعميقة، حيث انه يمثل منعطفًا تاريخيًا يذكرنا بأول شحنة وصلت ميناء الشيخ راشد، وكانت سببًا في دخول quot;دبيquot; في عصر التطور والتمدن، الذي يوضح الطريقة التي نهضت بها دبي في غضون فترة قليلة.
ورفض الشيخ محمد أن يتحدث عن دبي وحدها، قائلا: إنني رئيس وزراء دولة الإمارات المتحدة كلها، ودولة الإمارات تتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع، ولها مكانة محترمة في كافة أنحاء العالم، ودبي وأبو ظبي تعيشان على نفس واحد، وحصانان يسوقان عربة واحدة، لكننا أمام مسؤولية إحضار الإمارات الأخرى لنكون جميعًا أمام عين العاصفة. وأشار إلى ولي عهده الشيخ حمدان وقال انه المسؤول الآن عن دبي.
واثني الشيخ محمد بن راشد على أدوار المرأة الإماراتية ودورها الفاعل في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد، وقال إن الإمارات تسجل ارتفاعات في نسب الإناث المتعلمات بين دول العالم. هنا علقت صحافية أميركية قائلة: ولكن كيف يمكن تزويجهن؟
ضحك الشيخ وقال: quot;لا يهمني التطور العلمي والتعليمي الذي ينسينا تقاليدنا وقيمنا، نحن نختار أفضل ما لديكم ونترك السيئ لكمquot;. 70% من نساء الإمارات متعلمات، مؤكدًا أنه قام باستحداث مراكز حضانة لأطفال الإماراتيات اللواتي يعملن في القطاع العام والخاص من اجل توفير أجواء تساعد تلك النساء على التفرع للعمل والإبداع.
وأضاف أن أبوابنا مفتوحة وقلوبنا مفتوحة، فأجاب بعض الصحافيين أن هناك صمتًا لدى المسؤولين الإماراتيين، فأجاب بابتسامة : quot; ربما أنكم تذهبون إلى الطرق الخاطئة الخاطئة، ثم أشار إلى مدير ديوانه السيد محمد الشيباني قائلاً: عليكم بالذهاب إليه وسيجيبكمquot;.
هنا تقدم رئيس تحرير مانشستر نيوز القادم من شمال انكلترا ليسأله عن الرياضة، وهل ثمة رغبة من قبله في شراء احد أندية بريطانيا، وأشار بشكل خاص إلى نادي ليفربول، فأجاب الشيخ إجابة مراوغة حيث قال إن هناك إحدى الشركات المتواجدة في دبي والتي حاولت أن تدخل في مفاوضات لشراء نادٍ بريطاني، وما ان تسرب الخبر حتى أشير إلى اسمه في الموضوع، لكنه شخصيًا لم يكن على علاقة فيهم.
التعليقات