الاسكندرية - اعتبرت فكرة فيلم "النعامة والطاووس" التي وضعها المخرج الراحل صلاح ابو سيف قبل 30 عاما لتعليم الحياة الجنسية للازواج وطلاب المدارس دعوة مبكرة وسابقة لزمانها الى ان جاء نجله محمد ليكمل ما عجز والده عن اكماله بسبب اعتراض الرقابة انذاك على موضوع هذا الفيلم الجرىء الذي يعتبر مع ذلك من القضايا التي تثير جدلا حادا في المجتمع المصري والعربي.
وقال محمد ابو سيف امس السبت بعد عرض الفيلم ضمن اطار المسابقة الرسمية الدولية في مهرجان الاسكندرية السينمائي انه لم "يغير شيئا في السيناريو الذي قام والده ولينين الرملي بكتابته قبل ثلاثين عاما" مشيرا الى محاولته اخراج الفيلم ضمن رؤية والده.
ويتطرق الخط الدرامي الى علاقة الزوجين مصطفى وبسمة اللذين يحول البرود الجنسي حياتهما الى جحيم ويصبح الحب الرومانسي بينهما شجارا دائما تضطر الزوجة بسببه الى ترك منزل الزوجية واللجوء الى والدتها دون ان تجرؤ عن الحديث عن سبب المشكلة.
وتحصر بسمة حياتها بين ابنتها وعملها في مصنع خياطة الملابس الجاهزة حيث تدور احاديث النسوة حول طبيعة علاقاتهن الجنسية مع ازواجهن ولكل منهن شكواها، باستثناء امراة واحدة نجحت في علاقتها من خلال سعيها الدؤوب الى استثارة زوجها.
وتحضر احدى العاملات في المصنع مجلة تطرح مشاكل الحياة الجنسية بين الازواج، مما شجع الزوجة الشابة للجوء الى الطبيبة كاتبة المقال الطبيبة لعرض مشكلتها عليها بالتفصيل وخصوصا اهمال زوجها لرغباتها الجنسية وانتهائه من عملية الجماع بسرعة وتركها دون ان تستطيع تحقيق ذلك.
ومن خلال الحديث مع الطبيبة، تتم ادانة طريقة تنشئة الاطفال وتجهيلهم بجسدهم في مرحلة المراهقة وخضوع ذلك للتقاليد والعادات الاجتماعية البالية بما في ذلك عملية الختان التي تؤثر على الحياة الجنسية للمراة اضافة الى جهل الزوج بجسد زوجته واسلوب التعاطي معها.
في غضون ذلك، يسلك الزوج طريقه مع بائعات الهوى حيث يجد معنى لحياته الجنسية ويبقى محافظا على حب زوجته التي تركته.
لكنه يدرك بعد درس ديني يلقيه خاله امام المسجد بان عليه مراجعة نفسه، وتدارك خطاه فيعود الى الطبيبة، بعد ان رفض دعوة سابقة لتلقي العلاج، حيث يكشف الحوار الاخطاء التربوية للذكور واستنادهم الى معلومات خاظئة لا تمت الى الحقيقة بصلة.
ولعب الفكر الديني دورا في حل المشكلة القائمة بين الزوجين، فكما انقذ درس الخال ابن الاخت من الانجراف وراء الاخطاء،انقذ مقرئ القرآن الزوجة من الانحراف ومنعها من انشاء علاقة مع مدير المصنع الذي حاول اغوائها بعدما ابلغته احدى العاملات ان بسمة على خلاف مع زوجها.
وجاءت الدعوة المبكرة الى تعليم الحياة الجنسية، الى جانب الاطار الديني، على اساس علمي تربوي في المدارس، وهي من المواضيع الساخنة ضمن الاطار الاجتماعي المصري فضلا عن وقف عمليات الختان التي يرفضها الفيلم، ضمن محاور نقاش ينقسم المجتمع المصري حولها بحدة بين مؤيد ومعارض.
ورغم ما سجله العديد من النقاد من ملاحظات فنية حول تقليدية الاخراج والنهاية التي صورت عملية جنسية ناجحة بين الزوجين بتعبير فظ وهو استخدام غليان وعاء الحليب فوق النار، فان الفيلم ياخذ طابعا تعليميا سيدخل في اطار الصراع الدائر في المجتمع حول موضوع تعليم الحياة الجنسية وعمليات الختان.
يشار الى ان الفيلم هو الوحيد الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية الدولية الى جانب تسعة افلام اخرى، اضافة الى منافسته اربعة افلام في مسابقة الافلام المصرية التي يتوقع ان يفوز بجائزتها الكبرى فيلم "ذيل السمكة" للمخرج سمير سيف وتأليف وحيد حامد.
وستعلن النتائج مساء غد الاثنين بعد خمسة ايام من عرض افلام المسابقات فضلا عن
53 فيلما اخر تمثل 29 دولة دولة شاركت في فعاليات الدورة الحالية للمهرجان. (ا ف ب)